قد تشعرين خلال فترة الحمل وكأنكِ أحياناً فقدتِ ذاكرتكِ، تركيزكِ وبعض مهاراتكِ الذهنية، لتنسي الكثير من الأمور التي لم تتوقّعي يوماً إغفالها! ولعلّ هذا التاثير طبيعي للغاية على الدماغ خلال الحمل بسب قلّة النوم والإرهاق… ولكن، ماذا عن فترة بعد الإنجاب؟
أثبتت الدراسات في هذا الخصوص أن تغيّراً إيجابياً لافتاً في دماغ الأم يبدأ من مراحل الحمل الأولى، ويستمرّ حتى الولادة بفترة لا بأس بها. وفي تجربة أجريت على أمهات في مختلف المراحل بعد الولادة، تبيّن أن المادة الرمادية في الدماغ تزايدت بشكل ملحوظ لدى النساء بعد مرور 3 أشهر على إنجابهنّ، مقارنة باللواتي أنجبن منذ 4 أسابيع فقط.
ولعلّ هذه التغيّرات حصلت في مواضع لافتة في الدماغ، والتي تكون إجمالاً مرتبطة بتنظيم العواطف، غرائز البقاء وإفراز الهرمونات.
وتمّ ربط هذه التغيرات بشعور الأم الإيجابي تجاه طفلها، فهذا الأمر يساعدها مثلاً على الإستيقاظ 5 إلى 6 مرّات خلال الليل على صوت بكاء طفلها، من دون الشعور بالإحباط الشديد.
وبالتالي، فإن الدماغ يتأقلم بشكل تلقائي ليجعل تجربة الأمومة أكثر عاطفية لدى المرأة، وذلك لتحمّل المصاعب الناجمة عنها مثل الحرمان من النوم والتعب الجسدي والنفسي.
فما الذي يساعم في تعزيز هذه المواضع من الدماغ؟
بيّنت الدراسات في هذا السياق أنّ نمو المادة الرمادية في الدماغ مرتبط بمادّة الـOxytocin التي يتم إفرازها في شكل كبير خلال الحمل، الولادة والإرضاع، إذ إنّ هذا الهرمون المعروف بإسم "هرمون الحب" يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الروابط ما بين الأم والطفل، والعاطفة التي تشعر بها تجاهه. فالأوكسيتوسين هو نفسه يرتبط بالوقوع في الحب أيضاً!
وبالتالي، وإن كنتِ تظنين أنّ قدرة دماغكِ بعد الحمل والإنجاب تتراجع بسبب التعب، أنتِ مخطئة للغاية، بل على عكس فهي تنمو وتتطوّر!
إقرئي المزيد: تأثير الولادة الايجابي في جسم الام