تُعّد المعاناة من غازات البطن للحامل من العوارض الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء أثناء فترة الحمل. قد تبدأ الغازات بالظهور في مراحل مبكرة وتستمر طوال فترة الحمل، وذلك بسبب التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة. وهذه الحال، رغم كونها طبيعيّة، إلّا أنّها قد تتسبّب في شعور الحامل بالانزعاج والضيق. إذا كنتِ تعانين من هذه المشكلة، فمن المهم أن تعلمي أنّ هناك العديد من الطرق المنزليّة التي يمكن اتّباعها للتخفيف من تأثير هذه المشكلة.
في هذا المقال، سنقوم بتقديم مجموعة من النصائح التي تساعدكِ على التعامل مع غازات البطن للحامل بطرقٍ آمنة وطبيعيّة. سنبدأ بتوضيح ما تعنيه كثرة الغازات وما تدل عليه، ثم نتطرق إلى المدّة التي قد تستمرّ فيها هذه الحال، ونختتم بعرض طرق طرد الغازات بشكلٍ فعّال من الجسم.
على ماذا تدل كثرة الغازات في البطن للحامل؟
تعتبر المعاناة من غازات البطن للحامل من العوارض الشائعة التي تشير إلى بعض التغيّرات الطبيعية في الجسم، ولكنها قد تكون أيضًا إشارة لبعض العوامل الأخرى. وتكوّنها بشكلٍ كبير في البطن قد يكون ناتجًا عن عدّة أسباب، بعضها يرتبط بالتغيّرات الهرمونيّة وبعضها الآخر قد يكون مرتبطًا بالتغذية والعادات الغذائيّة.
أسباب كثرة الغازات
بحسب جمعية الحمل الأمريكية American Pregnancy Association، في مقالة “Pregnancy Gas”، يعود السبب الأساسي لتكوّن غازات البطن للحامل إلى زيادة هرمون البروجستيرون، وهو الهرمون الذي يساهم في ارتخاء العضلات الملساء، بما في ذلك عضلات الجهاز الهضمي. هذا يؤدي إلى إبطاء عمليّة الهضم ويزيد من تراكم الغازات في الأمعاء. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
إلى جانب ذلك، قد تكون نوعيّة الطعام المتناوَل سببًا آخرًا في زيادة الغازات، فتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف أو المسبّبة للغازات مثل البقوليات، وبعض أنواع الخضروات مثل الكرنب والبروكلي قد تزيد من تكوّن الغازات. كما أن تناول الطعام بسرعة، وابتلاع الهواء أثناء الأكل، يزيد من احتمالية تراكم الغازات في البطن.
هل الغازات مشكلة صحية؟
رغم أنّ الغازات هي عرض طبيعي، إلّا أنّ تكرارها بشكلٍ مفرط قد يكون إشارة على وجود مشكلة أخرى، مثل التحسس لبعض أنواع الأطعمة أو المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي. من المهمّ مراقبة العوارض والتحدّث إلى الطبيب إذا استمرّت الغازات بشكلٍ غير معتاد أو كانت مصحوبة بآلام شديدة.
إلى متى تستمر الغازات عند الحامل؟
تُعد المعاناة من غازات البطن للحامل من بين العوارض التي تُرافقها طوال هذه الفترة. يمكن أن تبدأ في الظهور في بداية الحمل، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثير من النساء هو: إلى متى يمكن أن تستمرّ هذه المشكلة؟
مراحل الحمل والغازات
غالبًا ما تبدأ غازات البطن للحامل في الظهور خلال الثلث الأول من الحمل نتيجة لزيادة مستويات هرمون البروجستيرون. ومع مرور الوقت وزيادة حجم الرحم، يزداد الضغط على الأمعاء ممّا يؤدّي إلى استمرار مشكلة الغازات.
في الثلث الثاني، تستمر الغازات ولكن قد تكون أقلّ حدّة مقارنةً بالثلث الأول. أمّا في الثلث الأخير، قد تعود المشكلة لتصبح أكثر وضوحًا بسبب الضغط المتزايد من الرحم على الجهاز الهضمي.
الغازات بعد الولادة
قد تلاحظ بعض النساء استمرار الغازات حتى بعد الولادة بفترة قصيرة، ولكن عادةً ما تختفي هذه المشكلة بعد عودة الجهاز الهضمي إلى طبيعته. أمّا إذا استمرّت لفترةٍ طويلة بعد الإنجاب، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب للتأكّد من عدم وجود مشاكل أخرى. ووفقًا لموقع Yahoo في مقالة نُشِرَت عبره عام 2023 تحت عنوان “Dealing With Postpartum Gas? Here Are Causes And Remedies” إنّ نوع الأطعمة التي تتناولينها خلال هذه الفترة ممكن أن يكون السبب وراء المعاناة من هذه المشكلة.
كيف يتم طرد الغازات من بطن الحامل؟
يمكن أن يتمّ طرد الغازات من البطن بطرق بسيطة وآمنة في المنزل. فبعض هذه الطرق تعتمد على التعديلات في النظام الغذائي، والبعض الآخر يشمل تغيير بعض العادات اليومية التي تؤثّر على عملية الهضم.
نصائح للتخلص من الغازات
- تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة: من أفضل الطرق لتقليل غازات البطن للحامل هو تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة على مدار اليوم. هذا يساعد على تقليل الضغط على المعدة والأمعاء، ويعزّز من عملية الهضم. كما أنّ الابتعاد عن تناول وجبات كبيرة دفعة واحدة يساهم في تقليل الغازات بشكل كبير.
- تجنّب تناول الأطعمة المسبّبة للغازات: هناك بعض الأطعمة التي يسبّب تناولها الغازات بشكلٍ مباشر مثل البقوليات، الكرنب، البروكلي، والبصل. لذا، يجب على الحامل محاولة تقليل أكلها أو تجنّبه قدر الإمكان. كما أنّ الأطعمة الغنية بالتوابل أو المقلية قد تزيد من تكوّن الغازات.
- شرب كميات كافية من الماء: يؤدّي شرب الماء دورًا مهمًّا في تحسين عمليّة الهضم ومنع الإمساك، والذي قد يزيد من الغازات. فالحصول على حوالي 8-10 أكواب منه يساعد في طرد الغازات والتخلّص من الانتفاخ.
- ممارسة الرياضة الخفيفة: تساعد ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي على تنشيط حركة الأمعاء وتقليل تراكم الغازات. كما أنّ أداء التمارين الرياضية يحسّن من الدورة الدمويّة وتقلّل من الشعور بالثقل والانتفاخ.
- استخدام الأعشاب الطبيعيّة: تُعرَف بعض الأعشاب مثل النعناع والشمّر والزنجبيل بقدرتها على تخفيف الغازات. لذا إنّ شرب شاي الأعشاب بعد الوجبات يمكن أن يساعد في تحسين الهضم والتخلّص من هذه المشكلة بشكلٍ فعّال.
- تجنب تناول الطعام بسرعة: يؤدّي تناول الطعام بسرعة إلى ابتلاع كميّات كبيرة من الهواء، ممّا يزيد من الغازات. من الأفضل تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا لتجنّب تراكمها.
ختامًا، تُعَدّ غازات البطن للحامل جزءًا طبيعيًا من التغيّرات التي يمرّ بها الجسم أثناء الحمل، ورغم أنّها قد تكون مزعجة، إلّا أنّ التعامل معها بطريقةٍ صحيحة يمكن أن يقلّل من حدّتها. من خلال اتّباع النصائح المذكورة في هذا المقال بعد استشارة الطبيب المختصّ، يمكنكِ التحكم في هذه المشكلة وتحسين حالك الصحيّة بشكل عام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب نزول افرازات سوداء للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ اتّباع نظام غذائي متوازن وتجنّب ممارسة العادات الغذائيّة السيّئة يمكن أن يكون له تأثير كبير في تخفيف غازات البطن للحامل. كما أنّ اللجوء إلى الطرق الطبيعيّة مثل شرب الأعشاب وممارسة التمارين الخفيفة يعدّ حلًا آمنًا وفعّالًا للتخلص من الغازات من دون الحاجة إلى أدوية، ولكن من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب المختصّ قبل اتّباع أيّ نصيحة.
