المشاية في الشهر السادس تعتبر من الأجهزة الأساسيّة في جهاز الطفل. ومن السّائد في مجتمعاتنا استعمالها بهدف مساعدة الطفل على المشي.
تسمح المشّاية للطفل بالتحرك بشكل مستقل، قبل أن يكون قد تعلّم المشي. فنرى الأطفال يستمتعون بالتجول بأقصى سرعة على أقدامهم، مع أنّهم لم يتعلموا حتّى الوقوف لوحدهم بعد. يهدف هذا الشيء الشائع لدينا إلى أن يكون أداة عمليّة ومطمئنة للآباء، إذ يسمح لهم بمراقبة طفلهم عند تركه يتحرّك بحريّة. وعلى الرّغم من ذلك، فإن عددًا كبيرًا من أطباء الأطفال لا يُشجّعون استخدامها كثيرًا، باعتبار أنّ المشّاية لا تتكيف مع التطور الحركي وعلم وظائف الأعضاء لدى الطفل. فما هي مشّاية الأطفال، فوائدها، ومخاطرها، سنُقدّم لك ذلك في هذا المقال، بالإضافة الى متى يستطيع الطفل الجلوس في المشّاية.
الـ”يوبّالا” وفوائد استخدامها
تُصنَّف مشّاية الأطفال، أو ما يُعرَف بالـ”يوبّالا”، على أنّها من أجهزة رعاية الأطفال. تُساعد الطفل على التنقّل على قدميه بالاستناد الى عجلاتها. لها إطار صلب مركب على عجلات مع مقعد متّصل. يتم تثبيت الطفل في المقعد المُزوّد بحزام أمان، ما يُمكّنه من التحرّك عن طريق الضغط على ساقيه، في وضعيّة الوقوف. وغالبًا ما تكون المشاية، وخاصّةً الأنواع الجديدة منها، مُجهّزة بألعاب مختلفة مثبتة في مقدمة المشاية. ومن أبرز فوائد استخدام المشّاية للأطفال:
- الشعور بالاستقلالية والحرية للطفل: تُعطي الطفل حريّة في التحرّك والتجوّل في المنزل، ما يسمح له باستكشاف بيئته بنفسه، قبل أن يتمكن من المشي. هي مُفيدة بشكل خاص للطفل الفضولي للتعرف على العالم من حوله والتفاعل مع محيطه.
- تسلية الطفل: تشغل وقت الطفل وتسليه، خاصة إذا كانت تحتوي ألعاب. فتُحفّز حواسه وتساعده على تطوير مهاراته.
- التطوّر الحركي للطفل: تساعد المشّايات في تنمية المهارات الحركية لدى الطفل مثل التوازن وتنسيق الحركة. فيتعلم الطفل كيف يُحرّك قدميه لدفع نفسه إلى الأمام، وكيف يستخدم ذراعيه للتحكم في اتجاه حركته. ما يُساعده للانتقال إلى المشي بمفرده.
- إعطاء الأم فرصة للراحة من حمل الطفل.
- مراقبة الطفل خلال تحرّكه بحريّة: يُمكن للأمّ أن تترك الحريّة لطفلها ومراقبته من بعيد، والاهتمام في أمورها الأخرى في الوقت نفسه.
مصدر الصورة: Freepik
مخاطر مشّاية الأطفال
على الرّغم من الفوائد العديدة التي عدّدناها لمشّاية الأطفال، إلّا أنّ استخدامها لا يخلو من السلبيّات والمخاطر، خاصّةً وأنّ الأمّ، التي تعتقد أن طفلها آمن، قد تكون أقل يقظة من المعتاد. وتمّ حظر استخدام المشّاية في عدد من البلدان، ككندا، التي منعت استخدامها منذ العام 2004. أمّا في فرنسا، فقد تم حظرها في دور الحضانة. كما تُنظِّم الرابطة الأوروبية لسلامة الأطفال حملة من أجل حظرها في بلدان أوروبيّة أُخرى. ويعود ذلك لمخاطر استعمال المشاية للطفل الرضيع وأبرزها:
- التعرّض لحوادث ومواقف خطيرة: يصبح الطفل قادرًا على الوصول إلى الأشياء أو الأماكن الخطرة في المنزل، وقد يتعرّض لاصطدامات أو لحوادث سقوط، قد تكون خطرة. إذ “ينتهي الأمر بما يقارب عشرة آلاف طفل في غرفة الطوارئ كل عام، إثر حادث بسبب مشّاية الأطفال، في الولايات المُتّحدة”، وفق دراسة نشرتها مجلة طب الأطفال عام 2018.
- عواقب على العضلات والعظام: يُحذّر المعالجون النفسيّون الحركيّون من وضع الطفل في وقت مبكر في المشّاية الذي قد يكون له عواقب وخيمة على مستوى العضلات والعظام، إذ يُسبّب الضغط عليها، ما قد يؤدّي الى تشوهات في الساقين (كتقوّس الساقين) والظهر (كضغط العمود الفقري).
- اعاقة عمليّة تعلّم المشي: قد يُصبح الطّفل الذي يستخدم المشّاية أقل تشجيعا لتعلّم المشي، فهو يتحرك بطريقة جيدة من دون مساعدة. كما قد يكون كافيًا للطفل أن يحافظ على توازنه وضرب رجليه على الأرض حتّى يتنقّل. ولكن هناك مهارات أُخرى يجب أن يتعلّمها الطفل حتى يستطيع المشي.
مصدر الصورة: Freepik
متى يُصبح الطّفل جاهزًا لاستخدامها؟
يعتمد العمر المناسب لاستخدام مشّاية الأطفال على نموّ الطفل وعادة ما يمكن للأطفال البدء في استخدامها في عمر ستّة أشهر تقريبًا، فهي مُخصّصة بشكل عام للأطفال من عمر ستة أشهر وحتى عمر السنتين. ولكنّ العمر ليس العامل الوحيد الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند استخدام المشّاية، إذ يجب الانتباه الى مستوى نموّ الطفل الذي يُعتبر العامل الأهمّ، قبل أن تُقرّري متى يركب الطفل المشّاية. لأنّ وتيرة نموّ الطفل تختلف بين الأطفال. وقد لا يكون البعض مستعدًا لمحاولة المشي فيها حتى عمر 8 أو 9 أشهر.
وقبل وضع طفلك في المشّاية يجب أن تتأكّدي أنّه قادر على:
- الجلوس بمفرده ورفع وتثبيت رأسه.
- الحفاظ على توازنه والوقوف بمفرده داخلها من دون أن يترك نفسه يسقط.
انتبهي الى الوقت!
يوصي الأطباء عمومًا بألا يقضي الأطفال أكثر من 20 دقيقة في كل مرّة في المشّاية. وذلك لأن الاستخدام المطول لهذه العربة يُمكن أن يؤخّر تطور المهارات الحركيّة المهمة للطفل كالزحف والمشي. كما يُمكن أن يؤدي البقاء في المشاية لفترة طويلة إلى تعريض الطفل لخطر السقوط والإصابات الأخرى التي ذكرناها سابقًا.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ المشاية ليست بديلاً عن الوقوف والتحرك الطبيعي للطفل، ويجب أن يكون استخدامها محدودًا وفقًا للتوجيهات الطبيّة والتطوّر الطبيعي لطفلكِ. حاولي استخدامها بِحذَر واحرصي على مراقبة طفلكِ داخلها. ولا تستعجلي أن يمشي طفلك، واليك مقال لمعرفة متى يمشي الطفل الطبيعي.