تبحثين عن شيء يوقف الكحة بسرعة للأطفال، خاصّةً إذا كان طفلك بعمر صغير لا يسمح له بأخذ الأدوية المُخصّصة لذلك؟
يُعتبر السّعال من الأمور الشائعة والعاديّة التي يُعاني منها الأطفال. ونظرًا للتوصيات الطبيّة بعدم إعطاء أدوية السعال للأطفال الذين لم يتخطّوا العامين، يتوجّب علينا التركيز على الرّعاية المنزلية والعلاج بالطرق الطبيعيّة. وبجميع الأحوال ينبغي عادةً مراجعة الطبيب لتحديد السبب الذي أدّى الى هذا السعال وتقديم العلاج المناسب في حال كان السبب مرضيًّا وبحاجة إلى علاج دوائي. فما هي المُسبّبات المُتوقّعة للسعال لدى الأطفال، متى يتوجّب عليك زيارة الطبيب؟ على أيّ أساس يتمّ إعطاء أدوية السعال للأطفال وما هي العلاجات الطبيعيّة؟
مسبّبات السعلة لدى الأطفال
تختلف الأسباب المؤدّية الى السعال لدى الأطفال، وقد تكون بسيطة وعرضيّة، كما قد تكون نتيجةً لإصابة الطفل بفيروسات أو أمراض مُعيّنة. ومن أبرز هذه الأسباب:
- جسيمات صغيرة في الهواء ناتجة عن تلوث الجوّ أو الدخان الذي يتعرّض له الطفل.
- حساسيّة الطفل على مواد معيّنة مثل الغبار أو الحيوانات الأليفة، أو الحساسيّة الموسميّة على الأزهار مثلًا، قد تتسبّب بسعال تحسّسي مُستمرّ لدى تعرّض الطفل لأي منها.
- الربو الذي يسبّب معاناة الطفل من أزمات ربو تصاحبها نوبات سعال قويّة، تستدعي تدخّل فوري.
- الأمراض الفيروسيّة، كالإنفلونزا والزكام.
- التهاب الحلق، النّاتج غالبًا عن التهاب بسيط أو التهاب الحلق الفيروسي، ويُسبّب السعال الجاف.
- التهاب الشعب أو القصبات الهوائيّة، أو البرونشيتتس، ويُؤدّي الى سعال مصحوب بالزفير.
مصدر الصورة: Freepik
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
إذا كان الطفل يعاني من سعال دائم، لا يتحسن حتى بعد استخدام العلاجات المنزليّة الطبيعيّة، أو إذا ترافق السّعال مع عوارض أخرى، يجب زيارة الطبيب لتقييم حالة الطفل بشكل أفضل وإعطاء العلاج بناءً على المُسبّب الذي سيشخّصه. وأبرز الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب على الفور هي:
- سعال شديد ومستمر بلا توقّف يصاحبه صوت غريب كالسعال الذي يسمّى “الديكي” أو لا يسمع صوت الزفير في الصدر.
- حمّى مرتفعة مع السعال: قد تُشير الى عدوى بكتيرية بحاجة إلى علاج بالمضادات الحيويّة.
- صعوبة في التنفس تصحب السّعال: قد تُشير إلى التهاب الشعب الهوائية أو نقص الأكسجين، وتُعدّ خطيرة الى حدٍّ ما.
- القيء المستمر، صعوبة في الشرب والأكل، أو فقدان الوعي: قد تُشير الى مشاكل تتطلب التدخل الطبي السريع.
هل يجب إعطاء الأطفال أدوية السعال؟
بشكل عام، يُنصح بتجنّب إعطاء الأطفال أدوية السعال من دون استشارة ووصفة طبيّة، لأنّها كغيرها من الأدوية قد تُؤدّي الى نتائج غير مرجوّة في حال تمّ استهلاكها بشكل غير آمن وغير مُوجّه من الطبيب. وقبل البدء بإعطاء أي دواء سعال للطفل، ينبغي زيارة الطبيب الذي سيقوم بتشخيص حالة الطفل ويُحدّد مُسبّب السعال ويقرر ما إذا كانت الحالة تستدعي علاج بالدواء أوّلًا، وثانيًا ما إذا كان الدواء المطلوب هو للسعال أم للحالة المُسبّبة له.
ولدى اختيار الدواء المُناسب يتم أخذ بعض النقاط المهمة بعين الاعتبار:
- أسباب السعال، فيعتمد علاج السعال لدى الأطفال الذي سيقترحه الطبيب على علاج المُسبّب. فيصف السيروبات المضادة للسعال عند الحاجة لها، والمضادات الحيوية في حالات التهابات بكتيرية، والعلاجات الموضعية مثل البخاخات في حالات الربو مثلًا.
- عمر الطفل: يلعب دورًا هامًا في تحديد نوع الدواء والجرعة المناسبة. إذ تختلف الأدوية المُستخدمة لعلاج السعال باختلاف عمر الطفل المناسب لاستخدامها ووزن الطفل أيضًا. وتجدر الإشارة هنا الى أنّ الأطباء يوصون بعدم إعطاء أدوية السعال للأطفال الذين لم يتخطّوا السنتين من العمر، لأنّ بعض الأدوية غير ملائمة أو غير آمنة للاستخدام عند الرُضّع.
مصدر الصورة: Freepik
علاجات السعال المنزليّة الطبيعيّة
تبقى دائمًا العلاجات المنزليّة الخيار الأوّل في العديد من حالات السعال لدى الأطفال إذ يُمكن أن يتحسّن الطفل من دون الحاجة إلى الأدوية. وفي ما يلي بعض العلاجات الطبيعيّة:
- شرب السوائل بكثرة يساعد في ترطيب الحلق والتخلص من البلغم.
- العسل، عبر إضافة ملعقة صغيرة من العسل إلى كوب من الماء الفاتر أو إلى الشاي الأخضر لتسكين الحلق وتقليل السعال. ولكن لا يُنصح بإعطاء العسل الأطفال ما دون السنتين.
- الليمون، الذي يحتوي على فيتامين سي ومواد مضادة للبكتيريا، ويمكن إضافة عصيره إلى ماء دافئ مع العسل كمشروب مهدئ للحلق ومقلّل السعال.ولكن لا يُنصح بإعطاء العسل الأطفال ما دون السنتين
- الزنجبيل الطازج، يعتبر مضادًا للالتهابات ومهدئًا للحلق أيضًا، يُستخدم عن طريق تقطيعه شرائح وغليها في الماء، ويمكن إضافة العسل لتحسين الطعم.
- التعرّض للبخار، عن طريق استخدام مرطب الهواء في الغرفة الذي يُمكن إضافة الزيوت العطريّة الطبيعيّة على سائله، أو الاستحمام بالماء الساخن مثلًا والبخور الموجه نحو الوجه. ما يُساعد في ترطيب الجهاز التنفسي وتسهيل تنظيف البلغم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، لا يجب إعطاء أدوية السعال للأطفال من دون استشارة طبية، خاصّةً لعلاج السعال لدى حديثي الولادة. إذ إنّ دور الطبيب أساسي في تقييم الحالة وتحديد الخطوات العلاجية المناسبة. ولكن يُمكن التخفيف من حدّة السعال من دون الحاجة الى الأدوية المُخصّصة لذلك باستخدام العلاجات المنزليّة التي ذكرناها سابقًا.