سؤال اليوم: كيف يكون الغثيان في بداية الحمل ؟ يعتبر الغثيان في بداية الحمل من أكثر العوارض الشائعة التي تواجهها النساء خلال فترة الحمل المبكرة، فبعد مرور بضعة أيام من غياب الدورة الشهرية، قد تبدأ المرأة بالشعور بالغثيان بشكل ملحوظ.
من خلال هذا المقال، سنقدّم نظرة شاملة حول الغثيان في أوّل فترة الحمل، ونستعرض العوارض المصاحبة لهذه الفترة، إلى جانب تقديم نصائح قيّمة للتعامل مع هذه العلامات بطريقة تضمن راحة المرأة الحامل وسلامتها.
الغثيان في أوّل فترة الحمل
كيف يكون الغثيان في بداية الحمل ؟ الغثيان هو شعور بعدم الارتياح في المعدة، قد يتبعه الرغبة في التقيؤ، وهو بحسب موقع (Mount Sinai) في مقالة “Morning sickness”، يحدث في بداية الحمل بسبب التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة، وخاصّةً ارتفاع مستوى هرمون الحمل (hCG) والبروجسترون أو حتّى بسبب انخفاض مستوى السكّر في الدم، وهو عادةً ما يبدأ في الأسابيع الأولى من الحمل، وقد يستمر حتى نهاية الثلث الأول منه. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
في بداية الحمل، يبدأ الجسم بالتكيّف مع التغيّرات الهرمونيّة الكبيرة، وهذا يؤدي إلى حدوث الغثيان، وتُعتبر هذه الفترة حساسة جدًا، حيث تشعر المرأة بالكثير من التحولات الجسديّة والنفسيّة، كما قد تشعر بالغثيان بشكل مستمر، أو في أوقات محددة من اليوم، وغالبًا ما يكون هذا الشعور أشدّ في الصباح.
تختلف شدّة الغثيان من امرأة لأخرى، فبعض النساء يشعرن به بشكلٍ خفيف، بينما يعاني البعض الآخر منه بشدّة ممّا قد يؤثّر على قدرتهنَّ على تناول الطعام والشراب، وهو عادةً ما يكون أكثر تأثيرًا في الصباح، وقد تكون هذه المشكلة في بعض الأحيان مصحوبةً برغبة شديدة في التقيؤ، ممّا يجعل هذه الفترة صعبة بالنسبة لبعض النساء.
العوارض الأخرى التي تظهر خلال هذه الفترة
كيف يكون الغثيان في بداية الحمل وما هي العوارض الأخرى التي قد تصاحبه؟ إلى جانب الغثيان، تظهر عدة عوارض أخرى في بداية الحمل تشير إلى التغيرات التي يمر بها الجسم، والتي كشفت عنها مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Pregnancy – signs and symptoms” على موقع (Better Health Channel)، مؤكّدةً أنّ غياب الدورة الشهرية، وتغيرات الثدي، والتعب، وكثرة التبول، والغثيان والقيء (غثيان الصباح) هي أبرزها، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا. أمّا في ما يلي فسنشرح لكِ عن بعض العوارض الأخرى:
- الشعور بالإرهاق والتعب: تشعر المرأة الحامل بإرهاق شديد بسبب التغيّرات الهرمونيّة وزيادة تدفق الدم إلى الرحم، ويمكن أن يكون هذا الشعور مستمرًّا طوال اليوم، ممّا يجعل من الصعب على المرأة أداء الأنشطة اليومية الاعتيادية.
في هذه المرحلة، يحتاج الجسم إلى الحصول على المزيد من الراحة لدعم نمو الجنين، لذا من المهم أن تستجيب المرأة لهذه الإشارات وتأخذ فترات راحة كافية لتعزيز صحّتها وصحّة جنينها. - التبوّل المتكرّر: نتيجة لزيادة حجم الرحم والضغط على المثانة، قد تشعر المرأة بحاجة ملحّة للتبول بشكلٍ متكرّر، ويمكن أن يكون ذلك مزعجًا خصوصًا خلال الليل، ممّا يؤثر على جودة النوم.
يعتبر التبول المتكرر من العلامات المبكرة للحمل، ويعود السبب فيه إلى زيادة حجم الدم في الجسم وزيادة نشاط الكلى. - حساسية الروائح: تصبح حاسة الشم لدى المرأة أكثر حساسية، ممّا يجعلها تتفاعل بشكلٍ قوي مع الروائح المختلفة، كما قد يؤدي شمّها للروائح القوية إلى زيادة الشعور بالغثيان.
تُعد هذه الحساسية نتيجة لتغيرات الهرمونات في الجسم، وقد تستمرّ حتى الثلث الثاني من الحمل. - تقلبات المزاج: نتيجة للتغيرات الهرمونية، قد تعاني المرأة من تقلبات مزاجية تشمل الشعور بالحزن أو الفرح بشكل مفاجئ وشدسد، الأمر الذي يؤثّر على حالها النفسيّة.
من الضروري تقديم الدعم النفسي للمرأة الحامل خلال هذه الفترة للتخفيف من تأثير هذه التقلبات.
نصائح للتعامل مع هذه العلامات
كيف يكون الغثيان في بداية الحمل وكيف يمكن التعامل مع العوارض الأخرى خلال هذه الفترة؟ هناك عدّة نصائح يمكن للمرأة اتّباعها للتخفيف من الغثيان والعوارض الأخرى في بداية الحمل، لذا سنقدّم لكِ أهمّها في ما يلي:
- تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة: يساعد تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة في الحفاظ على مستوى السكّر في الدم وتقليل الشعور بالغثيان، ويُفضّل أن تكون غنية بالعناصر الغذائيّة وتحتوي بروتينات وكربوهيدرات سهلة الهضم، كما أنّ تقسيم الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا قد يساعد في تقليل الشعور بالغثيان والحدّ من التقيؤ.
- تجنب تناول الأطعمة الدهنيّة والحارّة: قد يزيد تناول هذه الأطعمة من الشعور بالغثيان، لذا يُفضَّل تجنبّها، بل يُنصح بالمقابل بتناول الأطعمة الخفيفة والمغذّية مثل الفواكه والخضروات والخبز المحمص.
- شرب كميات كافية من الماء: يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء لمنع الجفاف، ويمكن الحصول على كميّات صغيرة منه على مدار اليوم بدلًا من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة، لتجنّب الشعور بالغثيان.
- الراحة والنوم الكافي: يجب على المرأة الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم للمساعدة في تقليل الشعور بالتعب والإرهاق، فيمكن أن يساهم الحصول على قيلولة قصيرة خلال النهار في تعزيز الطاقة والتخفيف من الشعور بالتعب.
- استشارة الطبيب: في حال كان الغثيان شديدًا ويؤثّر على الحياة اليوميّة، يُفضّل استشارة الطبيب للحصول على المشورة والعلاج المناسب، فقد يصف أدوية مضادة للغثيان تكون آمنة للاستخدام خلال الحمل.
في الختام، يعدّ الغثيان في بداية الحمل من العوارض الشائعة والطبيعية التي تمرّ بها معظم النساء، لذا من المهم فهم كيف يكون الغثيان في بداية الحمل والتعرف على العوارض الأخرى التي قد ترافقه، بالإضافة إلى اتّباع النصائح المذكورة بعد استشارة الطبيب المختصّ والحصول على موافقته للتخفيف من هذه العلامات وضمان الحفاظ على راحة المرأة الحامل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ معلومات عن الأشهر الأولى من الحمل على كل إمرأة أن تتعرّف عليها.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري أن تتعامل المرأة مع هذه الفترة بحذر وتحرص على الاهتمام بصحّتها وصحّة جنينها، لذا يجب عليها ألّا تتردّد في استشارة الطبيب عند الحاجة واتّباع النصائح الصحيّة تحت إشراف الطبيب لضمان خوض تجربة حمل آمنة ومريحة.