سؤال اليوم: طفلي يهز نفسه وهو جالس فهل هو بخير؟ تعرّفي على الجواب الصحيح معنا في هذا المقال الجديد على موقعنا، حيث سنكشف لكِ من خلاله عن الأسباب المحتملة لهذه المشكلة وعلاقتها بالأمراض النفسية التي تصيب الاطفال، بالإضافة إلى شرح بعض التفاصيل عن العلاجات المتوفّرة.
تعتبر مراقبة سلوكيات الأطفال وفهمها من الأمور الأساسية في تربيتهم ورعايتهم، حيث أنّ بعضها قد يثير قلق الأهل مثل رؤية الطفل يهز نفسه أثناء الجلوس، وقد يكون لهذا السلوك أسباب متعددة تتراوح بين الأسباب الصحية والنفسية، وقد يكون مجرد عادة عابرة أو إشارة لمشكلة أكبر.
الأسباب الصحيّة المحتملة
طفلي يهز نفسه وهو جالس فما هي الأسباب؟ سنكشف لكِ عن العوامل الصحيّة التي قد تؤثّر على الطفل في هذه الحال، وتشمل:
اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو مجموعة من الاضطرابات العصبية التطورية التي تؤثر على التواصل والسلوك، وغالبًا ما يُظهر الأطفال المصابون به سلوكيات نمطية ومتكرّرة، مثل هز الجسم، حيث تساعدهم على التخلّص من التوتر والقلق وتجعلهم يشعرون بالراحة في بيئة قد تكون لهم غير متوقعة أو مربكة.
اضطرابات المعالجة الحسية
تحدث الاضطرابات الحسية عندما يواجه الدماغ صعوبة في استقبال وتنظيم المعلومات الحسية من البيئة، فيمكن أن يعاني الأطفال من فرط الحساسية أو نقصها تجاه المؤثرات البيئية.
على سبيل المثال، إنّ الطفل الذي يعاني من فرط الحساسية قد يهز نفسه لمحاولة تقليل التحفيز الحسي الزائد، بينما إذا كان يعاني من نقصها قد يهز نفسه لزيادة التحفيز الحسي الذي يحتاجه جسمه.
الاضطرابات العصبية الأخرى
قد تؤدي العاناةمن بعض الاضطرابات العصبية الأخرى إلى فعل سلوكيات غير اعتيادية مثل هز الجسم، فقد يكون هناك خلل في وظائف الجهاز العصبي أو مشاكل في تطوير المهارات الحركية الدقيقة، وقد تشمل الشلل الدماغي أو اضطرابات النمو الأخرى، لذا من المهم إجراء تقييم طبي شامل لتحديد السبب الجذري لهذه السلوكيات.
الأسباب النفسيّة المحتملة
طفلي يهز نفسه وهو جالس فما هي العوامل النفسيّة التي قد تكون خلف هذه المشكلة؟ سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها تأثيرًا:
القلق والتوتر
إنّ الشعور بالقلق والتوتر من الأسباب الشائعة لفعل بعض السلوكيات مثل هز الجسم عند الأطفال، وقد يكون ذلك نتيجة حصول تغييرات في بيئته أو ضغوط اجتماعية، مثل بدء المدرسة أو الانتقال إلى منزل جديد، لذا يمكن أن يعبر عن توتّره بطرق غير لفظية، وسلوكيات مثل هز الجسم الذي يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المشاعر السلبيّة أو محاولة التخفيف منها.
البحث عن الراحة الذاتية
قد يجد الطفل في الهز وسيلة للتهدئة الذاتية، فالحركة الإيقاعية يمكن أن تكون مريحة ومهدئة، خاصة في المواقف التي يشعر فيها بعدم الأمان أو الضغط، ويكون هذا السلوك متكرّرًا لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبات في النوم أو يعانون من القلق الليلي، حيث يكون وسيلة للتعامل مع هذه المشاعر وتحقيق الراحة الذاتية.
السلوك المكتسب
في بعض الحالات، قد يكون الهز سلوكًا مكتسبًا من خلال الملاحظة، فالأطفال يميلون إلى تقليد السلوكيات التي يرونها من حولهم، سواء من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، لذا إذا كان الطفل قد لاحظ شخصًا ما يقوم بهذا السلوك، فقد يبدأ في تقليده كنوع من البحث عن الاهتمام أو كوسيلة للشعور بالتواصل مع الآخرين، لذا قد يكون هذا الفعل ناتجًا عن التعلّم الاجتماعي.
النصائح العلاجيّة الموصى بها
طفلي يهز نفسه وهو جالس فما هي العلاجات المتوفّرة لحاله؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات لضمان علاج طفلكِ من تأثيرات هذه المشكلة، وتشمل:
التقييم الطبي
إذا لاحظ الأهل أن الطفل يهز نفسه بشكل متكرر، فمن المهم استشارة طبيب الأطفال لإجراء تقييم طبي شامل، حيث يمكن أن يقوم الطبيب بتحويلهإلى مختصّي الأعصاب أو التوحد، أو مختصّي معالجة الحواس للحصول على تشخيص دقيق بعد تقييم الفحص الجسدي والنفسي وإجراء اختبارات التطور العصبي.
العلاج الوظيفي
يمكن أن يكون العلاج الوظيفي فعّالًا جدًا في حالات اضطرابات المعالجة الحسية، حيث يُقيّم المختصّ استجابة الطفل للمثيرات الحسية ويعمل على تطوير برامج علاجية مخصصة لتحسينها، وقد تشمل ممارسة تمارين حسية وأنشطة تهدف إلى تحسين تكيفه مع المحفزات البيئية، على سبيل المثال، يمكن أن تشمل الأنشطة استخدام الألعاب الحسية أو تقنيات الضغط العميق التي تساعد في تنظيم التحفيز الحسي.
العلاج السلوكي
يعدّ العلاج السلوكي خيارًا فعالًا للأطفال الذين يعانون من القلق أو التوتر، حيث يمكن أن يساعدهم المعالج على تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع مشاعرهم وتعلم سلوكيات أكثر ملاءمة للتعبير عنها.
يمكن أن يشمل العلاج السلوكي تقنيات مثل العلاج باللعب، الذي يسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم من خلال الأنشطة التفاعلية، ويمكن أيضًا استخدام تقنيات التعزيز الإيجابي لمساعدةتهم على تطوير سلوكيات بديلة وإيجابية.
الدعم النفسي
لا يقتصر الدعم النفسي فقط على الطفل، بل يمتد ليشمل الوالدين أيضًا، لذا يمكن لجلسات العلاج النفسي أن تساعد الأهل على فهم احتياجات طفلهم بشكل أفضل وتعلمهم كيفية تقديم الدعم المناسب.
يمكن أن يكون العلاج الأسري مفيدًا أيضًا في تحسين التواصل داخل الأسرة وتعزيز فهم الأفراد لبعضهم البعض، ويمكن أن يشمل ذلك ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل للمساعدة في تقليل مستويات التوتر لدى الطفل.
البيئة الداعمة
يمكن أن تساعد تهيئة بيئة داعمة ومريحة للطفل في تقليل السلوكيات المقلقة مثل هز الجسم، ويمكن أن تشمل توفير الألعاب الحسية والأنشطة التي تساعد على استرخائه، ومن المهمّ أيضًا خلق روتين يومي مستقرّ يوفر له الشعور بالأمان والراحة، لذا يمكن اعتماد تقنيات الإضاءة المناسبة، والحد من الضوضاء، وتوفير مكان هادئ للاسترخاء مثلًا.
من خلال الاستعانة بالمختصّين وتقديم العلاج المناسب، يمكن للأهل مساعدة طفلهم على التكيف والنمو بشكل صحي وسليم، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عادات غير فعّالة في التربية تجعل طفلك قلقًا ومترددًا.