هل هناك رابط بين استهلاك الأطفال والمراهقين لوجبة الإفطار وبين سعادتهم أو الشعور بالرضا في جوانب عدّة من الحياة؟
هذا السؤال أجابت عنه دراسة حديثة نُشرت على الموقع الإلكتروني للمجلّة المتخصّصة بالتغذية ودراسة الجينات “BMC” أجرتها جامعة أنجليا روسكين البريطانيّة وجامعة الأميركتين في الإكوادور، على 154,151 طفل ومراهق مشاركين من 42 دولة حول العالم. حيث ربطت بين ارتفاع وتيرة استهلاك وجبة الإفطار وزيادة الرضا عن الحياة لدى طلّاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا.
على ماذا استندت هذه الدراسة؟
تم، تحضيرًا للدراسة التأكيد على أهميّة استهلاك وجبة الإفطار يوميًّا واتخاذ الخيارات المناسبة كرسائل صحيّة عامّة مهمّة، بهدف تقييم العلاقة بين تواتر الإفطار والرضا عن الحياة لدى عينات كبيرة وتمثيليّة من الأطفال والمراهقين في سنّ المدرسة. واستخدمت هذه الدراسة معلومات من دراسة السلوك الصحي لديهم لقياس الرضا عن الحياة، باستخدام مقياس تقييم شخصي من 0 إلى 10. بحيث تُشير الـ10 إلى أعلى جودة حياة يمكن تصورها، في حين أن الـ0 يُمثّل أسوأ نوعيّة حياة.
مصدر الصورة: Freepik
النتائج: الفطور يرفع مستوى الرضا عن الحياة لدى الأطفال
كشفت الدراسة علاقة شبه خطية بين تناول الفطور كعادة يوميّة وزيادة الرضا عن الحياة لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما من الدول المُشاركة. بحيث سُجِّلت في البرتغال مثلًا، حيث يتناول الأطفال وجبة الفطور يوميًّا، سُجِّلت أعلى مستويات الرضا عن الحياة، في حين لوحِظت أدنى درجة بالرضا عن الحياة لدى الأطفال في رومانيا مثلًا، حيث لا يتناولون الفطور عادةً. وفي هذا السياق يعتبر أستاذ الصحّة العامّة في جامعة أنجليا روسكين وأحد الباحثين المُشاركين في الدراسة، الدكتور لي سميث، إنّ التناقضات التي أظهرتها النتائج بين الدول قد تعود أسبابها الى اختلاف الثقافات وأنماط حياة المختلفة بين بلد وآخر بالإضافة الى العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة فيه.
بالإضافة الى ذلك، كانت دراسات سابقة أجريت على المراهقين قد أظهرت أنّ الذين لا يتناولون الفطور يوميًّا، يعانون من حالات أعلى من القلق والتوتر والاكتئاب ويكون مزاجهم معكّرًا.
وأوصت الدراسة على ضرورة بذل جهود عالميّة إضافيّة لتعزيز زيادة استهلاك وجبة الإفطار بين الأطفال والمراهقين، بالنّظر إلى المزايا الصحيّة المرتبطة بهذه الوجبة خلال هذه المرحلة العمريّة الدقيقة. خاصّةً وأنّ الفطور يوفّر نسبة كافية من الطّاقة والعناصر الغذائيّة اللّازمة لتعزيز التركيز والإدراك، كما يُؤثّر ايجابًا على قدرة الطفل على التعلّم وتنشيط الذاكرة.
نقدّم لك في هذا السياق أفكار لفطور صحّي لطفلك.