كيف نجعل الطفل ينام طوال الليل من دون استقاظ؟ لا شكّ أنّ هذا السؤال يشغل بال كلّ أم، خصوصًا في المراحل الأولى من حياة الرضيع. يحتاج الطفل في الأشهر الأولى إلى الرضاعة بشكلٍ مستمرّ، ممّا يؤدّي إلى استيقاظه عدة مرات خلال الليل. ومع ذلك، فإنّ الوصول إلى نومٍ متواصل للطفل يعدّ ممكنًا، بل ضروريًا للحفاظ على صحّته وصحّة الأم على حدٍّ سواء.
سنسلط الضوء في هذا المقال على خطوات فعّالة يمكن اتّخاذها لتسهيل نوم الطفل العميق طوال الليل. سنستعرض أيضًا أسباب عدم نوم الطفل الرضيع ليلًا، وكيفيّة التغلب عليها. وفي النهاية، سنتحدّث عن الوقت الذي يبدأ فيه الطفل النوم بشكلٍ متواصل.
كيف أجعل طفلي ينام نوم عميق؟
كيف نجعل الطفل ينام طوال الليل بعمق؟ لتحقيق نوم عميق لطفلك طوال الليل، يجب اتّباع عدّة خطوات فعّالة، حيث يؤدّي الروتين اليومي دورًا مهمًّا في تنظيم نوم الرضيع. وسنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
أولًا، يجب عليكِ تحديد وقت محدد وثابت للنوم ليعتاد طفلك على وقت النوم ويبدأ في التهدئة تدريجيًا. يشمل الروتين أنشطة مهدئة مثل الاستحمام بماءٍ دافئ، أو قراءة قصّة هادئة قبل النوم.
حضّري غرفة النوم لتكون مناسبة لنوم الطفل من خلال توفير إضاءة خافتة، وضمان هدوء المكان قدر الإمكان. كما يقلّل استخدام أصوات مهدّئة مثل الضوضاء البيضاء من استيقاظ الطفل المفاجئ، حيث يساعد نمطه الثابت على تهدئة الجهاز العصبي لديه. أيضًا، يمكنكِ الاعتماد على فراشٍ مريح وملابس ملائمة لطبيعة الجو المحيط بالطفل، ممّا يسهم في جعل النوم أكثر راحة.
كما يجب الحرص على تقليل الاعتماد على الهزّ أو الرضاعة للنوم. يمكنكِ البدء في وضع طفلكِ في السرير وهو في حال نعاس، لكن من دون أن يكون قد نام تمامًا. فهذا يعلّمه الاعتماد على نفسه في تهدئة ذاته ويقلّل من حاجته للاستيقاظ أثناء الليل.
ما سبب استيقاظ الرضيع كثيراً في الليل؟
كيف نجعل الطفل ينام طوال الليل وما سبب استيقاظه المتكرّر؟ تكثر أسباب استيقاظ الرضيع ليلًا، وبعضها يرتبط بالتغيّرات الجسديّة والنفسّية التي يمرّ بها الطفل. أولًا، قد يؤدي الشعور بالجوع إلى استيقاظه بشكل متكرر، خصوصًا إذا كان في مرحلة الرضاعة الطبيعيّة. لذا، عليكِ التأكّد من إشباع طفلك جيدًا خلال النهار ليتسنى له النوم لفترةٍ أطول ليلًا.
تسبّب بعض التطوّرات الطبيعيّة في نموّ الطفل، مثل عوارض التسنين أو النمو السريع، شعورًا بعدم الراحة، ما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر. أيضاً، قد يشعر الرضيع بالحر أو البرد الزائد أو الانزعاج من حفاض غير مريح. عليكِ التأكّد من راحته قبل النوم، بتغيير الحفاضات وتنظيم درجة حرارة الغرفة.
يحتاج الطفل أيضًا إلى الشعور بالأمان. إذا كان غير معتاد على النوم بمفرده، فقد يستيقظ بحثًا عن وجود أمّه بجواره. لذا، من المهمّ تدريجيًا تعليمه النوم بمفرده حتى يستطيع الاعتماد على نفسه والعودة للنوم عند الاستيقاظ.
متى يبدأ الطفل ينام نوم متواصل؟
كيف نجعل الطفل ينام طوال الليل ؟ تبدأ الكثير من الأمهات بالتساؤل متى ينام الطفل نومًا متواصلًا. يعتمد ذلك على عدّة عوامل، منها عمر الطفل ونمط حياته. ولكن، يبدأ معظم الأطفال في النوم لفتراتٍ أطول بين عمر 4 إلى 6 أشهر. ففي هذا العمر، يصبحون أكثر قدرة على النوم لفترات متواصلة، وذلك بفضل نضج الجهاز الهضمي وقدرته على تحمّل فترات أطول بين الرضعات.
ينجح الكثير من الأطفال في النوم طوال الليل عند اتّباع روتين نوم محّدد وثابت. لذا، إنّ تحسين التغذية خلال النهار يساعد أيضًا في إشباع الطفل وتقليل حاجته للاستيقاظ ليلًا. كما يجب عليكِ مراقبة علامات النعاس لدى طفلك والتأكّد من وضعه في السرير في وقتٍ مناسب قبل أن يصل إلى حال من الإرهاق الزائد، والذي قد يعيق نومه بسهولة.
على الرغم من اختلاف كل طفل عن الآخر، يمكنكِ توقّع تحسّن نمط نوم طفلكِ مع تقدّم الوقت. فقد يحتاج بعض الأطفال إلى بعض المساعدة خلال هذه المرحلة، مثل توفير الأجواء المثاليّة أو تقليل الاعتماد على الهزّ والرضاعة، حتّى يتمكّن من النوم لفتراتٍ أطول بشكلٍ مستقل.
في نهاية المطاف، إنّ جعل الطفل ينام طوال الليل ليست مهمّة سهلة، ولكنّها بالتأكيد قابلة للتحقيق. يعتمد الأمر على تقديم العناية المناسبة وتنظيم الروتين اليومي للنوم. كما يتطلّب منكِ صبرًا ومثابرة، لكنّ النتيجة ستكون نوم متواصل وهادئ للطفل، ممّا يمنحكِ أيضًا الفرصة للحصول على راحة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أضرار نوم الطفل على البطن.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ كلّ أمّ قادرة على تحقيق هذا الهدف إذا ما اتّبعت الخطوات المناسبة وأخذت وقتها في تعليم طفلها العادات الصحية للنوم. من المهم أيضًا أن تكوني مرنة ولا تقلقي إذا لم يحدث التغيير بشكلٍ فوري، فالأمر يحتاج إلى وقتٍ وصبر.