تسأل الأمهات عن علاقة الاسنان اللبنية بالاسنان الدائمة وكيفية العناية بها قبل أن تسقط، لذا قابلنا الدكتورة تاتيانا زغيب وكانت هذه المقابلة المفصّلة.
تبدأ الأسنان اللبنية في النمو خلال المرحلة الجنينية لتظهر بعد حوالي 6 أشهر من الولادة. ولأنّك تسألين عن كيفية العناية بها ودورها في نمو طفلك، سألنا الدكتورة تاتيانا زغيب، الحائزة على دبلوم جامعي في طب الأسنان التجميلي والترميمي، مجموعة من الأسئلة على أمل أن نكون قد تناولنا الموضوع من زواياه المختلفة.
1. ما هي الأسنان اللبنية وما هو دورها؟
ينمو في فم كل طفل 20 سنًا لبنيًّا، تلعب دورًا مهمًّا في مساعدة الأطفال الصغار على الكلام والأكل، بالإضافة إلى دورها التجميلي. إنّها أسنان موقّتة، تظهر لفترة معيّنة لنعود ونخسرها كي تنمو مكانها الأسنان الدائمة. تظهر الأسنان اللبنية في سن الطفولة عندما يكون طفلك في مرحلة شرب الحليب كغذاء أساسي، لذا يطلق عليها إسم الأسنان اللبنية، بالإضافة إلى كونها تتمتّع باللون الأبيض أكثر من الأسنان الدائمة.
2. لماذا تسقط الأسنان اللبنية؟ ومتى؟
تسقط الأسنان اللبنية لأنّها لا تعود قادرة على التعايش مع مساحة الفم. في الحقيقة، يكبر الفكّ مع نمو الطفل لذا يحتاج إلى تبديل الأسنان. تبدأ مرحلة تساقط الأسنان اللبنية بشكل عام من سن السادسة وحتى الثامنة. أوّلًا، تتساقط الأسنان الأمامية، بعدها في المرحلة الثانية يسقط الضرس الأوّل والأنياب وأضراس الطاحونة في سن 9 إلى 12. أمّا في المرحلة الثالثة، فيسقط الضرس الثاني بين 11 و13 سنة.
3. لم علينا الإهتمام بالأسنان اللبنية؟ وكيف؟
نهتم بالأسنان اللبنية لأنّنا بذلك نساعد الطفل على تناول الطعام بطريق سهلة ومن دون ألم. بالإضافة إلى أنّ تسوّس الأسنان اللبنية قد يسبب إلتهاب للسن الدائم الذي يكون في مرحلة التكوّن تحت اللثّة.
لتنظيف الأسنان اللبنية، ننصح باستخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد لأنّه يحمي الأسنان اللبنية من إمكانية التعرّض للتسوّس. في التفاصيل، يجب وضع معجون الأسنان على الفرشاة بحجم حبّة البازلاء وليس أكثر للأطفال ما بين 3 إلى 6 سنوات وما فوق. أمّا مقدار حبّة الأرز، فيُنصح بوضعها للأطفال الذين هم بعمر أقلّ من 3 سنوات. يجب أنّ نعلّم الطفل منذ صغره أن يقف على المرآة لينظّف أسنانه على أن نساعده في البداية ليتمكّن من تنظيفها بالطريقة الصحيحة. يجب أن نعلّمه أيضًا أن يبسق المعجون مع تفادي غرغرة المياه بعد ذلك. لأنّه من المهم أن يبقى الفلورايد على الأسنان لحمايتها من التسوّس.
4. ما هي العلامات التي تستدعي تدخّل طبيب الأسنان في سن مبكر؟
الحالات التي تستدعي تدحّلًا طبيًّا هي: حساسية الأسنان، الألم، رائحة الفم الكريهة، ظهور خراج الأسنان أو في حال سقوط الطفل على أسنانه الأمامية، جميعها علامات مهمّة لتتّصلي بالطبيب فورًا!
5. في أي عمر يبدأ الطفل بزيارة طبيب الأسنان؟ ما الهدف من ذلك؟
أوّل زيارة للطفل عند طبيب الأسنان يجب أن تكون في عمر السنة ليتأكّد الطبيب من صحة الأسنان والفم، كما يمكنه الكشف عن التسوّس الذي يطال الأطفال الصغار نتيجة كثرة استخدام قنينة الحليب، بالإضافة إلى تأكّده من صحة اللثة.
في عمر السنة، لا يكون الموعد الأوّل لدى طبيب الأسنان مقلقًا للطفل لأنّه في هذا العمر لا يرفض زيارة الطبيب، لذا يستطيع التأقلم. بالإضافة إلى ذلك، إنّ الزيارة الأولى في سن مبكر تبني علاقة ثقة بينه وبين طبيب الأسنان.
6. نصائح على كل أم أن تعرفها للعناية بأسنان طفلها اللبنية
أنصح كل أمّ منذ الولادة أن تبدأ بتنظيف لثّة طفلها الرضيع وفمه بمنشفة رطبة، وبخاصّةٍ عند ظهور أوّل سنّ. يمكنها أن تشتري فرشاة أسنان ناعمة مع معجون خاص غنيّ بالفلورايد، وتبدأ بتنظيف أول سن لطفلها مرّتين في اليوم.
كما من المهم منع الطفل من وضع إصبعه أو الألعاب في فمه تجنّبًا للعدوى. عادةً، في سن مبكر، لا تتكوّن البكتيريا التي تسبب التسوّس من تلقاء نفسها ولكتّها تأتي من الأشياء التي يضعها الطفل في فمه.
كما يجب تجنّب تقبيل الطفل في فمه، وعدم استخدام الملعقة نفسها معه. من الضروري أن يكون لدى الطفل فرشاة الأسنان الخاصة به على أن يتم تجفيفها بالهواء وعدم تغطيتها.
أمّا بالنسبة لزيارة طبيب الأسنان بعد السنة، فيجب أن تكون كل 6 أشهر لأنّ التسوّس لدى الأطفال ينمو بشكل سريع ويصل الى العصب بسرعة أكثر من الكبار.
أخيرًا، تذكّر الدكتورة الأهل بأنّه يجب الإعتناء بالأسنان اللبنية وعدم إهمالها بحجّة أنّها ستسقط يومًا ما. فالأسنان اللبنية المسوّسة تسبب إلتهاب الأسنان الدائمة التي تكون في حال تكوّن تحت اللثة.