يُعتبَر استخدام الزعتر للكحة عند الأطفال واحد من العلاجات الطبيعيّة الشائعة التي يلجأ إليها الكثير من الأهل للتخفيف من عوارض هذه المشكلة التي يعاني منها أطفالهم والتي تُعَدّ من بين المشاكل الشائعة عند الأطفال، حيث يعرف هذا النوع من النباتات بفوائده المتعدّدة في تحسين صحّة الجهاز التنفّسي، ولذا فإنّه يُستخدم في كثير من الوصفات الشعبية لعلاج مشاكل التنفس والسعال.
في هذا المقال، سنتطرّق إلى الأسباب الشائعة للكحة عند الأطفال، ونستعرض الأضرار المحتملة للكحّة المستمرّة، ثمّ نوضح كيفية استخدام الزعتر بطرق آمنة وفعالة لعلاج الكحة لدى الأطفال، وأخيرًا، سنختم بتقديم نصائح قيّمة تضمن تحقيق أفضل النتائج من استخدام هذه النبتة.
العوامل التي تؤدّي إلى معاناة الطفل من الكحّة
تتنوّع الأسباب التي قد تؤدّي إلى معاناة الطفل من الكحّة، وتختلف باختلاف العوامل المحيطة به وظروفه الصحيّة، ويمكن أن تكون هذه المشكلة نتيجة للمعاناة من حالات مرضيّة بسيطة أو علامة على وجود مشاكل صحيّة تحتاج إلى اهتمام خاص، لذا قبل أن نكشف لكِ عن طريقة الزعتر للكحة عند الأطفال سنطلعكِ على أبرز العوامل المؤدّية إلى المعاناة من هذه الحال:
- العدوى الفيروسية: تعدّ العدوى الفيروسيّة مثل نزلات البرد والإنفلونزا من الأسباب الأكثر شيوعًا للكحّة عند الأطفال، حيث أنّها تؤدي إلى التهاب في الجهاز التنفسي وزيادة إنتاج المخاط، ممّا يسبب الكحة كوسيلة للجسم لطرد المخاط والمؤثّرات الأخرى. فوفقًا لموقع المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health، يمكن أن يكون السعال رطبًا، مثل السعال المصحوب بالبلغم، أو جافً، مثل السعال التحسّسي، وعادةً ما تكون هذه الحال ناتجة عن التهابات الجهاز التنفسي العلوي (URTIs)، التي تسببها الفيروسات بشكل أساسي، وبالتالي، فإن السعال الحاد الناتج عن الفيروس هو أكثر عوارض الجهاز التنفسي انتشارًا في جميع أنحاء العالم. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- الحساسية: قد يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه مكونات معيّنة في البيئة مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو حتى شعر الحيوانات الأليفة، ممّا يؤدي إلى حساسية في الحلق ويسبّب كحّة مستمرّة.
- الربو: الربو أو الحساسية الصدرية هي حال مرضيّة مزمنة تؤثّر على الشعب الهوائية وتسبب تضيقًا فيها، ممّا يؤدي إلى صعوبة في التنفس وكحّة مزمنة، وعادةً ما تتفاقم هذه المشكلة خلال الليل أو بعد ممارسة الأنشطة البدنيّة.
- الارتجاع المعدي المريئي: يعاني بعض الأطفال من ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء، ممّا يسبب التهاب الحلق والكحّة المستمرة، وهذه الحال معروفة بالارتجاع المعدي المريئي وقد تكون سببًا غير متوقَّع للكحّة.
أضرار كحّة الطفل باستمرار
لا تؤثّر الكحة المستمرة عند الأطفال فقط على صحّتهم الجسديّة، بل قد تترك أيضًا تأثيرات سلبيّة على حياتهم اليوميّة والنفسيّة، لذا من المهم معالجة هذه المشكلة بشكل سريع لتجنب الأضرار التي قد تنتج عن استمرارها لفترة طويلة، لذا قبل أن نكشف عن الزعتر للكحة عند الأطفال ، سنكشف لكِ عن أضرارها في ما يلي:
- الإرهاق والتعب: يمكن أن تسبب الكحة المستمرة اضطرابات في النوم لدى الأطفال، ممّا يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق والتعب، فعدم الحصول على النوم الكافي يؤثّر على نشاط الطفل اليومي وقدرته على التركيز والتعلّم.
- الآلام العضلية: تتسبّب الكحّة المتكرّرة في إجهاد عضلات الصدر والبطن، ممّا يؤدي إلى شعور الطفل بالألم، وقد يتفاقم هذا الشعور مع مرور الوقت إذا لم يتم علاج هذه المشكلة بشكل مناسب. وبحسب موقع Medical News Today في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “What causes lower back pain when coughing?”، في بعض الأحيان، قد يتسبّب السعال الشديد أو المفاجئ في ضغط غير متوقّع على الظهر، ممّا قد يؤدّي إلى إصابة مؤقّتة مثل شدّ عضلي، وقد يشير الأطبّاء إلى هذه الحال على أنّها عضلة متوتّرة، وقد يزداد الألم حدّة مع بعض الوضعيات أو الأنشطة، بما في ذلك السعال. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- تفاقم الحال الصحيّة: في حال ترك الكحّة بدون علاج، يمكن أن تتفاقم الحال الصحيّة للطفل، ممّا يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب الشعب الهوائية أو حتى التهاب الرئة، وهذه الحالات قد تتطلّب علاجات مكثّفة وتستدعي التدخل الطبي.
- التأثير النفسي: قد يشعر الأطفال الذين يعانون من الكحّة المستمرة بالإحراج أو القلق، خاصّةً إذا كانت الكحة ملحوظة في المدرسة أو في الأماكن العامّة، ممّا قد يؤثر سلبًا على نفسيّتهم وعلى تفاعلهم الاجتماعي.
نصائح تضمن علاج الكحة عند الطفل باستخدام الزعتر
إنّ استخدام الزعتر للكحة عند الأطفال ليس مجرّد علاج طبيعي بل هو أيضًا وسيلة فعّالة وآمنة إذا ما تمّ استخدامه بالطريقة الصحيحة، حيث يمكن لهذه العشبة أن تساعد في تهدئة الكحّة وتخفيف حدة العوارض بشكل كبير، ومن أهمّ فوائدها:
- تحضير شاي الزعتر: لتحضير شاي الزعتر، إغلي كميّة مناسبة من الماء ثم أضيفي إليها ملعقة صغيرة من الزعتر المجفف، واتركي المشروب ليُنقَع لمدّة 10 دقائق قبل تصفيته، كما يمكنك تحليته بالعسل الطبيعي لجعله أكثر قبولًا لدى الأطفال، ويُنصح بتقديمه مرّتين إلى ثلاث مرّات يوميًا لتخفيف الكحّة وتهدئة الحلق.
- استنشاق بخار الزعتر: يمكن استخدام بخار الزعتر كعلاج فعّال لفتح المجاري التنفسيّة وتخفيف الاحتقان، لذا ضعي أوراق الزعتر الطازجة في ماء مغلي، ثم دعي الطفل يستنشق البخار المتصاعد بلطف، فهذا العلاج يساعد على تخفيف الاحتقان وتحسين التنفس.
- استخدام زيت الزعتر: يمكن أن يكون زيت الزعتر العطري علاجًا مريحًا عند استخدامه في التدليك، لذا امزجي بضع قطرات منه مع زيت حامل مثل زيت الزيتون، ثم دلّكي صدر الطفل بلطف، فهذا يُساعد في تهدئة الجهاز التنفسي وتقليل الكحّة.
- الجرعات المناسبة: من الضروريّ التأكّد من استخدام الجرعات المناسبة وعدم الإفراط في استخدام الزعتر، خاصة عند الأطفال، فاستخدام كميات معتدلة يضمن تحقيق الفائدة بدون التعرّض لأيّ آثار جانبيّة غير مرغوبة.
في الختام، يمكن القول إن الزعتر للكحة عند الأطفال هو علاج طبيعي قديم وفعّال يمكن أن يساعد في تخفيف عوارض الكحّة وتحسين حال الجهاز التنفسي لدى الأطفال، ولكن يجب دائمًا مراعاة الجرعات المناسبة واستشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي علاج طبيعي، لضمان الحفاظ على سلامة الطفل وعدم تعريضه لأي مخاطر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ 5 نصائح تضمن علاج الكحة للأطفال بفعالية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن استخدام الزعتر كعلاج للكحة لدى الأطفال هو خيار جيّد، خاصّةً في الحالات التي تكون فيها الكحة نتيجة عوامل بسيطة مثل نزلات البرد أو الحساسية، ومع ذلك، يجب أن يكون الأهل على دراية تامّة بحال أطفالهم الصحيّة وتجنّب الإفراط في استخدام أيّ نوع من الأعشاب بدون استشارة طبية، فالعناية بصحّة الأطفال تتطلّب توازنًا بين العلاجات الطبيعيّة والطبّ الحديث لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة لهم.