إنّ سن اليأس عند المرأة المتزوجة هو مرحلة طبيعيّة يمرّ بها الجسم نتيجة لتغيّرات هرمونيّة تحدث عند انتهاء فترة الحيض والقدرة الإنجابية، ويعتبر هذا التحول تجربة حسّاسة ومعقّدة، تؤثّر على الصحّة النفسيّة والجسديّة للمرأة، لذا فإنّ فهم كيفيّة التعامل مع عوارض سن اليأس الجسدية والنفسيّة بطرق صحية وفعّالة يعتبر ضرورة لكلّ امرأة تمرّ بهذه المرحلة.
سنتناول في هذه المقالة علامات دخول المرأة في مرحلة سن اليأس بالتفصيل، وكيفيّة تعزيز الصحة النفسيّة خلال هذه الفترة، ونصائح للحفاظ على الصحة الجسدية أيضًا، كما سنتطرّق لكلّ هذه الجوانب معتمدين على أهمّ المعلومات العلميّة.
جميع هذه العوارض، إلى جانب صغر حجم الثدي تُعَدّ من عوارض مرحلة سنّ اليأس عند المرأة بحسب Mayo Clinic بحسب مقالة نُشِرَت في شهر مايو من هذا العام تحت عنوان “Menopause”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
علامات دخول المرأة في مرحلة سنّ اليأس
تأتي مرحلة سن اليأس عند المرأة المتزوجة مجموعة مع العوارض التي تشير إلى التحولات الكبيرة في الجسم، ومن الضروريّ التعرّف عليها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أهمّها:
تتمثّل هذه العلامات في انقطاع الدورة الشهريّة بشكل كامل لمدة 12 شهرًا متتالية، وهو المؤشّر الأساسي لبدء مرحلة سنّ اليأس عند المرأة المتزوجة، بالإضافة إلى ذلك، تعاني النساء من هبّات حراريّة، تعرّق ليلي، وتقلبات مزاجية حادّة. كما قد يلاحظ بعضهنّ انخفاض في الرغبة الجنسيّة، جفاف المهبل، وزيادة في الوزن، وتعتبر هذه التغيرات ناتجة عن انخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية، وخاصة الإستروجين والبروجستيرون.
تُعَدّ الهبات الحرارية والتعرّق الليلي عوارض شائعة جدًا في هذه المرحلة، وتتميّز بالشعور بالحرارة المفاجئة التي تجتاح الجسم، ممّا يؤدي إلى التعرّق الزائد في الليل والنهار، كما أنّ تقلّبات المزاج قد تتراوح بين الشعور بالاكتئاب والقلق، ممّا يؤثّر على الحياة اليومية والعلاقات الزوجية.
ومن العوارض الأخرى التي قد تصاحب سن اليأس هي الصداع، آلام المفاصل، وتساقط الشعر، وكلها ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة.
كيفيّة تعزيز الصحّة النفسيّة خلال هذه الفترة
تتطلّب مرحلة سن اليأس عند المرأة المتزوجة اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية، ومن الضروري تبنّي استراتيجيّات للتعامل مع التوتّر والاكتئاب الذي قد يصاحب هذه الفترة.
يُنصَح بممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، حيث أنّ النشاط البدني يفرز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ويمكن أيضًا الاستفادة من الخضوع للعلاج النفسي أو الاستشارة النفسية للتعبير عن المشاعر والحصول على دعم مختصّ، كما أنّ تطوير الهوايات وممارسة التأمّل واليوغا يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي كبير في تحسين المزاج والشعور بالراحة، ليس ذلك فقط، بل أكّد موقع (Australian Menopause Centre) في مقالة نُشِرَت عام 2015 تحت عنوان “The Benefits of Exercise During Menopause” أنّ ممارسة الرياضة خلال هذه الفترة يُساهم من الناحية الجسديّة في منع زيادة الوزن، حيث تميل النساء في مرحلة انقطاع الطمث إلى فقدان كتلة العضلات واكتساب الدهون في البطن، وتقوّي العظام ممّا يقلل من خطر الإصابة بالكسور أو هشاشة العظام.
أحد الطرق الفعّالة لتعزيز الصحّة النفسيّة هو الالتزام بنظام غذائي متوازن وغنيّ بالعناصر الغذائيّة التي تعزّز من الصحة النفسية، فتناول الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية والمكسرات قد يساعد في تقليل الشعور بالاكتئاب وتحسين الحال المزاجية، بالإضافة إلى ذلك، يُفضّل تجنب تناول الكافيين والسكريّات لأنّها قد تزيد من ااشعور بالتوتر والقلق.
يؤدّي الحصول على الدعم الاجتماعي دورًا كبيرًا في تعزيز الصحّة النفسيّة خلال مرحلة سن اليأس، لذا فإنّ التواصل المستمرّ مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفر دعمًا عاطفيًا مهمًا، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الانضمام إلى مجموعات دعم النساء في مرحلة سنّ اليأس وسيلة فعّالة لتبادل التجارب والنصائح والحصول على دعم معنوي.
نصائح للحفاظ على الصحّة الجسديّة في هذه المرحلة
لا تقلّ الصحة الجسديّة أهميّة عن النفسيّة، لذا سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للتخفيف من تأثير مرحلة سن اليأس عند المرأة المتزوجة في ما يلي:
تشمل النصائح الأساسيّة للحفاظ على الصحّة الجسديّة خلال سنّ اليأس اتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن، يحتوي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، بالإضافة إلى أنّ تجنّب تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبّعة يمكن أن يساعد في التحكم بالوزن والمحافظة على مستويات الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الاهتمام بصحّة العظام من خلال تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د، تحت إشراف الطبيب المختصّ، خاصة أن خطر الإصابة بهشاشة العظام يزداد في هذه المرحلة، كما أنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو اليوغا تساعد في تقوية العضلات وتحسين مرونة الجسم.
من النصائح الأخرى المهمة هو الحفاظ على الترطيب الكافي بشرب كميّات كافية من الماء يوميًا، حيث أن الجسم يحتاج إلى الترطيب الجيّد للمحافظة على وظائفه الحيويّة بشكل صحيح، كما أنّ تجنّب التدخين والكحول يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يؤدّي الحصول على القسط الكافي من النوم دورًا هامًا في الحفاظ على الصحّة الجسديّة، لذا يُنصح بتبنّي عادات نوم صحية مثل الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، وتجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونيّة قبل النوم لتقليل الشعور بالتوتّر وتحسين جودة النوم.
يُعتبَر سن اليأس عند المرأة المتزوجة مرحلة حسّاسة تتطلّب الكثير من الوعي والتفهم، لذا من خلال الانتباه للتغيرات النفسية والجسدية، واتّباع نصائح الصحّة العامّة، يمكن للمرأة التعامل مع هذه الفترة بفاعلية وأمان. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن إمكانيّة الحمل بعد سنّ اليأس.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، فإنّ الحصول على الدعم النفسي والعاطفي من الأسرة والأصدقاء يؤدّي دورًا كبيرًا في تخفيف حدّة العوارض وتقديم الدعم اللازم، فالمفتاح يكمن في الاستمرار بالتعلّم والتأقلم مع هذه التغيّرات، وتبنّي نمط حياة صحّي ومتوازن يساعد في المحافظة على الصحة والعافية، ومن خلال العناية بالصحة النفسية والجسدية، يمكن للمرأة أن تجتاز هذه المرحلة بقوّة وثقة، ممّا يتيح لها الاستمتاع بحياة مليئة بالصحة والسعادة.