ما هو ثأثير توتّر الأم وعصبيّتها على سلوك طفلها المستقبليّ؟ نستند في جوابنا اليوم في هذه المقالة الجديدة على موقعنا، إلى بحثٍ قد أُجرِيَ بعد تحليل بيانات من 55 دراسة شاركت فيها أكثر من 45000 امرأة حامل، وذلك بهدف مساعدتكِ على التعرّف على أهمّ المعلومات التي من الضروريّ أن تعرفها كلّ حامل في الأشهر الأولى لتفادي العديد من المشاكل في المستقبل.
أُجريَت هذه الدراسات بعد قياس الحال النفسيّة لكلّ أمّ مُشارِكة وتسجيل ما إذا كانت تعاني من أيّ مشكلة نفسيّة كالاكتئاب أو الحزن الشديد أو العصبيّة المُفرِطة، لمراقبة سلوك طفلها وتأثّره بهذه العوامل التي كانت حتمًا سلبيّةً وغير مرضيّة.
في تفاصيل البحث
أشارت الأبحاث منذ فترة طويلة إلى وجود صلة بين الصحة العقلية للأمهات أثناء الحمل وسلوكيات الأطفال الخارجية، ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات السابقة لم تبيّن العلاقة بين آثارالتوتر والقلق وعوارض الاكتئاب الحاد أثناء الحمل وتأثيرها على سلوك الطفل في المستقبل وصحّته العقليّة.
في الدراسة الحاليّة، قام الباحثون فقط بتضمين الأبحاث التي تمّ فيها قياس الحال النفسيّة للأمهات أثناء الحمل وبعده، ووجدوا أنّه حتى بعد السيطرة على الاضطراب النفسي اللاحق (بعد الولادة)، إلّا أنّه يزيد أثناء الحمل على وجه الخصوص ممّا يرفع من خطر إصابة الأطفال بمشاكل خارجية.
وكان التأثير نفسه بغضّ النظر عمّا إذا كان الأطفال ذكورًا أو إناثًا، إن في مرحلة الطفولة المبكرة (2-5 سنوات)، والطفولة المتوسطة (6-12 عامًا)، والمراهقة (13-18 عامًا)، على الرغم من أن التأثير كان أقوى في المرحلة لأولى، وهنا نُشير إلى أنّ هذه النتائج تتوافق مع النظريّات التي تؤكّد أن التعرّض لارتفاع هرمونات التوتّر في الرحم يمكن أن يؤثّر على نمو دماغ الأطفال، وفقًا للباحثين.
النتائج التي تمّ الحصول عليها
بشكلٍ عام، وجد الباحثون أن النساء اللواتي أبلغنَ عن معاناتهنّ من المزيد من القلق أو الاكتئاب أو التوتر أثناء الحمل كُنَّ أكثر عرضةً لإنجاب أطفال يعانون من عوارض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الذين أظهروا المزيد من السلوك العدواني إن كان في البيت أو في المدرسة.
ووفقًا ل”تونغ” المسؤولة عن إجراء هذه الدراسة، من الضروريّ أن تركّز الأبحاث المستقبليّة على زيادة التنوّع لفهم المتغيّرات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تؤثّر على الإجهاد قبل الولادة وتطوير تدخلات فعالة. وهي تُجري اليوم مع بعض زملائها، بإجراء دراستين تركّزان على فهم أنواع الدعم والموارد التي تعزّز المرونة والتعافي من التوتر أثناء الحمل، وخاصّة بالنسبة للأسر التي تواجه عدم المساواة على الصعيد الصحّي، أمّا الهدف منها فهو المساعدة في إعلام التدخّلات الوقائيّة الشاملة أثناء الحمل للمساعدة في دعم مرونة الصحة العقليّة المُبكرة وضمان رفاهية الآباء وأطفالهم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ عن الدراسة التي أُجريَت حديثًا في مجال علاج أطفال التوحّد عبر الذكاء الاصطناعي.