شروط التلقيح الصناعي عديدة، فمن الطبيعي ألّا يكون هذا التدبير العلاجي ممكنًا لحالات جميع النساء، على اختلافها، على حدٍّ سواء.
يتمّ اللّجوء الى التلقيح الصناعي التقليدي، وهو الإجراء الذي يُعرَف أيضًا بـ”الإخصاب الصناعي” لعلاج العُقم. ووفق ما ورد في موقع “مايوكلينك”، يُعزّز الإخصاب داخل الرحم فرص حدوث الحمل عن طريق وضع حيوانات منويّة بشكل مباشر داخل الرحم، حيث ينمو الجنين، عند اقتراب وقت إنتاج المبيض لبُوَيضة أو أكثر، بعد أن يكون قد تمّ تجهيز الحيوانات المنويّة مخبريًّا بطريقة خاصّة. وإذا تحقّق الإخصاب عند لقاء الحيوانات المنويّة بالبويضة في قناة فالوب التي تربط الرحم بالمِبيَضين، يحدث الحمل.
التلقيح الصناعي ممكن لأي حالات؟
يُنصح بالتلقيح الصناعي في حالات محدّدة يكون بها الحمل بشكل طبيعي صعبًا أو شبه مستحيل. واستنادًا الى أنّ أسباب العقم أو صعوبة الحمل كثيرة ومتنوّعة، يمكن أن تختلف مؤشرات استخدام التلقيح الصناعي بناءً على الوضع الصحّي لكلا الزوجين.
ويشير في هذا السياق موقع “WebTeb” الى أنّ لتلقيح الصناعي التقليدي أقل كلفة من أطفال الأنابيب، وتدابيره أبسط بكثير، لذلك قد يُعدّ خيارًا أسهل للأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب. بشكل عام، أبرز الحالات التي يُنصح فيها بإجراء التلقيح الصناعي هي:
حالات متعلّقة بالمرأة
- مشاكل في الإباضة: كعدم انتظامها اثر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو قصور المبيض المبكر، قد يكون التلقيح الصناعي خياراً.
- فشل الأدوية المحفزة للإباضة: إذا لم تنجح الأدوية في تحفيز الإباضة بشكل فعّال.
- انسداد قنوات فالوب: يمكن أن يمنع انسداد قنوات فالوب الحمل الطبيعي، يحيث لا تتمكّن البويضة المخصبّة من الوصول إلى الرحم.
- تشوّهات هيكليّة في الرحم كالأورام اللّيفية أو التصاقات تُعيق الحمل بشكل طبيعي.
- مشاكل أخرى في الرحم وعنق الرحم: كبطّانة الرحم المهاجرة البسيطة، أو مشكلة في عنق الرحم.
- الإجهاض المتكرر: إذا كانت المرأة قد عانت من حالات إجهاض متكرّرة بسبب مشاكل في الرحم مثلًا.
- التقدّم بالعمر: إذ تصبح جودة البويضات أقلّ مع العمر، ما قد يجعل التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا.
حالات متعلّقة بالرجل
- مشكلة في القذف أو الانتصاب عند الرجل.
- قلّة عدد الحيوانات المنوية: أي إذا كان لدى الرجل عددًا منخفضًا جدًّا منها.
- ضعف حركة الحيوانات المنوية: أي في حال كانت الحيوانات المنويّة لديه غير قادرة على الحركة بالسرعة الطبيعيّة.
- مشاكل في شكل الحيوانات المنويّة: أي إذا كان شكلها غير طبيعيّ ما يؤثّر على قدرتها على الإخصاب.
حالات تخصّ الزوجين
- عقم غير مُبرّر: عندما لا يتمّ تشخيص سبب واضح للعقم بعد اجراء كافّة الفحوصات اللازمة، وهنا قد يرفع التلقيح الصناعي فرصة حدوث الحمل بمعدّل يقارب 10 الى 15 في المئة.
- تأثير العوامل البيئية أو أنماط الحياة غير الصحيّة: والتي قد تلعب دورًا سلبيًّا على الخصوبة وتزيد من العقم.
- خطورة الإصابة بالأمراض الوراثية: يمكن استخدام التلقيح الصناعي، وخاصّةً تقنيّة الحقن المجهري، في الحالات المعرّضة لخطر الإصابة بأمراض وراثية بنسبة كبيرة.
- عدم نجاح الحمل بطرق أخرى: إذا كانت الطرق الأخرى كالأدوية والعلاجات بالموجات فوق الصوتية أو الابر المحفزة لم تنفع، يتمّ اللجوء الى التلقيح الصناعي.
شروط التلقيح الصناعي عامّةً
يمكن أن تختلف الشروط والمتطلبات بناءً على نوع التلقيح الصناعي والتقنيات المستخدمة، إذ قد تختلف التقنيات المستخدمة مثل التلقيح الصناعي التقليدي (IUI) أو الحقن المجهري (IVF) حسب السبب والحالة الصحيّة. كما قد تختلف قليلًا بين دولة وأخرى، ولكن أبرز الشروط العامّة التي يجب مراعاتها فهي:
إجراء تقييم طبي شامل للأزواج لتحديد سبب العقم، عن طريق الاختبارات الهرمونيّة، اختبارات وظائف المبيض وتحليل السائل المنوي. للتأكّد من توافر الشروط الصحيّة التالية:
- أن تكون على الأقل إحدى قناتي فالوب سليمة لدى المرأة المُقدمة على هذا العلاج.
- أن يكون السائل المنوي للرجل وحيواناته المنويّة جيدة نسبيًّا، حتّى ولو لم تكن خصائصها ممتازة، إذ ستتمّ معالجتها مخبريًّا قبل القيام بعمليّة التلقيح الصناعي.
- حدوث عمليّة الإباضة بشكل سليم لدى المرأة، أي أن يكون المبيضين قادرين على إنتاج وإنضاج بويضات سليمة.
تمتّع الزوجين بحالة صحيّة جيدة:
إذ إنّ الأمراض المزمنة أو العدوى من المرجّح أن تؤثر سلبًا على نتائج التلقيح. كما أنّه من المهم الحفاظ على نمط حياة صحّي، عن طريق التغذية السليمة، ممارسة النشاطات الرياضيّة المعتدلة، وتجنّب التدخين والكحول.
الالتزام الزوجين بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب:
قد يتضمن أدوية لتحفيز الإباضة أو من ثمّ أدوية أخرى لدعم الحمل لدى حدوثه. بالإضافة الى طلب الدعم النفسي خلال هذه الفترة، في حال الحاجة اليه، لأنّ التلقيح الصناعي قد يكون عمليّة مجهدة عاطفيًّا.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ التلقيح الصناعي ليس الخيار الوحيد، وهو كغيره من العلاجات، يتطلّب شروطًا معيّنة لإمكانيّة القيام به، لذلك قد يكون لديك خيارات أخرى مناسبة أكثر لحالتك، في حال لم تستوفي هذه الشروط. ولذلك، يُنصح دائمًا باستشارة طبيب متخصّص في الخصوبة لتحديد أفضل علاج بالاستناد الى حالتك الصحيّة.
