جفاف جلد الحامل ونوع الجنين، هل من رابط بينهما؟ أمّ أنّ الموضوع يدخل ضمن المعتقدات المتوارثة وغير الدقيقة؟
ليس من المستغرب أن تعاني الحامل من ظهور أو تفاقم مشاكل جلديّة مختلفة خلال حملها. وقد يعود ذلك بأغلب الأحيان للاضطرابات الهرمونيّة الحاصلة أثناء الحمل، كما قد تسبّبها أمور أخرى. وإذا أخذنا تحديدًا جفاف الجلد التي تعاني منه كثيرات خلال الحمل، ويترتّب عليه عوارض كالحكّة، قد تسبّبه أيضًا عوامل أخرى. فما هي أسباب جفاف الجلد؟ وهل هناك علاقة بين جفاف جلد الحامل ونوع الجنين؟ سنتعرّف على الإجابات معًا.
هل من علاقة بين جفاف جلد الحامل ونوع الجنين؟ وما هي أسبابه؟
كما هي الحال بمعظم المشاكل المشابهة المرافقة للحمل، تعتبر التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة مع بداية الحمل السبب الرئيسي لجفاف الجلد. ولكن هناك عوامل عدّة أخرى، إذ إنّ هذه التغيّرات ليست وحدها مسؤولة عن هذه المشكلة.
ومن أبرز هذه العوامل نذكر:
- نقص الفيتامين “A” وبعض الفيتامينات والمعادن الأخرى من نظامك الغذائي. فهذا الفيتامين ضروريّ لترطيب الجلد، فيؤدّي نقصه الى جفاف الجلد وتقشّره.
- معاناتك من الإجهاد والضغط النفسي المرتبط بالحمل.
- تغير عاداتك الغذائيّة فتتأثّر مرونة الجلد.
- مشاكل صحيّة ومن بينها قصور الغدّة الدرقيّة الذي تواجهه بعض السيدات خلال الحمل. فهو قد يجعل بشرتك جافّة ويسبّب لك الحكّة.
- تزايد احتياج جسمك من الماء والسوائل وزيادة حجم الدم لتمرير الأكسجين للجنين. فإذا لم تلبّي حاجات جسمك يصبح جلدك جافًّا.
- غسل وجهك أو الاستحمام المتكرّر، ما يقد “يُنشّف” بشرتك.
- عوامل الطقس كالتعرّض للهواء القاسي وتغيّرات الطقس ودرجات الحرارة.
وما هو مؤكّد أنّ جنس الجنين ليس أحدها، لأنّه لا يوجد أي علاقة بين جفاف جلد الحامل ونوع الجنين!
نصائح للوقاية من جفاف الجلد عند الحامل
من الممكن أن يساعدك تجنّب بعض الأمور والعوامل بالتخفيف من جفاف الجلد أو حتّى تجنّب حدوثه. لذلك سنقدّم لك بعض النصائح المفيدة:
- حافظي على نمط حياة صحّي خلال الحمل، فاتبعي نظام غذائي متوازن ومارسي النشاط البدني المعتدل.
- استبدلي الحمّام الساخن بالماء الفاتر، لتجنّب إزالة الزيوت الطبيعيّة الموجودة على بشرتك لترطيبها. ولا تقومي باستخدام البخار للأسباب نفسها، لأنّه يجعل الجلد جافًّا.
- لا تستخدمي أي صابون معطّر أو يحتوي على مواد الكيميائيّة، لأنّها من الممكن أن تسبّب جفاف الجلد.
- لا تفركي بشرتك بقوّة عند تجفيفها بالمنشفة، بعد الحمّام.
- ضعي واقي الشمس على الجلد المكشوف قبل خروجك.
- استبدلي المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة والصودا، بالماء، والعصير الطازج، أو الشاي الأخضر مثلًا.
- استخدمي كريمات أو زيوت طبيعيّة مغذّية ومرطّبة للبشرة بعد الاستحمام مباشرةً للحفاظ على رطوبة الجلد. وتجنّبي بأي شكل من الأشكال المرطّبات المعطّرة أو التي تحتوي على مواد كيميائيّة.
- يمكنك أيضًا استخدام أقنعة الوجه المرطبة أو أقنعة الطين من حين إلى آخر شرط أن تكون جميع مكوّناتها طبيعيّة. لأنّها تساعد بالحفاظ على بشرتك ناعمة ونضرة.
- تجنّبي النزول في برك السباحة أثناء الحمل، إذ إنّ الكلور فيها قد يسبّب جفاف بشرتك وتضرّرها.
- يمكنك الاستعانة أيضًا بجهاز ترطيب خلال الطقس الناشف.
متى يجب استشارة الطبيب؟
هناك بعض الحالات التي لا يجب أن تتغاضي عنها في حال كنت تشعرين بجفاف الجلد أو الحكّة. لأنّ هذه الحالة ممكن أن تكون مرتبطة بمشاكل صحيّة أكثر خطورة، من بينها مشكلة الركود الصفراوي داخل الكبد. وهذه الحالة هي عبارة عن اضطراب في الكبد يحدث خلال الحمل، ويرتبط به، ويؤثّر على التدفق الطبيعي للصفراء. وفق ما ذكر الموقع الطبّي “altibbi.com“.
هذا المرض النادر الذي يصيب أقلّ من واحد في المئة من حالات الحمل، قد يشكّل خطرًا على جنينك. إذ من المحتمل أن يسبّب ولادة مبكرة، أو ولادة جنين ميت. لذلك يجب متابعة هذه الحالة وإجراء مراقبة طبيّة متكرّرة للتأكّد من أن لا خطر على الجنين. وذلك حتّى تختفي الحالة بعد الولادة.
وانطلاقًا مما تقدّم، عليك استشارة طبيبك في الحالات التالية:
- معاناتك من حكّة شديدة في أطرافك، أي يديك وقدميك، رغم استخدام العلاجات المرطّبة.
- فقدان الشهيّة.
- شعورك بإعياء مزعج.
- معاناتك من أعراض الاكتئاب.
- تغيّر لون البول ليصبح داكنًا، ولون البراز ليصبح أفتح.
إضافةً الى ذلك، ننصحك باطلاع طبيب عن أي تغيّرات جلديّة أخرى قد تواجهينها خلال الحمل. كالآفات الجلديّة، النتوءات الحمراء على البطن أو حول السرة، وغيرها من التغيّرات. ليعطيك العلاج اللازم إذا لزم الأمر أو يطمئنك الى أنّ كلّ شيء على ما يرام.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لا علاقة بين جفاف جلد الحامل ونوع الجنين. خاصّةً وأنّ التغيّرات في البشرة أو جفاف اليدين تعتبر مشكلة شائعة خلال الحمل. وتحدث بسبب عوامل عدّة، كالتغيّرات الهرمونيّة أو تغيرات الطقس، أو استخدام مواد كيميائيّة، أو حتى نتيجة التغذية وقلّة شرب الماء. والعلامات التي يتم ربطها بنوع الجنين في بعض الأحيان تكون مجرد خرافات أو معتقدات شعبيّة، لا أساس علمي لها. لذلك ننصحك بإجراء الفحوصات الطبيّة كفحص الدم المتخصّص أو السونار لمعرفة جنس جنينك بشكل دقيق.