هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟

هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟ هذا السؤال يثير قلق العديد من المرضى وعائلاتهم، خاصّةً في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض، فحمى البحر المتوسط هو اضطراب وراثي يتميّز بحدوث نوبات متكرّرة من الحمى والتهاب الأغشية المبطّنة للبطن، الرئتين والمفاصل أو ما يُعرَف بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.

سنتناول في هذا المقال مواضيع مهمّة تتعلّق بحمّى البحر المتوسط من حيث تعريفها وأسبابها، بالإضافة إلى الكشف عن الأضرار التي قد تنجم عنها وكيفيّة التعامل معها، كما ستجدين أيضًا نصائح وتوجيهات تساعد في التعايش مع هذا المرض وتقليل مضاعفاته.

أسباب الإصابة بهذه الحال الصحيّة

هل مرض حمى البحر المتوسط خطير وما هي أسبابه؟ إنّ حمّى البحر المتوسط هي حال وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات، وهي مشكلة ناتجة عن طفرة في جين معين يُعرف بجين MEFV، والتي تؤدّي بدورها إلى إنتاج بروتين غير طبيعي يسبّب حدوث التهابات متكرّرة في الجسم.

العوامل الوراثية

إنّ الطفرة الجينية التي تسبّب حمى البحر المتوسّط تنتقل من الآباء إلى الأبناء، فإذا كان كلا الوالدين يحملان الجين المتحوّر، تكون فرصة إصابة الطفل بالمرض عالية، وحتى في حال عدم إصابتهما به، يمكن أن يكونا حاملين للجين المتحور وينقلانه إلى أبنائهم.

العوامل البيئية

بالإضافة إلى العوامل الوراثية، تؤدّي العوامل البيئية دورًا في تحفيز نوبات الحمى، حيث يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية، الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية، وتناول بعض أنواع الأطعمة إلى تحفيز النوبات، لذا من المهم التعرف على هذه العوامل ومحاولة تجنبها للحد من تأثير المرض.

وبحسب موقع (Springer) في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “Factors triggering familial Mediterranean fever attacks, do they really exist?”، إنّ العامل الأكثر شيوعًا للمعاناة من نوبات حمّى البحر الأبيض المتوسّط ​​هو الضغط النفسي (75.2%)، كما أنّ التعرّض للبرد يُعَدّ محفّزًا ذا دلالة إحصائية لدى المرضى الذين يعانون من طفرات إكسون 10، أمّا التعرّض للرطوبة فلدى المرضى الذين يعانون من طفرات إكسون 2. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

الأضرار التي قد تنجم عن المعاناة من هذه المشكلة

هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟ نعم، يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يتمّ التعامل معه بشكل صحيح، وفي هذا السياق سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرز الآثار الجانبيّة المحتملة التي قد تنجم عن المعاناة من هذه الحال، وتشمل:

الفشل الكلوي

يمكن أن تؤدّي النوبات المتكرّرة إلى تراكم بروتين الأميلويد في الكلى، ممّا يسبّب تلفها ويؤدّي في النهاية إلى الفشل الكلوي، وهذه الحال تتطلّب مراقبة طبيّة مستمرّة وإجراء تدخّلات علاجيّة دقيقة لتجنب تطور الحال إلى مراحل متقدّمة.

التهاب المفاصل

قد يعاني المرضى من التهاب مزمن في المفاصل يؤدّي إلى ألم وتيبّس، وهذا يمكن أن يؤثّر بشكلٍ كبير على جودة الحياة اليوميّة، ممّا يجعل ممارسة الحركة والنشاطات اليومية أكثر صعوبة، فالعلاج المبكر والالتزام بتوجيهات الأطباء يمكن أن يساعد في الحدّ من تأثيرات التهاب المفاصل.

مشاكل القلب

قد يتسبب الالتهاب في حدوث تلف في بطانة القلب والأوعية الدموية، وهذا الأمر يمكن أن يؤدّي إلى مواجهة مشاكل صحية خطيرة تشمل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الأخرى، لذا فإنّ المتابعة الدوريّة والفحوصات الطبيّة المنتظمة ضروريّة للكشف المبكر عن هذه المشاكل والتعامل معها بشكل فعال.

التهاب الأغشية المبطّنة للأعضاء

يشمل ذلك التهاب الغشاء البريتوني في البطن أو التهاب غشاء الرئة، ممّا يسبّب الشعور بألم شديد وصعوبة في التنفس، وهذه الحال تتطلّب تدخّلًا طبيًا فوريًا لتجنّب حدوث مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤثّر على وظائف الأعضاء الحيويّة.

النصائح والتوجيهات الموصى بها

هل مرض حمى البحر المتوسط خطير وكيف يمكن التخفيف من عوارضه؟ للتعامل مع مرض حمّى البحر المتوسّط وتقليل تأثيره، سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات في ما يلي:

الالتزام بالعلاج

يجب على المرضى الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، والذي غالبًا ما يتضمّن الكولشيسين لتقليل نوبات الحمى ومنع تراكم الأميلويد، فالكولشيسين يعتبر العلاج الأساسي ويجب تناوله بانتظام لتجنب حدوث النوبات وتقليل المضاعفات.

ووفقًا لموقع (Medscape) في مقالةنُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Familial Mediterranean Fever Guidelines”، يجب أن يبدأ العلاج بالكولشيسين بمجرد إجراء التشخيص السريري، ويمكن إعطاء هذا الدواء بجرعات مفردة أو مقسّمة، اعتمادًا على التحمل والامتثال. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

المتابعة الدورية

من الضروريّ إجراء فحوصات دوريةّ لمراقبة وظائف الكلى والقلب والتأكّد من عدم حدوث مضاعفات، فهذا يساعد في الكشف المبكر عن أي تغيرات سلبيّة في الصحة، ممّا يتيح الفرصة للتدخّل الطبي في الوقت المناسب.

اتّباع نمط حياة صحّي

يشمل ذلك تناول غذاء متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والكحول، فالحفاظ على نمط حياة صحي يساعد في تعزيز الجهاز المناعي وتقليل فرص حدوث النوبات، كما يساهم في تحسين الحال الصحيّة العامّة للمرضى.

التوعية والدعم النفسي

من المهمّ توفير الدعم النفسي للمرضى وعائلاتهم والتوعية حول المرض وطرق التعامل معه، فهذا يؤدّي دورًا كبيرًا في تحسين جودة حياتهم ويساعدهم على التعايش مع المرض بشكل أفضل، ومن المفيد أيضًا المشاركة في مجموعات الدعم والمجتمعات التي تعنى بمرض حمى البحر المتوسط.

في النهاية، هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟ يمكن القول إن خطورته تكمن في عدم تشخيصه أو عدم الالتزام بالعلاج. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة علاج الحمى المالطية بالأعشاب.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، تعتبر حمى البحر المتوسط من الأمراض التي يمكن التعايش معها بشكل طبيعي إذا تمّ تشخيصها مبكرًا والتعامل معها بجديّة، لذا يجب على المرضى التثقيف حول حالهم الصحيّة والالتزام بالتوجيهات الطبيّة لتحقيق حياة صحيّة ومستقرة، فالتوعية والدعم المستمرّين هما المفتاح لتجاوز تحدّيات هذا المرض وتحقيق نوعية حياة أفضل.