هل نزول الدورة ينفي الحمل تمامًا؟ يثير هذا السؤال الشكوك لدى العديد من النساء اللواتي يرغبنَ في التأكّد من حالتهنَّ، خاصّةً في حال نزول الدورة الشهرية بعد الشكّ بوجود حمل. لذا من المهمّ تلسيط الضوء على حقيقة ما إذا كانت الدورة الشهرية تنفي الحمل بشكلٍ قاطعٍ أو ما إذا كان بإمكان المرأة أن تكون حاملًا رغم حدوث نزيف يشبه الدورة، أو ما يُعرَف بغزارة الطمث.
في هذا المقال، سنشرح تفاصيل النزيف أثناء الحمل وأسبابه، وكيف يمكن للمرأة التمييز بين نزيف الحمل والنزيف الشهري الطبيعي. كما سنتعرّف على حالات نادرة تُعرف بـ”الحمل الغزلاني” وسنقدّم أدلّة علميّة تساعدكِ على التمييز بين النزيف المعتاد وبين النزيف الذي قد يكون علامة على الحمل.
هل نزول الدورة ينفي الحمل نهائياً؟
هل نزول الدورة ينفي الحمل تمامًا؟ عندما يحدث الحمل، تتغّير العمليات الهرمونيّة في جسم المرأة بشكلٍ كبير. في الحال الطبيعية، يقوم الجسم بإيقاف عملية التبويض لحدوث الحمل، ويتوقف عن نزيف بطانة الرحم الذي يسبّب الدورة الشهرية.
لذا، فإن نزول الدورة الشهريّة بشكلٍ كاملٍ يُعتبر دليلًا قويًا على عدم حدوث الحمل. ومع ذلك، هذا لا يعني أن أيّ نزيف ينفي الحمل. فمن الشائع حدوث نزيف خفيف أو “نزيف انغراس الجنين”، والذي يظهر نتيجة لانغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. عادةً ما يكون هذا النوع من النزيف خفيفًا وغير غزير، ويمتاز بلونٍ ورديٍّ أو بنيّ ويستمرّ لوقتٍ قصير فقط (Cleveland Clinic/ Bleeding During Pregnancy).
من المهمّ فهم أنّ النزيف الذي قد يشبه الدورة الشهريّة يمكن أن يحدث لأسبابٍ أخرى، مثل تغيرات في عنق الرحم أو التهابات. إذا كنتِ تعانين من نزيفٍ، فمن الأفضل التوجّه للطبيب للتأكّد من السبب وتقييم الحال الصحيّة العامّة (Mayo Clinic/ Bleeding during pregnancy).
هل يمكن أن يكون هناك حمل رغم نزول الدورة؟
هل نزول الدورة ينفي الحمل تمامًا؟ قد تعتقد بعض النساء أن نزول الدم يعني عدم الحمل، لكن هذا ليس دقيقًا دائمًا. ولكن ما هي الخلفيّة العلميّة لهذه الحال؟
قد يحدث في بعض الحالات نزيف يشبه الدورة الشهرية خلال الحمل، وهو ما يُعرف بـ”الحمل الغزلاني“. وهنا، لا يعني هذا النزيف بالضرورة دورة شهريّة، بل يحدث نتيجة تغييرات هرمونيّة. يمكن أن يظهر هذا النزيف في توقيتٍ قريب من موعد الدورة الشهريّة المعتاد. لكن يكون أقلّ غزارة ويدوم لفترةٍ قصيرةٍ فقط. تختلف أسباب هذا النزيف، فمن الممكن أن ينتج عن مشاكل بسيطة مثل التهاب عنق الرحم. أو بسبب حدوث نزيفٍ من الجدران الرحميّة نتيجة الضغط الذي يسبّبه نمو الجنين.
يمكن أن يحدث النزيف أيضًا بسبب حالات طبيّة مثل المعاناة من الالتهابات أو الأورام الحميدة على عنق الرحم. في هذه الحالات، يجب على المرأة مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وتجنّب مواجهة أيّ مضاعفات محتملة. وقد وجدت الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من نزيف خلال الحمل يستطعنَ استكمال الحمل بسلام، خاصّةً إذا كان النزيف خفيفًا ولا يُصاحبه ألم شديد أو تقلّصات (Mayo Clinic/ Bleeding during pregnancy).
كيف يكون شكل الدورة أثناء الحمل؟
هل نزول الدورة ينفي الحمل تمامًا؟ يختلف النزيف أثناء الحمل عن النزيف المعتاد للدورة الشهرية في اللون والكثافة. وهذا ما يفعنا للسؤال: كيف يكون شكل الدورة أثناء الحمل؟
عادةً ما يكون النزيف الذي قد يظهر خلال فترة الحمل خفيفًا وأقلّ كثافة من الدورة الشهريّة، وغالبًا ما يكون لونه ورديًا أو بنيًا. قد يكون هذا النزيف ناتجًا عن حالات مختلفة مثل انغراس الجنين في جدار الرحم أو زيادة تدفّق الدم إلى عنق الرحم. ممّا يجعله أكثر حساسية ويسبّب النزيف عند الاحتكاك. على عكس الدورة الشهريّة، لا يتسبّب هذا النوع من النزيف في ألمٍ شديدٍ أو تقلّصات، وهو ما يساعد على التمييز بين الاثنين.
في بعض الحالات، قد يحدث نزيف بسبب التهابات في عنق الرحم، أو بسبب حالات طبية خطيرة مثل المشيمة المنزاحة. وهي حال تحدث عندما تغطّي المشيمة عنق الرحم جزئيًا أو كليًا. تعدّ هذه الحالات نادرة لكنّها تتطلّب عناية طبيّة فوريّة للحفاظ على صحّة الأمّ والجنين (Mayo Clinic/ Bleeding during pregnancy).
في الختام، هل نزول الدورة ينفي الحمل نهائيًا؟ يعتمد الجواب على نوع النزيف الذي تواجهه المرأة. على الرغم من أن نزول الدورة الشهرية الكاملة يشير عادةً إلى عدم وجود الحمل. فإنّ هناك حالات أخرى من النزيف قد تظهر أثناء الحمل وتُشبه الدورة، لكنّها ليست كذلك. لذا، يجب على النساء الحوامل أن يكنّ حريصاتٍ في متابعة أيّ نزيفِ قد يحدث خلال فترة الحمل، وأن يستشرن الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية. من المهم تفهّم العوارض ومراجعة الطبيب للقيام بالفحوصات اللازمة وتحديد الحال. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على اسباب نزول دم في بداية الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من الأفضل عدم تجاهل ظهور أيّ عوارض أو نزيف غير عادي خلال فترة الحمل. كما أنّ الاطّلاع على المعلومات الصحيحة والتوجيه الطبي المبكر يمكن أن يساعد في الحفاظ على الصحّة العامّة للأم والجنين، وتجنّب مواجهة أيّ مضاعفاتٍ خطيرة.