هل يخطئ تحليل الدم للحمل قبل الدورة الشهريّة؟ إذا كنت تتساءلين عن هذا الموضوع، سنوضح لك في هذا المقال كل ما عليك معرفته.
إذا كنتِ تنتظرين بفارغ الصبر البُشرى السارّة، ولا ترغبين بانتظار موعد الدورة الشهريّة لإجراء اختبار الحمل المنزلي، من الطبيعي أن تلجئي لإجراء تحليل الدمّ للكشف عن الحمل بهدف معرفة النتيجة في أقرب وقت، حيث يعتمد هذا الفحص على قياس مستويات هرمون الحمل في الدم. سنشرح لك على ماذا يرتكز هذا التحليل، كيف يعمل، ومتى يُمكنك اجراؤه. بالإضافة الى العوامل التي تؤدّي الى حصول خطأ في نتائج هذا التحليل.
على ماذا يرتكز تحليل الدم لكشف الحمل؟
تحليل الدمّ للحمل هو اختبار يُستخدم لمعرفة ما إذا كان هناك حمل عبر الكشف عن هرمون مُحدّد ينتج خلال فترة الحمل، يُسمّى “هرمون الحمل البشري” – “HCG”، وعبر قياس مستوياته في الدمّ. ينتج هذا الهرمون بواسطة المشيمة بعد أن تُزرع البويضة المخصّبة في جدار الرحم. يتم إجراء اختبار الدم هذا في المراكز الطبيّة أو المختبرات، ويُعتبر أكثر دقة من اختبار البول لأنه يستطيع كشف الحمل في مراحل مبكرة جداً. هناك نوعان رئيسيان منه:
- تحليل الدمّ النوعي: الذي يكشف وجود هرمون الحمل بالدمّ أو عدمه. وإذا وُجِد هذا الهرمون تكون النتيجة إيجابيّة، ما يعني حدوث الحمل. أمّا إذا لم يكشف التحليل عن وجود هرمون الحمل في الدمّ، تكون النتيجة سلبيّة، وبالتّالي ليس هناك حمل.
- تحليل الدمّ الكمّي: من ناحية أخرى، يقوم هذا التحليل بقياس كميّة هرمون الحمل في الدمّ بدقّة. يُوفّر هذا الاختبار معلومات عن مدى تقدم الحمل وتطوّره، لأنه يتبّع تغييرات مستويات هرمون الحمل في الدمّ مع تقدّم الوقت. ويستخدم غالبًا لمراقبة حالات حمل معيّنة، كالحمل المبكر أو غير الطبيعي.
مصدر الصورة: Freepik
التوقيت الأنسب لإجراء هذا التحليل
يبدأ هرمون الحمل- “HCG” في الظهور في الدم بعد حوالي 6-12 يومًا من تخصيب البويضة، ويُكن كشفه في تحليل الدمّ عادةً قبل أن يظهر باختبار البول. ويمكن إجراء تحليل الدم للحمل في أوقات مختلفة تبعًا لنوع، في الأوقات التالية:
- يمكن إجراء تحليل الدمّ النوعي عادةً بعد 10 الى 14 يومًا من ممارسة العلاقة الجنسيّة التي تشكّين بأنّها قد أدّت إلى حصول الحمل. فبهذا الوقت يكون هرمون الحمل تراكم في الدم إلى مستوى يُظهِر الحمل في هذا التحليل.
- أمّا تحليل الدم الكمّي فيمكن إجراءه في وقت أبكر من النوعي، إذ يُمكن أن يكشف عن الحمل بعد حوالي 6 الى 12 يومًا من التخصيب. وغالبًا ما ينصح الأطبّاء بالقيام بهذا النوع من التحليل إذا كنتِ بحاجة إلى معلومات دقيقة حول مستويات هرمون الحمل أو إذا كانت هناك مشكلات صحيّة تدعو الى القلق.
في حالات الحمل الطبيعي، تتضاعف مستويات هذا الهرمون كل يومين الى ثلاثة أيّام خلال الأسابيع الأولى من الحمل. يساعد اختبار الدم الكمّي في متابعة زيادات أو تغييرات هرمون “HCG” في الدم، والتي تُعتبر مفيدة في الكسف عن مشاكل الحمل المحتملة، كالحمل خارج الرحم أو الإجهاض المبكر.
إذا كنتِ تشكين في وجود حمل، من الأفضل استشارة طبيب قبل إجراء أي تحليل دم. ويُستحسن الانتظار حتى اليوم الأول أو الثاني من تأخر الدورة الشهريّة لزيادة دقّة النتائج، فإجراء التحليل في وقت مبكر جدًا قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
مصدر الصورة: Freepik
في أي حالات يُخطئ هذا التحليل؟
يُعتبر تحليل الدم المخبري وسيلة دقيقة جداً لاكتشاف الحمل في حال حصوله، ويمكن أن يقدّم نتائج موثوقة في وقت أبكر من اختبارات الحمل المنزليّة. ولكن هناك بعض العوامل التي تؤثّر على دقّة النتيجة، وبعض الحالات التي قد تؤدي إلى أخطاء في التحليل. سنشرح لك في ما يلي الحالات التي تؤثر على دقّة نتائج اختبار الدم للحمل:
- الأدوية التي تحتوي على هرمون الحمل: تحتوي بعض أدوية علاج العقم على هذا الهرمون، ما قد يُعطي نتيجة حمل ايجابيّة لدى اجراء التحليل من دون حدوث حمل.
- الحمل الكيميائي: عند انغراس البويضة المخصّبة في الرحم يظهر هرمون HCG في الدمّ، ما يؤدّي الى النتيجة الإيجابيّة في التحليل، وعند عدم استمرار الحمل ينخفض مستوى هذا الهرمون بسرعة.
- الحمل خارج الرحم: يكشف التحليل وجود هرمون الحمل في هذه الحال، ولكنّ مستوياته تكون غير طبيعية أو لا تتزايد بمعدل طبيعي، الأمر الذي يكشفه التحليل الكمّي.
- الإجهاض: لدى عدم ثبات الحمل أو لدى حدوث إجهاض مبكر، يبقى هرمون الحمل موجودًا في الدم لفترة قبل أن ينخفض مستواه تمامًا. ما يؤدّي غالبًا الى نتائج إيجابيّة كاذبة إذا تم إجراء التحليل عند توقّف الحمل أو بعد حدوث الإجهاض بفترة قصيرة.
- إجراء التحليل في وقت مبكرجدًّا: أي قبل أن تكون مستويات هرمون الحمل مرتفعة بشكل كافٍ.
- عينات الدم التي تمّ سحبها للتحليل غير سليمة أو تمّت مُعالجتها بطريقة غير صحيحة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ تحليل الدم للحمل يُعتبر دقيقًا نسبيًّا ويمكن أن يوفّر النتائج الصحيحة في وقت مبكر مقارنةً باختبارات الحمل المنزليّة التي قد تُخطئ بنسبة أكبر. ولكن بهدف الحصول على نتائج دقيقة، يُنصح بإجراء التحليل وفقاً لتعليمات الطبيب وانتظار الوقت المناسب، بالاستناد الى نوع التحليل، ومراجعة طبيبك للاستفسار عن النتائج.