يُعدّ هذا السؤال من أكثر الأسئلة تداولًا بين الأزواج بعد الولادة. فترة النفاس هي مرحلة حساسة تحتاج فيها المرأة إلى الرعاية الجسديّة والنفسيّة بسبب التغيّرات الكبيرة التي تمرّ بها في فترة بعد الولادة. من هنا، يؤدّي الزوج دورًا كبيرًا في هذه المرحلة ليس فقط من خلال تقديم المساعدة العمليّة، بل من خلال توفير الدعم العاطفي والنفسي لزوجته التي تواجه تحوّلات كبيرة في حياتها اليوميّة.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على الأدوار المختلفة التي يقوم بها الزوج خلال فترة النفاس، بداية من دعمه لزوجته فور ولادتها، مرورًا بالاستفسار عن متى يمكنه الاقتراب منها جسديًا بعد الولادة، وصولًااً إلى ما يحلّ له من زوجته وفق الأحكام الشرعيّة خلال هذه الفترة. ستحصلين على إجابات موثوقة ومبنية على دراسات علميّة وأدلة شرعيّة تساعدك على فهم دور الزوج بشكلٍ أفضل.
ماذا يفعل الرجل بعد ولادة زوجته؟
ماذا يفعل الزوج في فترة النفاس ؟ يؤدّي الزوج دورًا أساسيًا بعد ولادة زوجته، إذ يجب أن يقدّم الدعم النفسي والجسدي لها خلال هذه المرحلة الصعبة. تأتي المرأة بعد الولادة مرهقة جسديًا ونفسيًا، وهنا تظهر حاجة الزوج للقيام بدور كبير في مساعدتها على التعافي والاهتمام بالمولود الجديد.
يساعد الزوج في المهام اليوميّة التي كانت تتحمّلها الزوجة قبل الولادة، مثل العناية بالمنزل وتحضير الوجبات، ممّا يتيح لها فرصة للحصول على الراحة والاعتناء بنفسها. إضافةً إلى ذلك، يمكن للزوج المساعدة في رعاية الطفل، سواء بتغيير الحفاضات أو تهدئة المولود، ممّا يخفف عن الزوجة بعض المسؤوليات ويساهم في بناء علاقة وثيقة بين الزوجين، وهذه من أهمّ خطوات تعلق الأب بالمولود الجديد وتجعله يشارك في العناية به.
من الناحية النفسيّة، يجب على الزوج أن يكون متفهمًا للتغييرات التي تمرّ بها زوجته، وأن يدعمها بالكلمات الطيّبة والتشجيع. تُعدّ هذه الفترة مليئة بالتحدّيات العاطفيّة التي قد تشعر المرأة خلالها بالتوتّر أو القلق نتيجة التغيرات الهرمونيّة، لذا فإنّ تفهم الزوج ومساندته لها يسهم بشكلٍ كبير في تحسين حالها النفسيّة وتعافيها بشكلٍ أسرع.
متى يستطيع الرجل الاقتراب من زوجته بعد الولادة؟
ماذا يفعل الزوج في فترة النفاس ومتى يمكن الاقتراب الجسدي من الزوجة بعد الولادة؟ تعدّ هذه المرحلة من أكثر الأسئلة التي يبحث الأزواج عن إجابة واضحة لها، وذلك لأنّ العودة إلى الحياة الزوجية الحميمة وتحسينها يتطلّب أن يكون جسم المرأة قد تعافى تمامًا.
يُوصي الأطباء بالانتظار لمدّة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة الطبيعيّة، وذلك للسماح للأنسجة التي تمزّقت أو توسّعت خلال الولادة بالشفاء الكامل. أمّا في حال الولادة القيصريّة، فيحتاج الجسم وقتًا أطول للتعافي، ممّا يعني أن العودة إلى ممارسة العلاقة الحميمة قد تتأجّل حتى تتمكّن الزوجة من الشفاء الكامل.
يجب أن يتواصل الزوجان مع طبيبٍ مختصّ للحصول على التوجيهات المناسبة حول الوقت الأنسب للعودة إلى الحياة الحميمة، حيث تختلف حال كل امرأة بناءً على نوع الولادة وصحّتها العامة. أيضًا، من الضروري أن يُظهِر الزوج تفهّمًا وصبرًا، وأن يتجنّب الضغط على زوجته حتى تكون جاهزة نفسيًا وجسديًا لاستئناف الحياة الزوجيّة بشكلٍ طبيعي.
ما يحل للزوج من زوجته في فترة النفاس؟
تُعد فترة النفاس من الناحية الشرعيّة فترة خاصّة تحكمها قواعد محدّدة تتعلّق بالعلاقة بين الزوجين. خلال هذه الفترة التي تمتدّ من 40 إلى 60 يومًا بعد الولادة، تكون المرأة في حال نفاس، وهي حال من عدم الطهارة، ممّا يعني أنّ العلاقة الجنسيّة تكون محرّمة حتى تنتهي هذه الفترة وتطهّر المرأة تمامًا.
على الرغم من أنّ العلاقة الجسديّة تكون محظورة خلال فترة النفاس، إلّا أنّ الزوج لا يزال بإمكانه تقديم الكثير من الدعم والمساندة لزوجته بطرق أخرى. يُعتبَر التفاعل العاطفي والدعم النفسي مهمين جدًا في هذه الفترة، حيث يمكن للزوج التقرب من زوجته من خلال التفاهم والمساندة النفسيّة.
من المهمّ أن يدرك الزوج أنّ المرأة خلال فترة النفاس تكون بحاجةٍ إلى وقت للراحة والتعافي، وأنّ احترام هذه الفترة يعزّز من صحّة العلاقة بينهما. يتيح الابتعاد عن العلاقة الحميمة خلال هذه الفترة فرصة للتركيز على الرعاية العائليّة والصحيّة للزوجة والمولود.
يؤدّي الزوج دورًا محوريًا في فترة النفاس، بدءًا من دعمه لزوجته بعد الولادة وصولًا إلى تفهّمه واحترامه لاحتياجاتها الجسديّة والنفسيّة. تتطلّب هذه الفترة الحسّاسة من الزوج التحلّي بالصبر والتفهّم، وتقديم كلّ ما يحتاجه المنزل والطفل من رعاية. كما أنّ التوقيت المناسب للعودة إلى العلاقة الحميمة يعتمد على تعافي الزوجة واستعدادها النفسي والجسدي، ممّا يعزّز من التواصل الصحّي بين الزوجين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة تحضير مغطس بعد الولادة وغيره من النصائح للتعافي السريع.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الزوج الناجح هو الذي يتفهّم طبيعة المرحلة التي تمرّ بها زوجته ويقدّم لها الدعم اللازم بكلّ صبرٍ وحنان. تعزّز مساعدة الزوجة على التكيّف مع دور الأم الجديد من خلال تقديم الرعاية لها ولطفلهما العلاقة بين الزوجين ويخلق بيئة أسريّة متفاهمة ومترابطة.