“نفسيتي تعبانه من اهل زوجي” جملة قد نسمعها من النّساء اللّواتي يعانين من مشاكل وسوء تفاهم مع عائلات أزواجهنّ. فكيف تصل الأمور إلى هذا الحدّ؟
لطالما حملت علاقة الزوجة مع عائلة زوجها الكثير من الخلافات والمطبّات، وذلك بسبب صعوبة التكيّف مع بعضهم البعض بسهولة، الأمر الّذي قد ينعكس على زواج الشّريكين بالنّتائج السّلبيّة. وبالتالي إليكِ الإجابة عن سؤال سابق: كيف أعاقب زوجي على كلامه الجارح؟
أسباب انزعاج الزّوجة من أهل زوجها
يقوم أهل الزّوج أحيانًا بتصرّفات قد تنزعج منها زوجة ابنهم، عن قصد أو بدون قصد، لينتهي الأمر بالمشاحنات والمشاكل الّتي تنشأ بين الأطراف، قد تتلخّص أسباب تعب نفسيّة الزّوجة من أهل زوجها ب:
- تدخّل الأهل بخصوصيّات منزل ابنهم ومصاريفهم الشّخصيّة.
- متابعة أخبار زوجة ابنهم بالتّفصيل وطلب تقارير عن مشاويرها وأمور منزلها الخاصة.
- التّعامل مع الزّوجة على أنّها مجرّد فرد إضافي في العائلة، غير مهتمّين بمكانتها كزوجة ابن وأم أحفاد.
- استغلال الزّوجة في الأعمال المنزليّة بشكل غير لائق وعلى حساب صحّتها.
- التدخّل في شؤون أحفادهم دون إعطاء أي اعتبار لرأي الأم والأب.
- التحدّث عن أمور الزّوجة وفضح أسرار بيتها أمام الآخرين.
كيف تتصرّفين عندما تتعبين من أهل زوجكِ
إنها وظيفة الزوج
تقع مسؤولية التعامل مع هذا الموقف على عاتق زوجك. لا يوجد سبب في العالم يجعلكِ تتحمّلين هذه التصرّفات. حقيقة أنها طبيعتهم وأنّهم يتصرّفون دائمًا على هذا النحو ليست عذرًا. يستمر الناس في التصرف بشكل سيء لأنه يسمح لهم بذلك. لذا، تجاهلي الوضع لأنه يجعل الحياة أسهل من التعامل معه وجهًا لوجه.
إذا لم يتوقفوا، فربما حان الوقت لتضعي نقطة وترفضي المشاركة في اللقاءات العائلية بعد الآن. لا تخدعي نفسك في التفكير في أن سلوكهم سيتغير بمجرد أن يكون لديك أطفال. خذي زوجك إلى جانب واحد وأخبريه بعبارات لا لبس فيها أنه يجب عليه التصرف لوقف هذا.
ابحثي عن طريقة أخرى
من المهم أن تشعري بالقدرة على التعبير عن نفسك، ولكن يبدو أنكِ تتجنبين القيام بذلك خوفًا من المواجهة. ربما كنت ستفكرين في طريقة أخرى، لا تنطوي على الصراع أو الخضوع؟ نميل إلى الاعتقاد بأنه عندما يرفض الناس إظهار الاحترام والرعاية التي نستحقها، فإن الطريقة الوحيدة لإيقافهم هي إخبارهم بما يفعلونه من خطأ.
لا تجعلي زوجك عدوًا هنا – حاولي أن تفهمي مدى صعوبة الأمر بالنسبة له أيضًا – يبدو أنكما بحاجة إلى بعضكما البعض كحلفاء الآن. هذه المشكلة التي تُسبّب كثرة الزعل بين الزوجين
حدّدي ما يزعجكِ بشأن أهل زوجكِ
على الرغم من أنكِ تواجهين أمورًا تزعجك بشأن اهل زوجكِ، إلا أنكِ قد تكونين في مرحلة إساءة فهم للموضوع. قبل كلّ شيء، حدّدي ماذا يزعجكِ.
أوضحي لنفسك لماذا لا تحبينهم. هل تكرهين جميع أفراد عائلته أم مجرد أفراد معينين من العائلة؟ اكتشفي ما إذا كنت تشعرين بهذه الطريقة كلما كنت معهم أو فقط خلال مناسبات معينة. على سبيل المثال:
- هل لديهم قيم تتعارض مع قيمك؟
- هل يعاملونك أنت أو شريكك بطرق تشعركِ بعدم الاحترام أو النقد؟
- هل هناك شيء حول سلوكهم يمس نقطة ضعف بالنسبة لك؟
انظري ما إذا كان بإمكانك حقًا تحديد سبب انزعاجك، لمساعدتك في الحصول على حلّ مفيد. عندما تفهمين بوضوح ما هي المشكلة، يكون من الأسهل إيجاد حل.
لا تنتظري حتى يتغيّروا
على الرغم من أنه قد يكون من المغري أن تتمني أن يصبح اهل زوجك أسهل في التعامل معهم، لا تضعي توقعاتكِ وآمالكِ عليها. الأمل والانتظار حتى يتغيروا بطريقة سحرية لا يؤدي إلا إلى الإحباط وخيبة الأمل.
إذا كان لدى العائلة سلوكيّات لا تعجبكِ، لن يتوقفوا عن الانغماس بتصرّفاتهم المعتادة من أجلكِ. من المرجح أن تستمر العائلة في القيام بعملها. تذكري أن كل عائلة لديها ثقافتها الخاصة وطريقة القيام بالأشياء. حتى لو كان طريقهم مختلفًا في رأيك.
لا تحكمي على نفسكِ أو على شريككِ
إذا لم تكوني مغرمة بأهل زوجكِ، فاشعري بالراحة في معرفة أنك لست وحدكِ. في الواقع، عدم الإعجاب بأهل الزّوج أمر شائع بشكل لا يصدق.
بعد كل شيء، لقد وقعت في حب شريكك والتزمت به. أنت بالتأكيد لم تقعي في الحب أو تلتزمي بعائلته. لذلك لا تعتقدي أن هناك أي خطأ فيك لعدم كونك مغرمة بعائلته الممتدة.
بدلًا من دفع مشاعرك إلى أسفل أو انتقاد نفسك، انظري ما إذا كان بإمكانك ممارسة القبول الجذري لهم. اعترفي بأفكارك ومشاعركِ بدلًا من تجاهلها أو التظاهر بأنها غير موجودة.
الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب وحلول عدم الشعور بالراحة النفسيّة مع الزوج.
اعتني بنفسك
يمكن أن يكون قضاء الوقت مع الآخرين مرهقًا، خاصة عندما تقضين وقتك في التعامل مع اهل زوجكِ.
للمساعدة في درء هذا الشعور المستنزف أو المنفصل، قومي بتضمين تجمعاتك العائلية بأنشطة مغذية. انظري ما إذا كان بإمكانك جدولة شيء مريح قبل الحدث العائلي وبعده.
إذا كنت مسافرة لرؤية اهل زوجكِ، فحاولي تحديد موعد في يوم قبل أو بعد الزيارة العائلية التي هي فقط لك ولشريكك. خذي هذا الوقت الذي تشتد الحاجة إليه للقيام بشيء تستمتعان به، بعيدًا عن متطلبات وقت العائلة.
لا يستغرق الأمر إجازة طويلة لتغذية نفسك أو رعاية علاقتك. يمكنك فقط تخصيص وقت لأشياء مثل الحصول على تدليك أو أخذ حمام طويل أو الذهاب في نزهة.
إذا كنت تقيمين مع عائلة زوجكِ لبضعة أيام، فمن المهم بشكل خاص سرقة القليل من الوقت لنفسك كلما أمكن ذلك. حتى بعض الوقت في الليل مع كتاب جيد يمكن أن يساعد. ابحثي عن شيء يغذيك ويربطك بك.
تكتيك آخر هو ببساطة تجنب الموضوعات الصعبة. قومي بتوجيه المحادثة بعيدًا عن الموضوعات المثيرة للجدل مثل تربية الأطفال. تميل مواضيع مثل هذه إلى أن تتحول إلى نزاع، لذلك ركزي على أرض أكثر حيادية.
برأيي الشَّخصي كمحرّرة، عليكِ بالتحلّي بالصّبر اتجاه الأمور التي تتعلَّق بزواجكِ، كما وأنّه عليكِ أن تحسني التصرُّف قبل أن تتسرَّعي، وأن تستعيني بأصحاب الحكمة للوصول إلى الحلول المناسبة عندما تفشل المساعي.