يُعَدّ شهر رمضان المبارك فترةً استثنائيةً من السنة تترافق مع عادات وتقاليد خاصة، ومنها زيادة وقت استخدام الشاشات لدى الأطفال، لذا يتعين على الأهل أن يكونوا على علم بالمخاطر الصحية والنفسية التي قد يتعرّضون لها نتيجة عدم ممارسة أنشطة رائعة لإبعاد الطفل عن شاشة التلفزيون أو الهواتف الذكية خلال هذا الشهر الفضيل.
سنكشف لكِ عن المخاطر الصحيّة المحتملة لزيادة وقت الشاشة عند الأطفال في هذا المقال الجديد على موقعنا، والذي سنعرض من خلاله أيضًا أسباب هذه المشكلة وكيفيّة التخلّص من مضاعفاتها.
التأثيرات السلبيّة المحتملة
إنّ أكثر ما يُفسّر تأثير التكنولوجيا السلبي في الأطفال هو نفسه تأثير التعرّض للشاشة بشكلٍ كبيرٍ، فالمخاطر حقًا أكثر ممّا تعتقدين! لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
ضعف النظر وتشوه النمو
يمكن أن يسبب التعرض المفرط لشاشات الأجهزة الإلكترونية خلال فترات طويلة تشوه النمو وضعف النظر لدى الأطفال، خاصة إذا كانوا ينظرون بشكل مستمر إليها من مسافات قريبة من دون اتخاذ فترات راحة مناسبة، حيث تشير الدراسات إلى أنّه يؤثر على تطور العين ويسبب مشاكل بصرية مثل النظر الشاحب والتعب البصري.
تأثير الإضاءة الزرقاء
تنبعث الإضاءة الزرقاء من شاشات الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والشاشات التلفزيونية، ويسبب إجهادًا للعينين كما يقلّل من إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، ويؤثّر بالتالي على جودة الراحة لدى الأطفال و على الساعة البيولوجية لديهم.
انعكاسات على الصحة النفسية
تُشير البعض من الدراسات إلى أن زيادة وقت استخدام الشاشات عند الأطفال قد يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب لديهم، وقد يكون ذلك بسبب التعرض المفرط للمحتوى السلبي على وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية التي تتضمّن محتوى عنف أو مضمون غير مناسب لديهم، كما قد يؤدي انعدام التفاعل الاجتماعي الحقيقي والتواصل الشخصي إلى تقليل مستويات الرضا النفسي لدى الأطفال وعدم شعورهم بالتواصل الاجتماعي والانتماء إلى المجتمع.
أسباب هذه المشكلة
تتعدّد أسباب كثرة تعرّض الأطفال للشاشات في رمضان وتختلف، إلّا أنّها بجميع أحوالها قد تُعرّضهم للمخاطر السابقة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- التغيير في الروتين اليومي: يتغير نمط الحياة خلال شهر رمضان، ممّا قد يؤدي إلى زيادة الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشات، خاصة مع تغير مواعيد النوم والاستيقاظ وتراجع الأنشطة الخارجية.
- التسلية والترفيه: يعتمد الكثير من الأطفال على الشاشات كوسيلة للتسلية والترفيه خلال ساعات الصيام والانتظار لوقت الإفطار، مما يزيد من مدة استخدامهم للأجهزة الإلكترونية.
- التركيز على المحتوى الرقمي للتسلية: قد يكون البحث عن محتوى رقمي مختلف وتنوعه خلال شهر رمضان أكثر من غيرها من الأوقات، مما يشجع الأطفال على البقاء متصلين بالشاشات لفترات طويلة.
الخطوات الموصى بها
- تحديد ساعات معيّنة: يجب تحديد ساعات معيّنة لاستخدام الشاشات والتأكد من أن الأطفال يتبعون هذا الجدول.
- تحفيز الأنشطة الخارجية: يُشجع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والترفيهية في الهواء الطلق خلال فترات الصيام وبعد الإفطار.
- المراقبة والتوجيه: ينبغي على الأهل مراقبة استخدام الشاشات لدى الأطفال وتوجيههم نحو استخدامها بشكل مفيد ومناسب.
رغم أهمية التكنولوجيا في حياتنا اليومية، إلا أنه ينبغي على الأهل أن يكونوا حذرين ويتحكموا في وقت استخدام الشاشات لدى الأطفال، خاصة خلال شهر رمضان الكريم، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ أنشطة رمضانية للأطفال تناسب جلسة ما بعد الإفطار في المنزل.