في العلاقات الزوجيّة، يُعتبر الدعم العاطفي من أهمّ الركائز التي تضمن استمرار العلاقة بسعادة ورضا، ولكن عندما يتسلّل الإهمال إلى الحياة المشتركة، تبدأ المشاعر السلبيّة بالتراكم، ممّا قد يؤدي إلى تدهور العلاقة بشكل تدريجي، ويولّد كثرة المشاكل الزوجية.
الإهمال العاطفي ليس مجرّد غياب الكلام الجميل أو الإيماءات الرومانسيّة، بل هو أكثر تعقيدًا وعمقًا، ويتجلى في العديد من السلوكيّات اليوميّة التي قد لا تلاحظينها بسهولة.
علامات الإهمال العاطفي في حياتك الزوجية
يتجلّى الإهمال العاطفي بعدّة أشكال وصور تختلف بين ثنائيٍّ وآخر باختلاف طريقة التفكير وأسلوب العيش، لذا سنعرض لكِ أبرزها في ما يلي:
الشعور بالوحدة رغم وجود شريك حياتك
يُعتبَر الشعور بالوحدة بينما تعيشين مع شريك حياتكِ من أكثر المؤشّرات المؤلمة والدالّة على وجود إهمال عاطفي، حيث أنّه ينبع من غياب الدعم العاطفي والمشاركة الحقيقيّة في الحياة اليوميّة، ممّا يجعلك تشعرين وكأنكِ تحملين أعباء الحياة بمفردك.
فقدان الاهتمام بالتواصل
يُعَدّ التواصل أحد أعمدة العلاقة الزوجيّة، وعندما يبدأ الزوج في تجاهل الحوارات المهمّة أو يتجنب الحديث عن المشاعر والاحتياجات، يصبح هذا علامة واضحة على الإهمال العاطفي، ففقدان الرغبة في التحدث معكِ أو الاستماع لكِ قد يشير إلى وجود فجوة عاطفية متزايدة بينكما، وقد يُعتبَر من علامات الانفصال العاطفي بين الزوجين.
عدم ممارسة الأنشطة المشتركة
تعتبر ممارسة الأنشطة المشتركة من الوسائل الأساسيّة لتعزيز الروابط بين الزوجين، فعندما يتراجع الاهتمام بتمضية الوقت سويًا، سواء في الأنشطة الترفيهيّة أو الاجتماعيّة، فهذا قد يعكس نقصًا في الرغبة في تعزيز العلاقة، ممّا يشير إلى وجود إهمال عاطفي.
تلاشي الثقة والراحة
يُعتبَر الشعور بالثقة والراحة في العلاقة الزوجية أساس الارتباط القوي والمستدام، لذا إذا شعرتِ بعدم الراحة أو تلاشت الثقة بينكِ وبين شريك حياتك، فهذا قد يكون نتيجة مباشرة للإهمال العاطفي الذي يؤدّي إلى شعوركِ بعدم الأمان والتردّد في التعبير عن ذاتك.
تراجع ممارسة العلاقة الحميمة الجسديّة
تعتبر العلاقة الحميمة مرآة للعلاقة العاطفيّة بين الزوجين، والتراجع أو النقص فيها أوفي جودتها قد يكون دليلًا على ضعف الروابط العاطفيّة، حيث يعكس غياب الاهتمام العاطفي من جانب الشريك تجاهكِ.
كيفية التعامل مع الإهمال العاطفي
إنّ التعرّف على هذه العلامات يُعَدّ الخطوة الأولى نحو معالجة الإهمال العاطفي، لذا إذا كنتِ تشعرين بأن علاقتكِ الزوجية تواجه من هذه المشاكل، فمن المهم أن تتحدّثي مع شريك حياتكِ بصراحة حول مشاعركِ واحتياجاتكِ العاطفيّة، نظرًأ لأنّ الحلّ قد يكون في تحسين التواصل بينكما أو طلب المساعدة من مختصّ في العلاقات الزوجيّة.
الحياة الزوجية مليئة بالتحديات، لكنّ الإهمال العاطفي هو من أخطر الأمور التي قد تواجهينها، لذا إذا كنتِ تشعرين بوجود أيّ من العلامات المذكورة أعلاه، فلا تتردّدي في اتّخاذ الخطوات اللازمة لإعادة بناء الجسور العاطفيّة بينك وبين شريك حياتك، وتذكّري أنّ العلاقات القويّة تحتاج إلى رعاية واهتمام مستمرين، ولا ينبغي أبدًا تجاهل هذه الجوانب الأساسيّة في الحياة الزوجيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أبرز اسباب المشاكل الزوجية.