مشاعر الأمومة هي المشاعر الأسمى على الإطلاق منذ أن وُجدِت البشريّة. هي ذلك الإحساس الّذي لا يمكن وصفه بكلمات.
حب الأم هو أنقى أشكال الحب ولا يمكن مقارنته بأي شيء في هذا الكون، والشّعور الذي تشعر به الأم تجاه أطفالها لا يمكن التعبير عنه. تريد الأمهات دائما الأفضل لأطفالهن، ولن يتنازلن أبدًا عن جودة الأشياء التي يمكنهن تقديمها لأطفالهن الصغار. فكيف تتجلّى مشاعر الأمومة في تصرّفات الأم؟ وكيف اربي طفلي تربية صحيحة؟
مشاعر الأمومة: الحب غير المشروط
الأم هي ركيزة الأسرة، وهي العضو الضروري الذي يربط العائلة ببعضها البعض. الأم مثل الملاك بالنسبة لطفلها، وهي تدعم طفلها بقوّة في جميع الصعوبات، بحيث يمكننا القضاء على كل صعوبة في الحياة بسهولة بحب الأم، الّتي لا يمكن لأحد أن يحلّ محلّها في حياة الطفل.
تلعب الأم العديد من الأدوار في حياة كل طفل. إنها أول صديقة لكل طفل وأفضل صديق له. الأم هي المعلم الأول والمفضل للطفل. ومع الدروس التي تدرسها الأم، يمكن للأطفال تحقيق قمم النجاح بسهولة بالغة.
آثار حب الأم على صحّة الطّفل النّفسيّة
الأم هي رمز الرحمة والحقيقة والصدق. حب الأم هو أعظم هدية من الله للطفل. الإجراءات التي تقوم بها الأم تجعل المنزل آمنًا ومبهجًا للأطفال، حتى قبل ولادة الأطفال، تبدأ الأم في التأثير عليهم. إنها تلعب دورًا كبيرًا في تكوين شخصيّة الأطفال، من خلال القيم الأخلاقية التي تعلّمها تحدد مستقبل الطفل.
الأمهات هنّ الرابط الأول للطفل لأي ارتباطات عاطفية. من الأمهات، يتعلم الطفل أهم دروس الحب والمودة. لذلك، يجب توفير حب الأم دون قيد أو شرط لبناء الثقة وتطوير العلاقة الحميمة العاطفية في حياة الطفل. الطريقة التي توفر بها الأم الحب والرعاية لطفلها ستؤثر بشكل كبير على صحتهم البدنية والعقلية. وهذا يساعد في تقوية ثقة الطفل بنفسه واحترام شخصيته لاحقًا
حب الأم والطفل: علاقة ديناميكية
العلاقة بين الأم والطفل ديناميكية وتتطوّر بمرور الوقت، وذلك من اللحظات الرقيقة في مرحلة الطفولة إلى سنوات المراهقة المضطربة، يتكيّف حبّ الأم وينمو. إنه مصدر للتوجيه والدعم خلال السنوات التكوينيّة ويتحول إلى صداقة مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم مع نضوج الطفل.
خلال المراحل المبكرة من الحياة، يتم التعبير عن حبّ الأم من خلال التقارب الجسدي واللّمسات اللّطيفة والتهويدات المهدئة ولا تلبي أعمال الحب هذه الاحتياجات الأساسية للطفل فحسب، بل تخلق أيضًا شعورًا بالأمان والثقة. مع نمو الطفل، تتطور طبيعة العلاقة إلى ديناميكية أكثر تعقيدًا ودقّة، تتضمن عناصر التوجيه والانضباط والخبرات المشتركة. سبق وكشفنا لكِ عن عادات غير فعّالة في التربية تجعل طفلك قلقًا ومترددًا.
اقتباسات حب الأم: التعبير عما لا يمكن التعبير عنه
تلتقط اقتباسات حب الأم جوهر هذه العلاقة العميقة، وتغلف المشاعر التي لا يمكن التعبير عنها والتي تحدّد حب الأم. من الأمثال القديمة إلى التعبيرات الحديثة عن الإعجاب، تعبّر هذه الاقتباسات بشكل جميل عن أهمية عاطفة الأم. كما قال ويليام ماكبيس ثاكري ذات مرة، “الأم هي اسم الله في شفاه وقلوب الأطفال الصغار”.
- حبّ الأمّ هو … نوع محدّد من الحب يحتاجه كل إنسان – نحن لا نتفوق على الحاجة إليه، على الرغم من أننا ننسى للأسف مدى حاجتنا إليه.
- حبّ الأمّ هو … الحب العميق والشّامل والمقبول والمغذي والمغذي والدافئ والآمن والداعم الذي يهدئ الأماكن داخل قلوبنا التي تشعر بالخوف والوحدة.
- حبّ الأمّ هو … الحبّ القوي الذي يمكن أن نقع فيه عندما نكون متوترين وممتدين وغير متأكدين ونشعر بأننا لا نستطيع التعامل مع ما يحدث في حياتنا.
- حبّ الأمّ هو … الحب الذي يمكننا التراجع إليه، والشعور بالاحتجاز فيه، والتحرك من خلاله تجاه أعمق مخاوفنا. إنه الحب الذي يمكننا أن نغرق فيه ونبكي قلوبنا حتى لا تبقى المزيد من الدموع، ثم نمسح وجوهنا، ونأخذ نفسًا عميقًا وفجأة نشعر بالشجاعة داخل نفس القلب للوقوف بشموخ مقابل العالم بشكل أقوى.
تأثير حبّ الأمّ على نمو الطفل
آثار حب الأم على نمو الطفل متعددة الأبعاد. تسلّط الدراسات العلميّة الضوء باستمرار على التأثير الإيجابي لحب الأم على النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي، إذ يميل الأطفال الذين يتلقون رعاية متسقة ورعاية من أمهاتهم إلى إظهار مستويات أعلى من الذكاء العاطفي والتعاطف والكفاءة الاجتماعية.
علاوة على ذلك، فإن التعلق الآمن الذي يتكون من خلال حب الأم يوفر حاجزًا ضد الضغوط والتحديات التي تجلبها الحياة حتمًا. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين لديهم علاقة عاطفية قوية بأمهاتهم أكثر مرونة في مواجهة الشدائد، وأفضل تجهيزًا للتعامل مع الإجهاد، وأقل عرضة لمشاكل الصحة العقلية. من المهم التعرف على كيفية عقاب الأولاد بطريقة بناءة ومجدية حسب العمر.
لتكوني أمًّا ناجحة فكّري بنفسكِ
مهنة الأمومة تدور حول التأثير، فأنا وأنتِ لدينا فرصة رائعة للتأثير على الجيل القادم بما نفعله كأمّهات كل يوم. لذلك، واكي تكوني جاهزة للتّعامل مع كافة جوانب حياة أطفالكِ اهتمّي بـ:
- شفائكِ الخاص من آلام الحياة.
- الاعتناء بنفسك.
- الاستثمار في زواجك.
- التدبير المنزلي.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، بالإضافة إلى الفوائد العاطفيّة والنفسيّة، يلعب حبّ الأم دورًا حاسمًا في تشكيل بوصلة الطفل الأخلاقية. من خلال القيم والمبادئ التي غرستها الأم المُحِبّة، يطوّر الطفل شعورًا بالصواب والخطأ، والتعاطف مع الآخرين، وأساسًا أخلاقيًا قويًا يوجه أفعاله طوال الحياة.