لقد سبق وأكدت التجارب أمرًا قد تلمسه أمهات كثيرات مع أطفالهنّ وما تبرهنه الحياة في الكثير من الأوقات، نعم الذكاء أمر أساسي للنجاح لكن الذكاء لا يعني دائمًا النجاح في الدراسة او التقدم في التحصيل العلمي بل التقدم في الحياة.
وبصرف النظر عن مسألة الذكاء الجدلية، ثمة ما يجب تسليط الضوء عليه في طريق الطفل نحو النجاح وهو الرعاية والإهتمام. والقصة التي سنعرضها لك اليوم هي خير دليلٍ على هذا الأمر.
بدأت القصة مع طفل كسول يدعى تيدي، لا يعتني بملابسه ولا بهندامه، يسرح في النظر ولا يركّز، منطوي على نفسه ومنعزل عن أصدقائه، باختصار كان تلميذًا فاشلًا كما كانت تسميه معلمته.
أما عن علاماته في الصف فكانت دائمًا سيئة للغاية لدرجة أن المعلمة التي تدعى طومسون، قد وصلت الى مرحلة لا تكلف نفسها عناء تصحيح امتحاناته لأنها تعلم مسبقًا أنه سينال صفرًا!
استمرت المعلمة على هذه الحال مع الطفل، توبّخه بين الحين والآخر وتنعته بالكسول والفاشل دون أن يرد عليها بأي كلمة حتى جاء اليوم الذي اطّلعت فيه طومسون على تاريخ تيدي الدراسي والذي ظهر فيه متفوقًا في الصف الأول والثاني والثالث حتى جاء الإنعطاف الكارثي في الصف الرابع. ولما بحثت عن السبب تبين أن نكسة تيدي الطفل المجتهد كانت بعد معاناة أمه طويلًا مع المرض ومن ثم وفاتها وعيشه مع والده الذي لا يأبه له.
أحست المدرسة طومسون حينها بذنب شديد تجاه تيدي وبادرت الى تخصيصه باهتمام ورعاية كبيرتين وتشجيعه بشكل دائم. لم تمض بضعة أسابيع حتى أصبح تيدي طبيعيًا، ولم ينته العام إلا وكان في قائمة أفضل الطلبة. أخيرًا استفاق تيدي من نكسته وعاد الى حياته التي كان قد خسرها برحيل أمه.
وبعد مرور السنوات، تخرّج تيدي من المدرسة ولم تعد تعلم المعلمة عنه شيئًا حتى وصلتها بطاقة دعوة لحضور حفل زفافه بعد مرور 20 عامًا وتحتها كان الاسم مختلفًا: الدكتور ثيودود إف ستيوارد، وهو الطبيب الشهير الذي يملك أحد أهم المراكز لعلاج السرطان في العالم!
نعم، هذا ما يفعله القليل من الإهتمام والرعاية بالأطفال وبمستقبلهم، لذا لا تفرّطي بهما عزيزتي!
إقرأي أيضًا: الام اللاعب الرئيسي في تنمية ذكاء طفلها