تبحثين عن كيفية نقل طالبة من مدرسة الى اخرى بأقلّ أضرار نفسيّة ومعنويّة عليها؟ الأمر مُمكن إذا اتّبعت النصائح في هذا المقال.
يمكن أن تكون تجربة تغيير المدرسة لطفلتك مليئة بالتحديات، سواء لها أو لك. ومهما كانت الأسباب التي أدّت الى اتّخاذ هذا القرار، قد يترتّب عليها تأثيرات نفسيّة عدّة، تعتمد على عوامل مُختلفة مثل عمر الطالبة، مدى تكيّفها مع البيئة السابقة، وطبيعة المدرسة الجديدة. وعليك في هذه المرحلة السعي لدعم الصحة النفسية لطفلتك. سنعدد في هذا المقال بعض هذه الأسباب، التأثيرات المُحتملة لهذا التغيير، كما سنقدّم لك بعض النصائح لجعل التجربة أسهل على طفلتك.
أسباب تستدعي تغيير المدرسة
يأتي قرار تغيير المدرسة نتيجة أسباب عدّة، بعضها بقرار شخصي وأخرى قسريّة. وأكثر الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى قرار نقل الطفل من مدرسة إلى أخرى:
- أسباب جغرافيّة: الانتقال إلى منطقة جديدة وتغيير في ظروف السكن.
- الأسباب الاقتصادية: تكاليف المدرسة قد تكون مُرتفعة على الأهل فيبحثون عن بدائل أقل تكلفة.
- أسباب صحيّة: إذا كان للطفل احتياجات صحيّة خاصة يتمّ نقله الى مدرسة أخرى توفّر بيئة تعليمية مناسبة لحالته.
- أسباب اجتماعيّة: لضمان سلامة الطفل وراحته في حال كان الطفل يتعرض للتنمر مثلًا أو إذا كان يواجه مشكلة في التكيّف الاجتماعي في المدرسة.
- أسباب أكاديميّة: نقص في جودة التعليم أو بهدف توفير برامج تعليمية أفضل. أو بكلّ بساطة لعدم توفير أنشطة اللاصفية تتناسب مع اهتمامات الطفل.
- أسباب أسريّة: حالات الطلاق بين الوالدين أو أي تغييرات عائليّة أخرى.
- البحث عن بيئة آمنة: في حال كانت المدرسة الحاليّة غير آمنة أو غير ملائمة من حيث البنية التحتية أو الموارد.
مصدر الصورة: Freepik
تداعيات نقل طالبة الى مدرسة أخرى
على الرغم من أنّ قرار تغيير المدرسة يكون في كثيرٍ من الأحيان أفضل لطفلتك، خاصّة في حالة الأطفال غير المُتكيّفين في مدرستهم الحاليّة، إلّا أنّ هذا التغيير لا يخلو من التحديات، وقد يؤدّي الى تداعيات نفسيّة، ولعلّ أبرزها:
- صعوبة في التكيف مع طرق التعليم المختلفة أو أساليب التدريس الجديدة، مما قد يؤثر على تحصيلها الدراسي وسلوكها العام.
- الشعور بالانفصال عن الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية التي كانت تُشكّل جزءًا مهمًا من حياتها المدرسيّة.
- الشعور بالتوتر والقلق بسبب التغيّرات المفاجئة في البيئة والتعرّف على معلمين جدد وتكوين صداقات جديدة. فبناء علاقات جديدة مع زملاء دراسة جدد قد يكون صعبًا في البداية، وقد يؤثر ذلك على ثقة الطالبة بنفسها وتقديرها لذاتها.
- الشعور بالحنين إلى المدرسة السابقة، خصوصًا إذا كانت مرتاحة في بيئتها السابقة وكان لديها صداقة قويّة هناك.
من جهة أخرى، وعلى الرّغم من التحديّات التي قد تواجهها الطالبة، إلّا أن هذا التغيير قد يكون فرصة لتطوير مهارات جديدة، كالتكيّف مع التغيير وبناء علاقات جديدة، ما يمكن أن يكون مفيدًا على المدى الطويل في حياتها.
نصائح لجعل انتقال طالبة من مدرسة الى أخرى أسهل
إنّ الانتقال إلى مدرسة جديدة هو تجربة تتطلب الصبر والدعم والجهد من الأهل والمعلمين معًا. ومع أنّ هذه الخطوة غير سهلة، إلّا أنّ التخطيط الجيّد لذلك والتفهّم، سيُخفّف من التأثيرات النفسيّة السلبيّة التي قد تنتج عنها، وقد تتحوّل إلى فرصة للنموّ والتعلّم بشكل أفضل. وبهدف جعل العمليّة أكثر سلاسة وسهولة، سنقدّم لك بعض النصائح التي ستساعد طفلتك على الانتقال الى مدرسة جديدة:
مصدر الصورة: Freepik
خلال مرحلة ما قبل الانتقال:
- تحدّثي معها عن التغيير الذي سيحصل: عبر مناقشة الأسباب والآثار المحتملة له، وهكذا ستشعر بأنها جزء من القرار وبأن مشاعرها مفهومة ومقبولة.
- وفّري الدعم العاطفي لها: استمعي إلى مشاعرها وامنحيها مساحة للتعبير عن ما يدور في رأسها ويُقلقها، وكوني على استعداد دائم لتقديم الدعم والمشورة عند اللّزوم.
- زوري المدرسة الجديدة برفقتها: ستتمكّن من التعرف على البيئة الجديدة، والمعلمين، الأمر الذي سيساعد في تقليل القلق من المجهول لديها.
- تعرّفي على المناهج الدراسيّة التي تتّبعها المدرسة الجديدة: لتكوني على استعداد لمساعدة ابنتك في التعرف على طرق التعليم الجديدة وأي اختلافات في المواد إذا وُجِدت.
عند بدء الدراسة في المدرسة الجديدة:
- التواصل مع مُعلّمي المدرسة الجديدة: لمناقشة احتياجات ابنتك الخاصّة أو أي مخاوف تُراودها.
- تعديل الروتين اليومي لابنتك: لمساعدتها على التكيف مع الوضع الجديد بشكل تدريجي. واليك أبرز خطوات روتين الصباح للمدرسة.
- تشجيعها على بناء علاقات جديدة: عبر الانضمام إلى الأنشطة المدرسيّة مثلًا، لأنّها قد تساعدها على الشعور بالانتماء لهذا المُحيط الجديد وتكوين صداقات جديدة.
- حدّدي لها أهدافًا صغيرة: كالتعرف على زميلين جدد اليوم مثلًا، وبتحقيقها لهذه الأهداف قد تزيد ثقتها بنفسها.
خلال هذه المرحلة الانتقاليّة وما بعدها:
- راقبي حالة ابنتك النفسيّة: إذا لاحظت أي تغييرات سلبيّة لديها أو أي علامات مُقلقة، يُمكنك الاستعانة بإختصاصيين نفسيين أو بأحد المُرشدين في المدرسة.
- احتفلي بأي تقدم تحرزه في عمليّة التكيُّف: فتعزيز النجاح، مهما كان صغيرًا، سيساعدها على الشعور بالإنجاز.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من المهم أن تحصل الطالبة على دعم من أسرتها ومعلّميها خلال فترة الانتقال، لمساعدتها على التكيّف وتخفيف آثار القلق والتوتر عليها. إذ إنّ توجيه مشاعرها ومساعدتها في بناء علاقات جديدة سيكون له تأثير إيجابي على تجربتها في مدرستها الجديدة. وفي السياق نفسه، نقدّم لك لائحة بأهمّ التجهيزات للمدرسة.