يُعتبر التعرف على العواطف أمرًا حاسمًا في التفاعلات والعلاقات اليومية، إذ يشكل التعبير عنها جوهر التفاعلات الاجتماعية، مما يُيسِّر الاستجابات المناسبة في المواقف، لذا فإنّ حدوث أيّ اضراب فيها قد يُنذِر بوجود علامات ضغف الشخصيّة عند الطفل.
لذا، يعتبر التعرف الدقيق على العواطف أمرًا حيويًا، حيث يمكن أن تؤدي التصنيفات الخاطئة إلى استجابات غير مناسبة، وعلى الرغم من ارتباط تجارب الطفولة المؤلمة بتعريض ضعيف للعواطف. إلّا أنّ مدى تأثير هذه الآثار وعلاقتها بالاختلافات الفردية لا يزال غير واضحًا.
في تفاصيل هذه الدراسة
في الدراسة الحالية، استكشف الباحثون تأثيرات تجارب الطفولة المؤلمة على تعرف على العواطف (ERA) وما إذا كانت تتنوع باختلاف العاطفة، وشدة الحث، أو الوسيلة (سمعية بصرية، وجه، صوت). كما يمكنكِ الاطّلاع على دراسة بيانات جديدة تكشف العوامل الاجتماعيّة التي تؤثّر على صحة الأطفال.
تم انتقاء المشاركين الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة، ويتمتعون برؤية طبيعية أو تم تصحيح رؤيتهم إلى الحد الطبيعي، وبدون فقدان سمع كبير من موقع على الإنترنت ودورة جامعية، وشملت متغيراتها في المهمة التجريبية العاطفة والوسيلة ومستوى الحث.
وكانت المتغيرات الفردية تشمل تجارب الطفولة، والسيكوباثي، وعدم القدرة على التعبير عن العواطف (الألكسيثيميا)، كما أكمل المشاركون استبيان تجارب الطفولة المكون من 28 بندًا (CTQ-SF)، ومقياس السيكوباثي الذاتي المكون من 29 بندًا (SRP-SF)، واستبيان تورنتو لعدم القدرة على التعبير عن العواطف المكون من 20 بندًا (TAS-20)، ثمّ تم توحيد الدرجات الكلية من هذه الاستبيانات واستخدامها للتحليل.
بالنسبة للمهام العاطفية، تم اختيار المحفوظات من قاعدة بيانات تحتوي على مقاطع لممثلين يعبرون عن ستة عواطف (سعادة، غضب، حزن، دهشة، اشمئزاز، وخوف) وحال محايدة عبر ثلاث وسائط (سمعية بصرية، وجه، وصوت)، وبذلك تم عرض المحفزات العاطفية بشكل طبيعي أو قوي الحدة، عُرِض فيديو صامت للممثلين يعبرون عن موقف محايد أو عاطفي في إيمائات الوجه.
استمع المشاركون إلى مقطع صوتي، وتم عرض مقطع بصري صوتي وحددوا العاطفة المعبر عنها في المقاطع، ثمّ تم تشغيل التجربة عبر الإنترنت في أربع مراحل: استبيان الشخصية، TAS-20 ومهمة الوجه، SRP-SF ومهمة الصوت، وCTQ-SF ومهمة السمعية البصرية،بعد ذلك تم فحص تأثير تجارب الطفولة المؤلمة بمفردها على ERA باستخدام نماذج مختلطة عامة، والتحكم إضافيًا في السيكوباثي وعدم القدرة على التعبير عن العواطف.
النتائج التي توصل إليها العلماء
باختصار، قام الباحثون بالتحقيق في الارتباط بين صدمة الطفولة وERA بطرائق متعددة ومحفزات متفاوتة الشدة، فقد
ارتبطت صدمة الطفولة وحدها بشكل كبير بـ ERA عند استكشاف شدة المحفزات والطريقة والعاطفة، علاوةً على ذلك، عند التحكم في الاعتلال النفسي والاليكسيثيميا، كانت صدمة الطفولة مهمة فقط عند استكشاف المشاعر المصورة،
والجدير بالذكر أن أحجام التأثير كانت صغيرة بشكل عام، إذًا تشير النتائج مجتمعة إلى أهمية التحكم في الفروق الفردية المترابطة.
أخيرًا، يمكنكِ أن تتابعي أيضًا على موقعنا، دراسة جديدة تربط الإجهاد في سنّ المراهقة بارتفاع احتماليّة الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية في المستقبل!