تأخّر ختان طفل عمره خمس سنوات، الذي قد يكون لأسباب طبيّة أو لظروف أخرى، هل هو ممكن؟ وما هي المضاعفات المُحتملة للقيام به؟
الختان أو التطهير هو عملية جراحية تهدف الى استئصال الجلد الذي يغطي رأس العضو الذكري، أو ما يُعرف بـ”قلفة القضيب”. تتمّ العمليّة غالبًا لأسباب دينيّة إذا كان المولود لا يُعاني من أي مُشكلة صحيّة، وفي بعض الأحيان يكون لأسباب صحيّة وعلاجيّة.
يتم عادةً ختان الطفل الذكر في اليوم الأول أو الثاني بعد الولادة. ولكن، في بعض الحالات، ينصح الطبيب بتأخير الإجراء، على الرغم من أنّ العمليّة تُصبح أكثر تعقيدًا كلما تقدم الطفل في العمر. نوضح في هذا المقال فوائد الختان، مضاعفاته المُحتملة، والأسباب التي تدفعنا إلى تأخيره.
أبرز الفوائد الصحيّة للختان
على الرّغم من أنّ مُعظم الآباء الذين يقرّرون اجراء الختان لأطفالهم حديثي الولادة يقومون بذلك لأسباب دينيّة أو ثقافيّة في أغلب الأحيان، الّا أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ذكرت عدّة فوائد صحيّة للختان، ما يدفع ببعض الأشخاص في العالم العربي والغربي أن يقرّروا اجراءها لأطفالهم كإجراء وقائي صحّي. وأهمّ هذه الفوائد:
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً للطفل ولزوجته في المستقبل. إذ قد يحمي ختان الذكور بنسبة كبيرة من الإصابة بمرض الإيدز مثلاً، وفق منظمة الصحة العالمية.
- الوقاية من عدة أنواع من السرطانات مثل سرطان القضيب للرجل، وسرطان عنق الرحم لزوجته.
- المحافظة على النظافة الشخصية بشكل أفضل.
- تقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- الوقاية من الالتهابات الموضعية والعدوى في العضو الذكري.
مصدر الصورة: Freepik
أسباب تدفعنا لتأخير عمليّة الختان
كما ذكرنا سابقًا، يُفضّل أن يتم الختان في الأيام الأولى بعد ولادة الطفل وحتّى قبل خروجه من المستشفى، وينصح الأطبّاء بعدم تأخّر اجراء العمليّة عن عمر السنة. وذلك لعدّة أسباب أهمّها:
- التعافي يتمّ بشكل أسرع كلّما كان الطفل أصغر.
- سهولة التحكم في الطفل من دون الحاجة الى التخدير العام.
- عدم شعور الطفل بالألم كثيرًا بعدها.
- عدم تذكّر الطفل للعمليّة.
ولكن في حالات مُعيّنة، يجد الطبيب أنّه من الأفضل تأخير التطهير ومنها :
- الولادة المبكرة أو/و وضع الطفل الحضانة.
- إصابته بداء الصفراء.
- صغر حجم العضو الذكري لديه.
- اصابته بتشوهات في المجاري البوليّة.
معلومات عن هذا التدخّل الجراحي
لا يتطلّب إجراء عمليّة الختان القيام بتحاليل طبية، ولكن إذا تمّ تأخيرها، قد يُقرّر الطبيب إجراء بعض الفحوصات الطبيّة في بعض الحالات.
يُعتبر اجراء التطهير عملية بسيطة تستغرق لدى الأطفال حوالي عشر دقائق، حيث يقوم الطبيب أوّلًا بالتخدير الموضعي لمنع الألم، ثم يقطع الجزء الذي يسمى بالقلفة.
لكن قد يصل وقت العمليّة إلى ما يقارب الساعة عند الأكبر سنًّا. ففيما يخصّ الأطفال في سنّ الخمس سنوات وما فوق، يمكن أن تتمّ عمليّة الختان بالليزر أو بالجراحة التقليديّة. ويقوم الطبيب أيضًا بالتخدير الموضعي أو الكلّي للطفل، وفق الحالة، لعدم الشعور بالألم أثناءها.
مضاعفات الختان المُحتَمَلة
على الرّغم من أن الختان يُعتبر إجراء آمن، إلّا أنّه، كأي تدخّل جراحي، قد يُؤدّي في بعض الحالات النادرة الى حدوث مضاعفات، ونذكر منها:
- نزيف في منطقة الختان: قد يظهر على شكل خيط من دم أحمر غامق ينزل من الجرح أو يُمكن ملاحظته على الشاش الموضوع على الجرح.
- احتباس البول.
- التورم الشديد واحمرار العضو الذكري .
- الإصابة بالالتهابات وارتفاع بدرجة حرارة الطفل.
- مشاكل قد تنتج عن التخدير كالحساسية وتهيج الجلد مثلًا.
- افرازات الصديد التي تُعدّ من علامات التلوث الجرثومي والعدوى البكتيريّة.
- عدم إزالة القلفة بشكل كامل، ما قد يسبب الحاجة لعملية جراحية أخرى لاستكمال ازالتها. واليك بعض العلامات لمعرفة ما إذا كان الختان صحيحًا.
- التهاب فتحة البول بسبب الاحتكاك مع الحفاض، لذلك يُنصح بترك الحفاض فضفاضاً لدى الرضيع، والباس الطفل الأكبر سنًا ملابس داخليّة فضفاضة.
مصدر الصورة: Freepik
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ اتّباع تعليمات الطبيب في مرحلة ما بعد عمليّة الختان، قد يُساعد بشكل كبير بتجنّب أي مُضاعفات غير مرغوبة. ولا يجب استعمال أي مراهم مطهرة أو غسل الجرح بها ما لم يتمّ وصفها من قبل الطبيب. وغالبًا ما تكون المحافظة على قواعد النظافة العامة كافية.
متى يلتئم جرح الختان؟
لقد أوضحنا في مقال سابق متى يلتئم جرح الختان، فعادة ما يستغرق شفاء الطفل بعد عملية الختان من سبعة الى عشرة أيام. مع العلم أنّ القضيب قد يكون مُلتهبًا في البداية مما يظهر باللون الأحمر مع افراز كمية قليلة من السائل الأصفر على القضيب.
ولكن عليك التوجّه الفوري الى الطبيب في الحالات التالية:
- تأخّر الشفاء عن المدّة الطبيعيّة لذلك.
- استمرار الورم لأكثر من ثلاثة أيام.
- وجود نزيف مستمر.
- خروج إفرازات ذات رائحة كريهة من القضيب.
- عدم وقوع الحلقة البلاستيكية لمدة أسبوعين بعد إجراء العملية.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كنت ستقومين بعمليّة ختان طفل عمره خمس سنوات، عليك أن تستعلمي من الطبيب عن كل المعلومات التي تحتاجينها واسأليه أي سؤال يشغل بالك، من التحضير للعمليّة، وصولًا الى طريقة العناية بطفلك بعد الختان بشكل صحيح. وإذا شعرتي بأي أمر مثير للشك، بعد الإجراء الطبّي، عليك بمراجعة الطبيب.