يعتمد بعض الأزواج على وضعيات لا يحدث فيها حمل كطريقة طبيعيّة لتجنّب الحمل. لكن هل تعتبر هذه الطرق فعّالة بالفعل؟ هل يمكن الاعتماد عليها كبديل آمن عن وسائل منع الحمل الأخرى؟ سنُجيب عن هذا السؤال الذي يشغل تفكير العديد من الأزواج في مختلف مراحل حياتهم، خاصةً في مرحلة الشباب أو بداية تأسيس الأسرة.
في هذا المقال، سنتناول عدّة محاور، بدءًا من استعراض وضعيّات الجماع التي يعتقد البعض أنها تقلّل من فرص الحمل، وصولًا إلى بعض الممارسات التي يمكن أن يتبعها الزوج والزوجة لتقليل فرص الحمل، معتمدين على الأبحاث العلميّة والمشورة الطبيّة.
وضعيات جماع لا تسبب حمل
يتناول العديد من الأزواج موضوع وضعيات لا يحدث فيها حمل كوسيلة محتملة لتجنّب الحمل بدون استخدام موانع حمل صناعيةّ. تتكون هذه الفكرة من الاعتقاد بأنّ اتّخاذ بعض وضعيات الجماع قد يساعد في تسرّب السائل المنوي أو منع وصوله إلى عنق الرحم.
يعتقد البعض أن وضعية الجماع الجانبية، ووضعية الجماع من الخلف لا تُعَدّ من بين الوضعيّات الجنسيّة التي تعزّز فرص الحمل. ويقول بعض الأطبّاء أنّ اتّخاذ هذه الوضعيّات قد لا يسهم فعليًا في منع الحمل. حيث تصل الحيوانات المنويّة إلى عنق الرحم بغضّ النظر عن الوضعيّة، بشرط أن يتمّ القذف داخل المهبل. يعتمد حدوث الحمل على عدد من العوامل، مثل خصوبة الزوجين وسرعة الحيوانات المنوية. لذا، لا يمكن الاعتماد على هذه الوضعيّات كوسيلة فعّالة لتجنّب الحمل. وهذا ما أكّده موقع Planned Parenthood في مقالة نُشِرَت عبره عام 2011 تحت عنوان “Is it true that you can’t get pregnant if you do it in certain positions and the guy pulls out?“.
ماذا يفعل الزوج مع زوجته لكي لا تحمل؟
يمكن للزوج اتخاذ بعض الإجراءات لتجنّب الحمل، وذلك من خلال اتّباع خطوات بسيطة تقلّل من فرصة حدوثه. يبدأ ذلك باستخدام الواقي الذكري، الذي يعتبر من الوسائل الأكثر شيوعًا وفعالية.
يساهم استخدام الواقي الذكري في منع دخول الحيوانات المنويّة إلى عنق الرحم، ممّا يقلّل فرصة الحمل بشكل كبير. تشير الدراسات إلى أنّ هذه الوسيلة فعّالة عند استخدامها بشكلٍ صحيح، وتمنح الزوجين شعورًا بالأمان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوج التحكّم في عمليّة القذف، وتجنّب القذف داخل المهبل كوسيلة إضافيّة لتجنّب الحمل، ولكن يبقى ذلك إجراء غير مضمونٍ بالكامل. ينصح الخبراء دائمًا باستشارة طبيب مختصّ للحصول على نصائح دقيقة ومناسبة لكلّ حال.
ماذا تفعل المرأة لكي لا تحمل؟
تؤدّي المرأة دورًا هامًا في التحكم بفرص الحمل، من خلال اتباع عدد من الخطوات. حيث يساعد فهم الدورة الشهريّة وتتبع أيام التبويض في تقليل احتمالية حدوث الحمل.
تقوم المرأة بحساب أيام التبويض، التي تعد الفترة الأكثر خصوبة في الدورة الشهرية. عندها يكون تتبّع الجدول الزمني للدورة وتجنّب الجماع في أيام الخصوبة أفضل طريقة لتنظيم الحمل. على الرغم من أنّها ليست مضمونة بشكلٍ تام. بالإضافة إلى ذلك، يوفّر تناول حبوب منع الحمل وسيلة فعّالة وشائعة بين النساء، حيث يمنع حدوث الإباضة، وبالتالي يقلّل من لحتمالية حدوث حمل. يعتمد نجاح هذه الوسائل على الالتزام بتعليمات الطبيب، وتعتبر أكثر موثوقية عند استخدامها بشكلٍ صحيح.
أساليب أخرى لتجنب الحمل
تتعدّد الوسائل التي يمكن استخدامها كوسائل لتجنّب الحمل، وتوفّر العديد من هذه الطرق حماية أكبر من الاعتماد على وضعيات لا يحدث فيها حمل وحدها. تشمل الوسائل الأخرى الواقي الأنثوي، واللولب الرحمي، وحبوب منع الحمل الطارئة.
يوصي الأطبّاء باستخدام وسائل منع الحمل الحديثة والمثبتة علميًا، مثل اللولب الذي يعتبر من الوسائل الأكثر فعالية وطويلة الأمد. يوفر اللولب حماية تصل إلى 99% ويعمل من خلال منع تخصيب البويضة أو التصاقها بجدار الرحم. حيث يعتبر استخدام الواقي الأنثوي أيضًا من الوسائل المفيدة التي تساعد المرأة في التحكم بالحمل. وتشمل الخيارات الأخرى حبوب منع الحمل الطارئة، التي تُستخدم بعد الجماع، كوسيلة طارئة في حال عدم استخدام موانع الحمل الأخرى.
في الختام، نؤّكد على أنّ الاعتماد على وضعيات لا يحدث فيها حمل كوسيلة وحيدة لتجنّب الحمل قد يكون غير مضمون. حيث تفتقر هذه الأساليب إلى الدقة والموثوقية التي تتوفّر في وسائل منع الحمل الحديثة. لذا، يجب على الأزواج التوجه إلى مختصّين صحيين للحصول على نصائح مهنية حول أفضل طرق منع الحمل.
فاتباع الطرق الموثوقة يساعد على تجنّب التوتر والخوف من حدوث حمل غير مخطط له. ويمكن للأزواج بذلك التفرّغ لتحقيق طموحاتهم وتحديد الوقت المناسب للإنجاب بدون الشعور بالقلق المستمر من احتماليّة الحمل غير المتوقَّع. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق و
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن اللجوء إلى طرق منع الحمل المثبتة علميًا يُعَدّ خيارًا أكثر أمانًا وراحة للأزواج. كما يضمن استخدام هذه الوسائل تخفيف القلق ويعزّز الثقة بين الزوجين في تخطيط حياتهم العائليّة.
