إنّ ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية الرباط الصليبي قد تكون موضوعًا حساسًا للكثير من الأزواج، فالجماع يُعَدّ جزءًا أساسيًا من الحياة الزوجيّة، حيث يسهم في تعزيز الروابط العاطفيّة والجسديّة بين الشريكين. ولكن عند المرور بتجربة جراحية مثل عملية الرباط الصليبي، قد يتطلّب الأمر بعض التغييرات والاحتياطات لضمان سلامة المريض واستمرار العلاقة الزوجية بشكل صحي وآمن، مع ضمان تحقيق الرضا الجنسي من دون مواجهة أيّ ضرر.
في هذا المقال، سنتناول تأثير الجماع على منطقة العمليّة، ونستعرض الوضعيّات الجنسيّة التي يجب تجنّبها، بالإضافة إلى تقديم اقتراحات لوضعيّات أخرى مناسبة يمكن اتّخاذها. الهدف هو تزويدكِ بمعلومات علميّة موثوقة ونصائح عمليّة تساعد في الحفاظ على سلامة الركبة المتأثّرة، مع الحفاظ على الراحة النفسيّة والجسديّة للطرفين خلال فترة التعافي.
تأثير الجماع على منطقة العمليّة
تتطلّب ممارسة العلاقة الزوجية بعد عمليّة الرباط الصليبي اهتمامًا خاصًا، حيث يمكن أن يؤثّر الجماع بشكلٍ مباشر على منطقة العملية.
بعد الجراحة، تكون الركبة في حال حسّاسة وتحتاج إلى فترة من الراحة والتعافي لضمان الشفاء الكامل. وقد تؤدّي أيّ ضغوط أو حركات غير مناسبة إلى إلحاق الضرر بالرباط الصليبي المتعافي أو تؤثّر سلبًا على التقدّم في عمليّة الشفاء.
قد تُسبّب ممارسة الجماع ضغوطًا إضافيّة على الركبة، خاصّةً إذا تمّ اتّخاذ وضعيّات جنسيّة تتطلّب تحميل الوزن على الركبة المصابة أو القيام بحركات قد تؤدّي إلى التواءها. لذلك، يُنصَح بالامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة في الأسابيع الأولى بعد الجراحة حتى يتمّ التأكّد من استقرار حال الشعور بألم الركبة. يُفضل أن يكون القرار النهائي بيد الطبيب المعالج، الذي يمكنه تقييم مدى قدرة المريض على ممارسة الجماع بناءً على تقدّمه في عمليّة التعافي.
تُظهِر نتائج دراسة نُشِرَت عبر موقع المعاهد الوطنية للصحة عام 2022 تحت عنوان “Effects of anterior cruciate ligament rupture and reconstruction on sexual activity of male patients”، أنّ إصابة الرباط الصليبي الأمامي لها تأثير سلبي على الوظائف الجنسيّة. بحيث يرتبط التغيّر في الوظائف الجنسيّة بعد هذه الجراحة بنجاح العملية. عند اتخاذ قرار بشأن علاج هذه الإصابة، ينبغي مراعاة الحال الجنسيّة للمريض وتوقّعاته المستقبليّة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الوضعيّات التي يجب تجنّبها في هذه الحال
عند العودة إلى ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية الرباط الصليبي أو بعد عملية تغيير مفصل الركبة، من الضروريّ تجنّب اتّخاذ بعض الوضعيّات الجنسيّة التي قد تزيد من خطر التعرّض لإصابات جديدة أو تؤخّر عمليّة الشفاء. فالهدف يجب أن يكون حماية الركبة المصابة من أيّ ضغوط زائدة أو حركات غير مناسبة.
من بين الوضعيّات التي يجب تجنّبها، تلك التي تتطلّب الركوع أو القرفصاء، حيث يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تحميل وزن الجسم بالكامل على الركبة المتأثّرة. كما يجب تجنّب اتّخاذ الوضعيّات التي تتطلّب مرونة كبيرة في الركبة، مثل تلك التي تتضمّن التفافًا حادًا للركبة أو التواءها. يمكن أن تؤدي ممارسة هذه الحركات إلى إجهاد الأنسجة المحيطة بالرباط الصليبي، ممّا قد يسبّب إعادة الإصابة أو تأخير الشفاء.
من المهم أيضًا أن يتجنّب الزوجان اتّخاذ الوضعيّات التي تتطلّب ممارسة حركات سريعة أو قوّة كبيرة، حيث يمكن أن تؤدّي إلى تفاقم الشعور بالألم أو إحداث إصابة جديدة. لذا، يُنصَح بالتركيز على الوضعيّات التي تسمح للمريض بالتحكّم في حركاته وتجنّب أيّ ضغوط إضافيّة على المنطقة المصابة.
الوضعيّات الجنسيّة المناسبة لهذه الحال
على الرغم من القيود المفروضة بعد عملية الرباط الصليبي ، لا يزال بإمكان الزوجين العثور على وضعيّات جنسية مريحة وآمنة. والهدف من اختيارها هو تقليل الضغط على الركبة المصابة، مع الحفاظ على الراحة والانسجام بين الشريكين.
تُعَدّ وضعيّة الاستلقاء على الظهر واحدة من الوضعيّات المناسبة، حيث يمكن للمريض رفع الركبة المصابة على وسادة للحصول على دعم إضافي. إذًا، فإنّ اتّخاذها يقلّل من الضغط على المنطقة المصابة ويسمح للشريكين بالتحكّم في حركاتهما من دون التسبّب في أي إجهادٍ لها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجربة اتّخاذ الوضعيّة الجانبيّة، حيث يستلقي الشريكان جنبًا إلى جنب، ممّا يسمح بالتحكّم في الحركات بدون تحميل الركبة المصابة أيّ ضغط.
من الضروريّ أن يكون هناك تواصل مستمر بين الزوجين خلال ممارسة الجماع، حيث يجب أن يتمّ تبادل الآراء حول الراحة والألم وأيّ حركات قد تسبّب عدم الارتياح. كما يمكن استشارة الطبيب للحصول على توصيات مختصّة تتناسب مع حال المريض الفردية وتقدّمه في عمليّة التعافي.
في نهاية المطاف، يجب على الزوجين أن يأخذا في الاعتبار أنّ ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية الرباط الصليبي تتطلّب بعض التعديلات والاحتياطات لضمان الحفاظ على سلامة الركبة وتعافيها بشكلٍ كامل. كما أنّ اتّباع النصائح والاحتياطات الطبيّة يمكن أن يساعد في تجنّب مواجهة أيّ مضاعفات ويعزّز من الشعور بالراحة النفسيّة والجسديّة لدى الشريكين. من المهم أيضًا أن يكون هناك تواصل مفتوح ومستمر بين الزوجين والطبيب المعالج لضمان ممارسة الجماع بطريقة آمنة وفعّالة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح حول ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الصبر والتفهّم بين الزوجين خلال فترة التعافي بعد عملية الرباط الصليبي لهما دور كبير في تعزيز الروابط بينهما. فالتواصل الصريح حول الحدود والقيود والاهتمامات الصحيّة يمكن أن يجعل هذه الفترة فرصة لتعميق العلاقة الزوجيّة بدلًا من أن تكون مصدرًا للتوتّر، كما أنّ الاهتمام بالشفاء الكامل واحترام النصائح الطبيّة هو المفتاح للعودة إلى الحياة الطبيعيّة، بما في ذلك العلاقة الزوجيّة، بأفضل طريقة ممكنة.