يشكل الأطفال روابط خاصّة مع آبائهم، وقد يظهر هذا بشكلٍ ملحوظٍ عندما يشعرون بالراحة والمرح أكثر معهم مقارنةً بأمهاتهم. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “Times of India”، يُمكن أن تكون هناك عدة أسباب تجعل الأطفال يميلون إلى آبائهم أكثر. وهذا ما يُساهم في تعزيز دور الأب في الأسرة.
كل عائلة لها ديناميكيتها الخاصة، وقد تختلف تفضيلات الأطفال بناءً على طبيعة العلاقات الفرديّة داخل الأسرة. في هذا المقال، سنستعرض أهم الأسباب التي تجعل الأطفال يُظهرون حبًا وارتباطًا أكبر بآبائهم.
1. اللعب الممتع والمغامرات المشتركة
يميل الأطفال إلى الآباء خاصةً عندما يتعلق الأمر باللعب والمرح. ففي العادة، يُشاركون بشكل أكبر في الرياضات الخارجيّة والأنشطة الحركيّة المثيرة. بالتالي، يُتيح لهم هذا التفاعل النشط استكشاف قدراتهم الجسديّة بشكل أعمق، ممّا يُعزز العلاقة بين الأب والطفل. إذًا، ومع مرور الوقت وعند تمضية الأطفال وقتًا مليئًا بالمغامرات مع آبائهم، ينمو لديهم شعور أقوى بالانتماء والارتباط العاطفي.
2. الحرية والقيود الأقل
يُعرف الآباء عادةً بأنّهم أكثر هدوءًا وتريثًا في مواجهة المواقف المختلفة، ممّا يمنح الأطفال مساحة أكبر من الحريّة. لهذا السبب، يُفضّل الأطفال هذا الأسلوب الهادئ، لأنه يسمح لهم باتّخاذ القرارات والتعبير عن أنفسهم بحريّة أكبر. كما أن قلّة القيود تجعلهم يشعرون بالراحة والثقة أثناء تعاملهم مع الآباء.
3. تشجيع المغامرة والاستكشاف
يحبّ الأطفال الآباء لأنهم دائمًا يُشجّعونهم على المغامرة وتجربة أشياء جديدة، إذ يدفعونهم إلى تجاوز مناطق الراحة الخاصّة بهم، ممّا يعزّز فيهم روح الاستكشاف والثقة بالنفس. وبغضّ النظر عن طبيعة النشاط، سواء كان تسلّق الأشجار أو ركوب الدراجة، فإنّ ممارسة هذه الأنشطة تُساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقة العاطفيّة بين الطفل ووالده.
4. الاهتمام المشترك بالأنشطة والهوايات
يتواصل الآباء والأطفال بفضل الاهتمامات المشتركة، سواء كانت رياضيّة أو تكنولوجيّة أو حتى فنيّة. حيث يُشاركون في ممارسة هذه الأنشطة ويظهرون اهتمامًا كبيرًا بما يهمّهم. ممّا يُعزّز العلاقة، ويجعل الأطفال يشعرون بأنّ آباءهم يدعمونهم ويشجّعونهم باستمرار.
5. التعامل العملي مع المشاكل
يتميّز الآباء بقدرتهم على التفكير العملي وحلّ المشاكل بطرقٍ مباشرة. فهم يُعلّمون أطفالهم كيفيّة التفكير بشكلٍ نقدي والتعامل مع الصعوبات بطريقةٍ فعّالة. يُعتبر هذا النهج التجريبي سببًا آخر يجعل الأطفال يشعرون بالراحة والثقة في وجود آبائهم.
6. الدعم العاطفي والحماية
يُظهر الآباء مستوى عالٍ من الحماية لأطفالهم، ممّا يجعلهم يشعرون بالأمان. من الناحية الأخرى، يُدرك الأطفال أنّ آباءهم يحمونهم من المواقف الصعبة والتهديدات، ويُقدّمون لهم الدعم اللازم لتجاوزها. يُساهم هذا الإحساس بالأمان في تقوية العلاقة العاطفيّة بين الطفل ووالده.
7. التمكين والاستقلالية
يشجع الآباء أطفالهم على الاستقلال وحلّ المشاكل بأنفسهم. الأمر الذي يُتيح لهم تطوير مهاراتهم وقدراتهم، ممّا يُعزّز ثقتهم بأنفسهم. فالأطفال يشعرون بالفخر والإنجاز عند تحقيقهم النجاح بدعم من آبائهم، وهذا ما يضمن تقوية ثقة الطفل بنفسه واحترام شخصيته.
8. الذكريات الخاصّة والممتعة
يتذكّر الأطفال دائمًا اللحظات الممتعة التي عاشوها مع آبائهم، مثل الرحلات أو الألعاب أو المشاريع المشتركة. وبالتالي، تُعتبَر هذه الذكريات جزءًا مهمًا من علاقتهم،حيث أنّها تُعزز الرابطة العاطفيّة بينهما.
9. حسّ الفكاهة والمرح
يتمتّع العديد من الآباء بحسّ فكاهةٍ مرح يجعل الأطفال يضحكون ويستمتعون بوقتهم. يُضفي هذا الجانب المرح من الآباء طابعًا إيجابيًا على العلاقة، كما يُعزّز الشعور بالسعادة والراحة مع الآباء.
10. القدوة والنموذج الأول
يُعتبَر الآباء نموذجًا مهمًا لأطفالهم. حيث أنّهم يُعلّمونهم كيفيّة مواجهة تحدّيات الحياة وبناء العلاقات وتحمل المسؤوليات. لذا، ينظر الأطفال إلى آبائهم كنموذجٍ يحتذى به. ممّا يُقوّي علاقتهم بهم ويُعزّز تقديرهم للأب.
أخيرًا، تختلف العلاقات بين الأطفال والآباء باختلاف طبيعة الأفراد وطبيعة التربية. كما يُمكن للأم أيضًا أن تكون مصدرًا للفرح والحماية والتوجيه. لذا، من المهم أن يعمل الأب والأم معًا لتعزيز رابطة صحيّة مع أطفالهم. ممّا يمنحهم بيئة مستقرة وداعمة لتحقيق النمو العاطفي والاجتماعي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسرار التربية الصحيحة برأي علماء النفس.