عندما نتكلّم عن أسرّة الأطفال الرضع، أوّل فكرة تتبادر إلى أذهاننا هي "المهد التقليدي"، سواءً كان مصنوعاً من الخشب أو من القماش… ولكن، هل فكّرتِ يوماً في وضع رضيعكِ داخل علبة من كرتون المقوّى؟ قد تبدو الفكرة مجنونة وغريبة، ولكنّها تُطبّق فعلياً في فنلندا، ولسبب مهمّ!
ما السبب وراء هذه العادة؟
في هذا البلد الأوروبي، تبدأ حياة الطفل المولود حديثاً مهما كانت طبقته الإجتماعية بالطريقة نفسها؛ فالحكومة تزوّد كلّ عائلة تترقب مولوداً جديداً بعلبة مجانية ملوّنة من الكرتون المقوّى، والتي تحتوي على:
- فرشة، بطانية، كيس النوم، لحاف وشراشف
- ملابس للرضع بسماكة مختلفة تناسب مختلف أحوال الطقس
- قفازات، جوارب وقبعات
- عدّة كاملة للإستحمام والإهتمام بالرضيع كمقص الأظافر، ميزان الحرارة، كريم لتغيير الحفاضة، فرشاة للشعر وغيرها…
- حفاضات قماشية للإستعمال المتكرّر
- مناديل قماشية متعدّدة الإستعمالات
- كتاب قماشي ملوّن وعضاضة
تجدر الإشارة إلى أن الفرشة ومستلزمات النوم مخصّصة لمقاس علبة الكرتون، والتي تستعمل لنوم الرضيع.
الهدف من هذا الإجراء هو تأمين عدّة كاملة تتيح للأهل بدء حياتهم مع مولودهم الجديد براحة، دون أن تقف العوائق الإقتصادية في وجه حصول ذلك. وتأكيداً على فعالية هذه الطريقة، تشير الإحصاءات إلى أنّ الأهل في فنلندا هم من الأسعد حول العالم!
وبالعودة إلى نوم الرضع في علب الكرتون، أثبتت التجربة الفنلندية أنّها أكثر أماناً من السرير التقليدي، لتنخفض نسب موت الرضع حسب متلازمة الموت المفاجئ بشكل لافت منذ البدء بتطبيق هذا البروتوكول.
فتركيبة العلبة وحسب رأي الخبراء لا تعرّض الرضيع، وبالأخص المولود حديثاً لخطر الإختناق مثلاً جراء مصدات الإصطدام التي يتمّ وضعها على المهد الخشبي، كما أنّ هناك عوامل خطر عديدة موجودة في سرير الرضيع تخلو منها علب الكرتون، كالبطانيات الكبيرة، الوسادات والدمى المحشوة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الطفل الرضيع يستطيع النوم في هذه العلبة المزوّدة من الحكومة حتّى بلوغه الشهر السادس أو حتّى أحياناً الثامن حسب طوله.
هذه الفكرة بدأت تلقى رواجاً حول أنحاء العالم، إذ يتمّ إعتمادها بشكل غير رسمي أيضاً في الولايات المتحدّة، من قبل شركات خاصّة تصنّع هذه العلب مقابل مبلغ مقبول من المال.
تنبيه: لا يجوز التمثلّ بهذه الطريقة عشواءياً ووضع الطفل في أي علبة من الكرتون للنوم، بل يجب أن تكون مصنّعة خصيصاً لهذا الهدف حسب تعليمات محدّدة للسلامة والتهوئة، وأن تكون مزوّدة بفراش مخصص بمقاس لا يترك أي مجال لإنزلاق الطفل على أحد الجوانب!
إقرئي المزيد: تحذير: لا ترتكبي هذا الخطأ الشائع والقاتل في سرير طفلكِ!