تُعَدّ معرفة فوائد الضم بين الزوجين من المواضيع الحيويّة التي تتناولها الدراسات النفسيّة والاجتماعيّة. إذ يؤدّي الاحتضان دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الزوجيّة وتحسين الصحّة النفسيّة لكلا الزوجين. فهو ليس مجرّد فعل جسدي، بل هو وسيلة عميقة لتجديد الحبّ وتقوية الروابط العاطفيّة بين الزوجين. ممّا يُسهم في تعزيز السعادة الزوجية والشعور بالاستقرار.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أهميّة احتضان الزوج لزوجته وأثر ذلك على العلاقات الزوجيّة من منظورٍ نفسي وعاطفي. ثم سنوضح العدد المثالي للأحضان اليوميّة التي تحتاجها الزوجة لتحسين صحّتها النفسيّة والشعور بالدعم. سننتقل بعد ذلك لتسليط الضوء على شعور الرجل عند احتضان زوجته، وكيف يُعزّز هذا التواصل الجسدي من ثقة الزوجين ببعضهما البعض.
أهمية احتضان الزوج لزوجته
ما هي فوائد الضم بين الزوجين ؟ يُعَدّ الاحتضان من أهمّ وسائل التعبير عن الحبّ والدعم بين الزوجين. فعندما يحتضن الزوج زوجته بصدقٍ ودفء، يشعر كلاهما بمستوى عالٍ من الأمان والتقدير. كما يُحفّز هذا الفعل إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُطلَق عليه “هرمون الحب”. ممّا يُعزّز الشعور بالثقة والانتماء بين الشريكين. تؤدّي هذه الهرمونات دورًا هامًا في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالتوتر والقلق. خاصَّةً بعد يومٍ طويلٍ من العمل أو التعامل مع ضغوط الحياة اليوميّة.
علاوةً على ذلك، يدعم الاحتضان التواصل العاطفي بين الزوجين. لأنّه يُمكّنهما من تجاوز الحواجز النفسيّة ويساعد في بناء جسور التواصل الصادق والحميم. كما تؤكّد دراسات عديدة على أنّ الأزواج الذين يتبادلون الأحضان بانتظام يظهرون مستوى أعلى من الرضا الزوجي والاستقرار العاطفي مقارنةً بمن يتجنّبون التواصل الجسدي. لذلك، يمكن القول إنّ الاحتضان ليس مجرّد فعل عابر. بل هو جزء أساسي من التفاعلات اليوميّة التي تساعد في تعزيز جودة الحياة الزوجيّة.
كم حضن تحتاج الزوجة في اليوم؟
بعد التعرّف على فوائد الضم بين الزوجين ، يُطرَح السؤال التالي: كم حضن تحتاج الزوجة في اليوم؟ إنّ السؤال عن عدد الأحضان التي تحتاجها الزوجة يوميًا يُعتبر من الأسئلة الشائعة. وقد أشارت الدراسات إلى أنّ الإنسان يحتاج في المتوسّط إلى 8 أحضان يوميًا للشعور بالسعادة والراحة النفسيّة. يُعتبر هذا الرقم ليس مجرّد إرشاد نظري. بل هو نتيجة بحث علمي دقيق يهدف إلى تحسين الصحّة النفسيّة والعاطفيّة. لذلك، يُنصَح الأزواج بأن يُخصّصوا وقتًا يوميًا لتبادل الأحضان، حتى لو كان ذلك لفترات قصيرة. لأنّ الاحتضان المنتظم يعزّز الشعور بالسعادة والرضا ويقوّي العلاقات الزوجيّة.
كما يُلاحَظ أنّ الاحتضان له تأثيرات متعدّدة على النساء. حيث يُسهم في تعزيز الشعور بالحب والأمان، ويقلّل من مشاعر القلق والاكتئاب الحاد. يعبّر الاحتضان عن الحنان والرعاية، وهو رسالة غير لفظيّة تُؤكّد للزوجة بأنّها محبوبة ومقدّرة. لذلك، يوصي المختصّون بتخصيص وقت يومي للحضن، سواء في بداية اليوم أو نهايته، لضمان تعزيز الشعور بالتقارب العاطفي بين الزوجين.
ماذا يشعر الرجل عند الحضن؟
بعد التعرّف على فوائد الضم بين الزوجين ، يُطرَح السؤال التالي: ماذا يشعر الرجل عند الحضن؟ على الرغم من أنّ بعض الرجال قد يظهرون تحفّظًا في التعبير عن مشاعرهم العاطفيّة. إلّا أنّ الدراسات أثبتت أنّ الرجال يستفيدون أيضًا من الاحتضان بنفس القدر الذي تستفيد منه النساء. عند احتضان الزوج لزوجته، يشعر الرجل بالحب والاطمئنان. ممّا يُعزّز من شعوره بالارتباط العاطفي بالزوجة. كما يُعزّز الاحتضان الشعور بالتوازن العاطفي. حيث يُتيح للرجل فرصة للاسترخاء وتخفيف التوتر. وهو ما يُسهم في تحسين تواصله مع زوجته بشكلٍ عام.
إضافةً إلى ذلك، يُعتبَر الاحتضان وسيلةً فعّالة لتقوية العلاقة الزوجيّة على مستوى أعمق، لأنّه يُظهر للرجل أنّ زوجته تهتمّ به وتقدّر حضوره. يُعزّز هذا الشعور بالارتباط من استجابة الرجل لمشاعر زوجته ويجعله أكثر اهتمامًا باحتياجاتها العاطفيّة. بالتالي، يمكن القول إن الاحتضان يؤدّي دورًا أساسيًا في بناء علاقة قويّة ومستقرّة. حيث يشعر الرجل بالاحتواء والتقدير. ممّا يدفعه لأنّ يكون شريكًا أكثر وفاءً واهتمامًا.
في الختام، يُعتبَر الاحتضان بين الزوجين أكثر من مجرّد فعل جسدي. بل هو لغة حقيقيّة للتواصل العاطفي تُسهم في تعزيز الحب والشغف وتحقيق التوازن النفسي في الحياة الزوجية. يساهم الاحتضان في تحسين الصحّة النفسيّة والعاطفية لكلا الزوجين. ممّا يُعزّز الرضا العاطفي ويساعد على بناء علاقة زوجيّة متينة ومستقرّة. ومع ممارسة الاحتضان بانتظام، يجد الزوجان أنفسهما أكثر قربًا وانسجامًا. ممّا يُعزّز من الثقة والاحترام المتبادل ويُجدد مشاعر الحب والشغف بينهما. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على طريقة تعزيز حبّ زوجكِ لكِ.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ فوائد الضم بين الزوجين تُعَدّ واحدة من أفضل الوسائل لتجديد العلاقة الزوجيّة وتقويتها. يعزّز الاحتضان من التواصل الحقيقي بين الشريكين، ويجعل الحياة الزوجيّة أكثر حيويّة وسعادة. أنصح كل زوجين بأن يمنحا وقتًا للاحتضان اليومي، سواء في الصباح لبداية يوم سعيد، أو في المساء لتخفيف ضغوط اليوم. الاحتضان ليس مجرد تقارب جسدي، بل هو تعبير عن حب عميق يملأ العلاقة بالودّ والراحة النفسيّة.