تجربتي مع ابر هرمون النمو للأطفال كانت ايجابيّة وأدّت الى النتيجة المرجوّة. ولكن قبل أنّ تُفكّري بإعطائها لطفلك، اطّلعي على كلّ جوانبها.
يحصل نقص هرمون النمو لدى الأطفال بسبب اضطرابات في الغدة النخامية الموجودة في قاعدة النخاع. هذه الغدّة هي المسؤولة عن هرمون النمو وهرمونات الأخرى. وعندما يُعاني الطفل من أيّ نقص في إفراز هذا الهرمون لن يتمكّن من النموّ بشكل جيّد، إذ يكون معدّل النموّ لديه أقلّ من المعدّل الطبيعي.
هرمون النمو ليس فقط مهمًّا للأطفال ليتمكّنوا من النمو بشكل طبيعي، بل يحتاجه البالغون أيضًا من أجل تحفيز الدهون على الوجود بكميات صحيّة في العضلات والعظام والجسم بشكل عام.
أسباب نقص هرمون النموّ
في معظم الحالات تكون أسباب نقص هرمون النموّ لدى الأطفال مجهولة، ولكن قد يكون لها أسبابًا معروفة ومنها:
- عوامل جينية وتُشكّل 10 في المئة من الحالات.
- أورام في الجهاز العصبي المركزي.
- جراحة سابقة في الغدة النخامية.
- التعرض لإشعاعات.
مصدر الصورة: Freepik
عوارض نقص هرمون النمو ومخاطره
منذ الولادة، يُتابع الطبيب المعالج للطفل حجمه، ووزنه وطوله، ما يُساعد على تتبّع معدل نموه مع تقدمه بالعمر. وبالاستناد الى مُعدّلات النمو الطبيعية للأطفال في كلّ عمر، سيتمكّن الطبيب من تحديد ما إذا كان نموّ الطفل طبيعيًّا. يمكنك الإستعانة بحاسبة تطوّر نموّ الطفل لمتابعة نموّ طفلك.
وعندها، إذا لاحظ أنّ معدل نموّ الطفل أقلّ من المعدّلات الطبيعية، قد يكون يعاني من نقص في النمو، ومن أبرز العوارض التي تدلّ على نقص النموّ لدى الطفل:
- قصر القامة: من أكثر أعراض نقص النموّ شيوعًا لدى الأطفال، فيكون الطفل أقصر بكثير من الأطفال في نفس عمره.
- صغر حجم القضيب لدى الأطفال الذكور منذ الولادة.
- تأخّر ظهور الأسنان.
- نمو بطيء للشعر والأظافر.
- تراكم الدهون حول الوجه وفي البطن، خاصة حول المعدة.
- سمنة خفيفة إلى متوسطة.
- ضعف العضلات.
- ضعف نمو العظام الطويلة.
- تأخر سنّ البلوغ، وقد يصل الى عدم البلوغ.
- انخفاض مستوى السكر في الدم وإصابة الطفل بمرض السكري المكتسب.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ قصر القامة لا يعني بالضّرورة نقص في هورمون النموّ، إذ قد يكون أحد الوالدين قصير القامة فيكون السبب وراثيًّا. ومن ناحيةٍ أُخرى، قد يعاني بعض الأطفال من فشل في النموّ على الرّغم من أنّهم ليسوا قصيري القامة.
التشخيص الطبّي للحالة
إذا لاحظتي على طفلك أي من العوارض التي ذكرناها سابقًا، يجب عليك استشارة طبيبه، الذي سيحوّلك الى أخصائي الغدد الصماء في حال كانت شكوكك في مكانها. يتمّ التشخيص عبر القيام بالفحوصات التّالية:
- الفحص الطبي السريري ومتابعة قياس طول الطفل ووزنه.
- فحوصات الدم: لقياس مستوى هرمون النمو (IGF-1) وبروتين الربط (IGF-3).
- التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية: لتقييم الهيكل العظمي والغدة النخامية.
- اختبارات لتحفيز هرمون النمو وقياس استجابة الجسم له. تُستخدم عادةً لتأكيد التشخيص.
مصدر الصورة: Freepik
إبر لعلاج نقص هورمون النموّ
في حال شخّص الأخصّائي مشكلة في هرمون النمو، بعد أن أكّدت الفحوصات نقص هرمون النمو لديه، يعمد إلى اختيار العلاج المُناسب وفق الحالة، ومن أبرز هذه العلاجات هي إبر هرمون النموّ، الّتي تُستخدم في هذه الحالة وبعض الحالات الأخرى التي تُسبّب قصر القامة لدى الأطفال.
تهدف هذه الإبر الى تعويض النّقص الموجود بهذا الهرمون لدى الطفل. وتُعدّ علاجًا فعّالًا وآمنًا عامّةً، لأنّ هرمون النمو الصناعي المُستخدم في العلاج يُصنع مخبريًّا ليطابق هرمون النمو الموجود في جسم الإنسان. ثمّ يُقدّم للطفل بحُقَن تحت الجلد، لِيُصيب الخلايا الدهنية، أو يتمّ اعطاؤه باستخدام أجهزة حقن شبيهة بالقلم تحتوي إبر صغيرة جدًا غير مؤذية. وتتم المتابعة الدورية لمستوى الهرمون في الدم من خلال الفحوصات الطبية المنتظمة.
تبدأ نتائج هذه الإبر بالظهور سريعًا، إذ يُمكن أن يزداد طول الطفل حوالي 10 سنتيمترات خلال الأشهر الأولى من العلاج الذي قد يمتد إلى عامين أو ثلاثة.
موانع استخدام إبر النموّ
يُمنع إعطاء هذه الحقن إذا كان الطفل يعاني من بعض الحالات المرضيّة والأمراض الخطيرة، إذ قد تتعارض مع بعض هذه الأمراض التي تُصيب الطفل، وأبرزها:
- مشاكل التنفس وحساسيّة الصدر الحادة.
- السرطان والأورام.
- الجراحات في البطن.
- مضاعفات جراحات القلب المفتوح.
- عدم مُعاناة الطفل من نقص هورمون النموّ: تُشكّل هذه الإبر خطورة على صحته إذا لم يكن جسمه بحاجة لها.
الآثار الجانبية لإبر هرمون النمو
على الرغم من عدم ظهور أي أعراض في معظم حالات استخدام إبر هرمون النموّ، إلّا أنّها، كغيرها من العلاجات، قد تُسبّب بعض الآثار الجانبية، ومنها:
- الصداع
- آلام في العضلات والمفاصل
- تورم اليدين والقدمين
- ارتفاع ضغط الدم
إذا لاحظتي أي من هذه العوارض، يجب عليك التواصل مع الطبيب المُعالج لطفلك، الذي قد يعدّل الجرعة الموصوفة في حال استدعى الأمر ذلك.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، عليك بدايةً الاستفسار من الطبيب عن كافّة الأمور المُتعلّقة بهذا العلاج. كما يجب الالتزام بنصائح وتعليمات الطبيب بحرفيّتها، والالتزام بالجرعات ومواعيد حقن إبر النموّ لتطويل قامة طفلك خلال فترة العلاج.