يعتبر سبب صغر بطن الحامل موضوعًا يشغل اهتمام الكثير من النساء. وخاصّةً عند ملاحظة أنّ بطنهنَّ قد يبدو أصغر مقارنةً ببطون نساء أخريات في نفس فترة الحمل. وغالبًا ما يرافق صغر بطن الحامل أسئلة وقلق حول صحة الجنين وسلامة الحمل. مما يدفع الحوامل إلى البحث عن تفسيرٍ علمي لهذا الأمر. في بعض الأحيان، يُعتقَد أنّ صغر البطن يدل على صغر حجم الجنين أو حتى على نوعه. إذ تنتشر آراء تشير إلى أن حجم البطن قد يكشف عن نوع الجنين.
في هذا المقال، سنتناول الموضوع من جميع جوانبه لتقديم رؤية علميّة واضحة. سنبحث في تأثير صغر حجم البطن على حجم الجنين ونوعه. كما سنناقش متى يظهر بطن الحامل بشكل أوضح خلال الحمل. سنختتم المقال بخاتمة تلخّص ما تمّت مناقشته، ونقدّم بعض النصائح الهامّة للحوامل لطمأنتهنَّ بخصوص هذا الموضوع.
هل حجم البطن الصغير يعني الجنين صغير؟
ما سبب سبب صغر بطن الحامل مقارنةً بالحجم الطبيعي؟ يعتقد الكثير من النساء أنّ صِغَر بطن الحامل يعني بالضرورة أنّ الجنين صغير الحجم. لكن في الواقع، لا يمكن اعتبار صغر حجم البطن دليلًا قاطعًا على ذلك. هناك العديد من العوامل التي قد تؤثّر على حجم بطن الحامل، منها تركيبة جسم الأم، وكمية العضلات حول منطقة البطن، بالإضافة إلى وضعية الجنين في الرحم. أثبتت دراسات علميّة حديثة، منها دراسة نُشرت على موقع (Mayo Clinic), أنّ حجم بطن الحامل لا يعكس دائمًا وزن أو صحّة الجنين. فالبطن قد يكون صغيرًا حتى لو كان الجنين يتمتّع بحجمٍ صحّيٍّ وطبيعي.
في الواقع، أحد الأسباب الشائعة لصِغَر حجم البطن هو انخفاض كميّة السائل الأمينوسي حول الجنين، والذي يؤدّي دورًا كبيرًا في تحديد شكل وحجم البطن. إذا كانت كميّة هذا السائل معتدِلة، فقد يظهر البطن صغيرًا. كما أنّ ارتفاع كثافة عضلات البطن، خاصّةً لدى النساء اللواتي يمارسنَ التمارين الرياضيّة بشكلٍ منتظم قبل الحمل، قد يساهم أيضًا في تقليل بروز البطن. ولهذا السبب، يختلف حجم البطن بين الحوامل، ويعتمد على العوامل الفسيولوجيّة للأم من دون أن يرتبط دائمًا بوزن الجنين.
هل صغر حجم البطن يدل على نوع الجنين؟
ما سبب سبب صغر بطن الحامل وما هي علاقته بنوع الجنين؟ هناك اعتقاد شائع بين النساء أنّ صِغَر حجم البطن قد يكون مؤشّرًا على نوع الجنين. حيث يعتقد البعض أنّ الحامل بذكرٍ يكون بطنها أصغر من تلك الحامل بأنثى. رغم انتشار هذه الفكرة، لا يوجد أيّ دليلٍ علمي يثبت صحّتها، وقد نفت الدراسات هذا الربط بين حجم البطن ونوع الجنين. وفقًا للمنظمة المعنية بالحمل الأمريكية (American Pregnancy Association), لا توجد علاقة بين حجم بطن الحامل ونوع الجنين. فحجم البطن يعتمد على عوامل أخرى كحجم ووزن الجنين، وليس هناك أيّ دور لنوع الجنين في تحديده.
تجدر الإشارة إلى أن حجم البطن قد يكون متفاوتًا بناءً على وضعية الجنين في الرحم. فإذا كان الجنين مستلقيًا في وضعية أقرب إلى العمود الفقري، فقد يبدو البطن أصغر ممّا لو كان في وضعيّة مواجهة للبطن. لذا، من الأفضل الاعتماد على الفحوصات الطبيّة. مثل الموجات فوق الصوتيّة، لتحديد نوع الجنين بدقة بدلًا من الاعتماد على حجم البطن.
متى يكبر بطن الحامل في أي شهر؟
ما هو سبب صغر بطن الحامل ومتى يكبر؟ يُعتبَر بروز البطن من العلامات البارزة التي تبدأ الحوامل بملاحظتها بشكلٍ واضحٍ مع تقدّم الحمل. غالبًا ما يبدأ البطن بالظهور بوضوحٍ مع دخول الثلث الثاني من الحمل، وتحديدًا بين الشهر الرابع والخامس. في الشهور الأولى من الحمل، يكون الجنين صغير الحجم، ولهذا يكون البطن غير ظاهر لدى الكثير من النساء. ممّا يسبب بعض القلق لديهنَّ حول تطوّر الجنين. مع بداية الشهر الرابع، يبدأ الجنين بالنموّ بشكلٍ أسرع، ويزداد حجم السائل الأمينوسي المحيط به. ما يؤدّي إلى بروز البطن.
وفقاً لموقع (Johns Hopkins Medicine), يبدأ بطن الحامل بالظهور عادةً بين الأسبوع السادس عشر والعشرين من الحمل. حيث يكون الجنين قد وصل إلى حجمٍ يتطلّب تمدّد الرحم والبطن. من العوامل المؤثّرة في توقيت بروز البطن هي بنية جسم الحامل، فإذا كانت الحامل ذات قامة طويلة أو لديها عضلات بطن قويّة، فقد يظهر البطن في وقت متأخر عن المعتاد. بينما قد يظهر بطن الحوامل القصيرات أو ذوات العضلات الرخوة في وقتٍ أبكر.
تأثير العوامل الوراثية والبيئية
ما سبب صغر بطن الحامل إذًا؟ بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقًا، يؤدّي العامل الوراثي دورًا هامًا في تحديد شكل وحجم بطن الحامل. فالتكوين الوراثي قد يؤثّر على شكل توزيع الدهون وزيادة الوزن أثناء الحمل. ما قد يؤدّي إلى تباين في حجم البطن بين النساء، حتى لو كن في نفس فترة الحمل. وفقًا لموقع (The American College of Obstetricians and Gynecologists), تؤكّد الأبحاث أن العوامل الوراثية تؤثر على مظهر وحجم البطن. إذ يمكن للتكوين الجيني أن يؤثّر على كميّة الوزن المُكتسَب أثناء الحمل ومدى بروز البطن.
في النهاية، نجد أنّ سبب صغر بطن الحامل لا يشير دائمًا إلى وجود مشكلة أو إلى أنّ الجنين صغير الحجم. بل يعود الأمر إلى عوامل متعدّدة تشمل بنية جسم الحامل، ووضعيّة الجنين في الرحم، وكمية السائل الأمينوسي المحيط به. لا توجد دلائل علميّة تشير إلى أن حجم البطن يرتبط بنوع الجنين، وأنّ إجراء الفحوصات الطبيّة تظلّ الأداة الأساسيّة لتحديد صحّة الجنين ونوعه. من المهمّ أن تتجنّب المرأة الحامل القلق غير المبرّر بشأن حجم بطنها، وأن تستشير الطبيب في حال كانت تشعر بعدم ارتياح أو قلق. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أضرار حصر البول للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ حجم بطن الحامل لا يستدعي القلق، ويجب على الحوامل أن يركّزنَ على سلامة الجنين وصحّته من خلال اتّباع نمط حياة صحّي يشمل التغذية السليمة وممارسة التمارين المناسبة. يجب أن تكون استشارة الطبيب دائمًا هي المصدر الرئيسي للشعور بالراحة النفسيّة والمعلومات، حيث سيقدّم الأطبّاء النصائح المناسبة بناءً على الوضع الصحّي للأم والجنين. ممّا يضمن لها حملاً آمنًا ومريحًا.