كشفت دراسة وطنية جديدة أن ما يقرب من ربع أطفال الولايات المتحدة الذين يعانون من عوارض إصابة في الدماغ لا يتم فحص حالهم بدقّة، وخاصّةً الأصغر سنًا الذين من المرجح أن يتم تجاهلهم، بحسب ما وجده البحث الوطني الجديد.
وتظهر الأبحاث الأمريكية المراجعة من قبل النظراء، التي نُشرت في مجلة إصابات الدماغ، أيضًا أن الأطفال الذين يعانون من عوارض أو تشخيص إصابة بالدماغ يكونون أكثر عرضة لظهور عوارض الاكتئاب الحاد ويجدون صعوبة في التعامل مع الأصدقاء.
في تفاصيل هذه الدراسة
تقول الباحثة الرئيسيّة بريانكا رامولو أنّ إجراء الفحوصات الروتينية سيساعد في ضمان أن يتلقى هؤلاء الأطفال الرعاية التي يحتاجون إليها، فقد عملت هي بنفسها على البحث أثناء دراستها في المدرسة الثانوية في ماريلاند وهي الآن تدرس علم الأعصاب في جامعة دوك.
يمكن أن تكون إصابات الرأس الناتجة عن الرياضة، وحوادث السيارات، والسقوط، وأنواع أخرى من صدمات الرأس الأكثر خطورة لدى الأطفال، كتأثيرات وقوع الطفل على رأسه من الخلف مثلًا، منها لدى الكبار لأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة التطور.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن ظهور بعض العوارض مثل التعب والصداع ومشاكل في الذاكرة والتركيز يمكن أن تستمر لسنوات، وتؤثر على التعليم، وتزيد من مخاطر الشباب للإيذاء الذاتي والانتحار.
إلى جانب ذلك، تتضمّن الدراسة عدّة أسئلة حول الصحة العقلية والاجتماعية الحالية للطفل، وكانت النسبة المئوية لأولئك الذي واجهوا عوارض أو تشخيص لإصابة في الدماغ أكبر بنسبة 60% لظهور عوارض الاكتئاب ومضاعفات النسبة لظهور القلق مقارنة بالذين لا يعانون من عوارض أو تشخيص.
ولا يمكن للدراسة أن تثبت السببية، لكن النتائج تشير إلى أن الإصابات في الرأس تزيد من مخاطر الصحة العقلية والاجتماعية والسلوكية للأطفال.
تشمل القيود على الدراسة عدم وجود معلومات حول متى وقعت الإصابة في الرأس وعن شدة تأثّر الدماغ، بالإضافة إلى ذلك، لم يكن واضحًا ما إذا كانت مشاكل الصحة العقلية محددة للإصابات في الرأس أم إذا حدثت بعد إصابات وأمراض أخرى.
الاستنتاجات النهائيّة لهذا البحث
يخلص الباحثون إلى أنّ هناك حاجة ملحّة لفحص جميع الأطفال لضمان الاكتشاف المبكر للإصابات في الرأس بعد الصدمة:
“التقييم الروتيني للأطفال الذين تعرضوا للصدمة في الرأس أمر حيوي إذا كانوا سيتلقون العلاجات والرعاية التي يحتاجون إليها، سواء كان ذلك علاجات دوائية أو استشارات صحية عقلية أو مساعدة في التعامل مع الأصدقاء”، توضح رامولو.
وتضيف: “إنّ تحديد إصابة في الدماغ أو الرأس تُعَدّ خطوة مهمة أيضًا في منع حدوث صدمة ثانية في الرأس، والتي قد تكون أكثر خطورة وتستغرق وقتًا أطول للانتعاش منها.”
أخيرًا، يمكنكِ أن تُتابعي أيضًا على موقعنا، دراسة جديدة تؤكّد أنّ الحد من اكتئاب ما قبل الولادة يرتبط بارتفاع معدلّات الإنجاب الطبيعيّة من دون مشاكل.