كيف يمكن علاج الحرقان المعده للحامل في المنزل؟ تحمل فترة الحمل في طيّاتها الكثير من التحدّيات الجسديّة والنفسيّة للمرأة ومن بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل يظهر الشعور بالحرقة، الذي عادةً ما ينتج عن ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، ممّا يمكن أن يزيد من شعور الحامل بالتعب ويؤثّر على راحتها اليومية، وقد تظهر هذه الحال بشكل خاص في الثلث الثاني والثالث من الحمل.
سنتناول في هذا المقال أسباب هذه المشكلة وتأثيرها على الحامل، وسنستعرض أيضًا بعض الخطوات العلاجيّة المنزليّة الموصى بها للتخفيف من الحرقان المعدي، وستُقدَّم لك هذه المعلومات المفيدة بناءً على دراسات علميّة موثوقة، لضمان حصولك على الأدوات المناسبة لمواجهة هذه المشكلة.
الأسباب المحتملة لمعاناة المرأة من الحرقة خلال الحمل
تحدث الحرقة في المعدة نتيجة تغيّرات هرمونية وجسدية تصاحب الحمل، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج الحرقان المعده للحامل ، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
تشمل هذه التغيّرات زيادة في هرمون البروجستيرون، الذي يساهم في استرخاء العضلات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الصمام الموجود بين المعدة والمريء، عندها يمكن لأحماض المعدة أن ترتفع نحو المريء مسبّبةً الشعور بالحرقة. فبحسب موقع Kids Health في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “How Can I Deal With Heartburn During Pregnancy?”، قد تتسبب هرمونات الحمل في ارتخاء الصمام الموجود عند مدخل المعدة، مما يمنعه من الإغلاق بشكل صحيح، ويسمح بارتجاع محتويات المعدة الحمضيّة إلى المريء، ويمكن أن يتفاقم هذا الوضع في مراحل الحمل المتقدّمة عندما يضغط الرحم بشكلٍ أكبر على المعدة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
إضافةً إلى ذلك، مع تقدّم الحمل، ينمو حجم الرحم بشكل كبير ليدعم نمو الجنين داخل الرحم ويبدأ بالضغط على المعدة، ممّا يزيد من احتمال ارتجاع الأحماض المعدية، كما أنّ إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي وزيادة حساسية الجهاز الهضمي قد تسهم أيضًا في ظهور هذه الحال.
تأثير هذه المشكلة على الحامل
لا يقتصر تأثير الحرقان المعدي على الجوانب الجسديّة فقط، بل يمتدّ ليشمل الجانب النفسي أيضًا، لذا قبل أن نكشف لكِ عن طرق علاج الحرقان المعده للحامل في المنزل، سنعرض بعض الآثار الجانبية التي قد تنجم عن هذه الحال:
يمكن أن يؤثّر الشعور المتكرّر بالحرقة على راحة الحامل ويزيد من قلقها، خاصّةً إذا كانت تعاني منه خلال الليل، الأمر الذي يتسبب في مواجهة الأرق وقلّة النوم، ممّا يؤثّر على نوعية حياتها بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبّب الحرقان في تقليل رغبة الحامل في تناول الطعام بسبب الشعور بالخوف من تفاقم العوارض، ممّا قد يؤثّر على تغذيتها بشكلٍ سلبي، وبالتالي على صحّتها وصحّة الجنين، لذا فإنّ البحث عن علاج الحرقان المعده للحامل يصبح أمرًا ضروريًا في هذه الحال للحفاظ على سلامة الحمل.
الخطوات العلاجيّة المنزليّة الموصى بها
توجد العديد من الخطوات البسيطة التي يمكن للحامل اتّباعها بهدف علاج الحرقان المعده للحامل ، وهي غالبًا ما تتضمّن تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، ويمكن أن تكون فعّالة في تقديم راحة كبيرة من الحرقان، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، يُفضَّل تقسيمها إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، فهذا يمكن أن يقلّل من الضغط على المعدة ويساعد في تجنّب ارتجاع الأحماض.
- تجنب الأطعمة المسببة للحرقان: من المهم تجنّب تناول الأطعمة التي تزيد من إفراز الأحماض في المعدة مثل الأطعمة الحارة، الدهنية، والمقلية، بالإضافة إلى الشوكولاتة، القهوة، والمشروبات الغازية.
- شرب كميات كافية من الماء: يُفضَّل شرب كميات صغيرة من الماء على مدار اليوم بدلًا من شرب كميات كبيرة مرّة واحدة، فهذا يساعد في تخفيف تركيز الأحماض في المعدة.
- النوم برأس مرفوعة: يُنصح برفع الرأس قليلًا عند النوم، باستخدام وسائد إضافية، للحدّ من ارتجاع الأحماض أثناء الليل، فوفقًا لموقع Health Line في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “What Is the Impact of Heartburn If You Are 36 Weeks Pregnant?”، قد تكون حرقة المعدة في أواخر الحمل مزعجة جدًا، وغالبًا ما تزداد سوءًا خلال الليل، ويحدث ذلك لأنّ الاستلقاء على الظهر يسهّل ارتداد حمض المعدة إلى المريء، لذا من الأفضل تجنّب هذه الوضعيّة والمحافظة على نوم برأس مرفوعة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- ارتداء ملابس مريحة: قد تزيد الملابس الضيقة من الضغط على المعدة، لذا يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة ومريحة لتقليل هذا الضغط.
- تجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل: من الأفضل تجنّب الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرةً، والانتظار لمدة 2-3 ساعات قبل النوم للسماح للمعدة بهضم الطعام.
الحمل هو مرحلة تحتاج فيها المرأة إلى عناية خاصّة بصحّتها لتجاوز التحديات التي قد تواجهها، لذا من خلال اتّباع الخطوات العلاجيّة المنزليّة المذكورة، يمكن للحامل التخفيف من تأثير هذه المشكلة بشكلٍ كبير، ومع ذلك، إذا استمرّت العوارض أو تفاقمت، يجب استشارة الطبيب للحصول على مشورة طبية مختصّة، وبهذه الطريقة، يمكن أن تكون فترة الحمل أكثر راحة وأقلّ توترًا، ممّا يعزّز من تجربة الأمومة بشكل إيجابي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على العلاقة بين الحمل ومشاكل الجهاز الهضمي.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل تعديل النظام الغذائي والنوم بشكل صحيح يمكن أن يكون له تأثير كبير على جودة حياة الحامل، لذا يجب عليها دائمًا البحث عن الحلول الطبيعيّة والمأمونة قبل اللجوء إلى العلاجات الدوائية، التي يجب أن تكون تحت إشراف طبي، ولكن من المهمّ التذكير بأهميّة العودة إلى الطبيب المختصّ قبل تطبيق أيّ نصيحة مهما كانت.