في أيّ علاقة زوجيّة ناجحة، يُعَدّ التواصل الفعّال والاستماع المتبادل من الأساسيّات التي تعزّز قوّة العلاقة وتعمّق الروابط بين الزوجين، ومع ذلك، هناك نوع من الحوارات يمكن أن يتحوّل بسهولة إلى ساحة نزاع مستمرّ، وهو ذلك الذي يهدف إلى إثبات خطأ الشريك بأي وسيلة ممكنة والذي يسبب المشاكل الزوجيّة.
وفقًا لما توضّحه أورنا غورالنيك، الطبيبة النفسيّة والمحلّلة المقيمة في نيويورك، فإنّ هذا النوع من الحوارات لا يسهم أبدًا في حل الخلافات، بل يزيدها تعقيدًا.
ما هي الأحاديث التي يجب على الزوجين الابتعاد عن تبادلها؟
إنّ الحوار الذي يجب تجنبه هو ذاك الذي يتركّز بالكامل على محاولة إقناع الطرف الآخر بأنّ رأيه غير صحيح، من دون الأخذ في الاعتبار مشاعره أو حججه، ففي مثل هذه النقاشات، يتراجع دور الاستماع، وتتحوّل المحادثة إلى معركة لإثبات من هو المخطئ ومن هو على صواب، ممّا يزيد من حدّة التوتر بين الزوجين ويسبب كثرة الزعل بين الزوجين.
لماذا يؤدي هذا النوع من الحوار إلى تفاقم الخلافات؟
تؤكّد غورالنيك أنّ هذا النوع من النقاشات يضرّ بالعلاقة الزوجيّة لأنّه يبني حاجزًا بين الزوجين، حيث يتجاهل كلّ منهما مشاعر الآخر، ويركز فقط على إثبات صحّة موقفه، وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفوّه الشريك بكلمات جارحة، فقط لتحقيق الانتصار في الجدال، ممّا يزيد من التوتّر بين الزوجين، إذًا هذا النوع من الحوار لا يؤدّي إلى إحراز أيّ تقدّمٍ في العلاقة، بل يعمّق الجروح ويضعِف التواصل بين الشريكين.
كيف يمكن تجنّب مثل هذا الحوار؟
لتفادي الوقوع في هذا النوع من النزاعات، يجب على الزوجين إدراك أن الغرض من الحوار ليس تحديد من هو على حق، بل السعي لفهم مشاعر ووجهات نظر الآخر، لذا من المهمّ تطوير مهارات الاستماع الفعّال، والتركيز على محاولة فهم ما يحاول الشريك التعبير عنه بدلًا من التركيز على إثبات خطأه.
تشير غورالنيك إلى أنّ المحاولة الجادّة لفهم كيف توصّل الشريك إلى استنتاجه يمكن أن تكون المفتاح لإنهاء النزاع بسلام بدلًا من التورط في المزيد من الصراعات، فعندما يصبح الحوار فرصة للتفاهم المتبادل، يتحوّل من مصدر للتوتّر إلى وسيلة لتعزيز الروابط بين الزوجين.
في الختام، يعتمد الحوار الناجح بين الزوجين على الاستماع المتبادل والفهم العميق لمشاعر واحتياجات كلّ طرف، لذا من خلال التركيز على التفاهم بدلًا من الانتصار في الجدال، يمكن للزوجين بناء علاقة أقوى وأعمق، تقوم على الاحترام المتبادل والتواصل المستمر، وتذكّري دائمًا أنّ الهدف من الحوار هو تعزيز العلاقة وليس إثبات من هو على صواب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق و أطلعناكِ على كيفيّة حلّ المشاكل الزوجيّة المستعصية.