تشير دراسة سيطرية عشوائية نشرت في مجلة التغذية السريرية الأمريكية إلى أن تناول زيت السمك خلال فترة الحمل قد يزيد من خطر زيادة وزن الأطفال والإصابة بمتلازمة الاضطرابات الأيضية عند بلوغهم سن العاشرة، وهي من بين أمراض الأطفال الشائعة التي تتطلّب تدخّلًا طبيًّا.
سنطلعكِ في الأسطر القادمة من هذه المقالة الجديدة على موقعنا عن تفاصيل هذه الدراسة، مبيّنين خلفيّتها وهدفها والنتائج التي توصّلت إليها.
في خلفيّة هذا البحث
شهد انتشار الوزن الزائد والسمنة زيادة ملحوظة في صفوف الأطفال والمراهقين على مدى العقود الأخيرة، ووُجِد أنّ التعرض البيئي خلال فترة الحمل يؤدّي دورًا هامًا في تعديل تكوين الجسم للرضع فيما بعد، ومن بينها، اكتسب تناول الأحماض الدهنية طويلة السلسلة n-3 المستمدة من السمك أهمية كبيرة بسبب فوائدها الصحية المعروفة.
أظهرت الدراسات التي أجريت على البشر والحيوانات أن تناول السمك الدهني أو أحماض دهنية طويلة السلسلة أثناء الحمل يرتبط بانخفاض معدل كتلة الجسم (BMI) وملامح أيضية صحية لدى الرضع.
عن نتائج التجارب السابقة
أجرى الباحثون تجربة سيطرية عشوائية سابقة لتقييم تأثير تكميل زيت السمك خلال الثلث الثالث من فترة الحمل على نمو وتكوين الجسم للرضع عند بلوغهم ست سنوات، وقد لاحظوا زيادة في BMI وكتلة الدهون والعضلات والعظام بين الرضع، ما يعني ظهور علامات زيادة وزن الرضيع.
في تفاصيل البحث الحالي
في هذه الورقة، قدم الباحثون نتائج التجربة اللاحقة التي تضمنت تقييم صحة الأيض للرضع عند بلوغهم عشر سنوات، وقد أجريت التجربة على مجموعة من 736 امرأة حامل وأطفالهن الذين شاركوا في دراسات كوبنهاغن المستقبلية حول ربو الطفولة، وقد تم تصنيفهنّ بشكل عشوائي إلى مجموعتي التدخل والمراقبة.
الملاحظات الهامّة في هذا البحث
كان هناك 688 طفلًا تم تضمينهم في التحليل، حيث كان 341 منهم يتبعون مجموعة التدخل و347 منهم يتبعون مجموعة المراقبة، وقد كشفت النتائج عن زيادة ملحوظة في BMI لدى أطفال مجموعة التدخل، وكانوا أيضًا أكثر عرضة لزيادة الوزن.
ومع ذلك، أظهرت التعديلات عند مراعاة العوامل القوية المتعلقة بنمو الطفل، مثل BMI الأم قبل الحمل، والتدخين أثناء الحمل، والتوليف، ومدة الرضاعة الطبيعية الحصرية، أن الفروق في BMI وخطر الزيادة في الوزن بين مجموعتي التدخل والمراقبة أصبحت أقل تأثيرًا، أمّا بالنسبة لتكوين الجسم، أظهرت الدراسة أن الأطفال في مجموعة التدخل كانوا يملكون كتلة عضلية، وكتلة دهنية، ونسبة دهنية أعلى بشكل غير ملحوظ من تلك الموجودة في مجموعة المراقبة.
أما عن نتائج متلازمة الاضطرابات الأيضية، كانت الدراسة تشير إلى أن تكميل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة n-3 خلال الحمل لا يؤثر على مستويات الجلوكوز والدهون في الدم، ومحيط الخصر، وضغط الدم لدى الأطفال المقابلين عند سن العاشرة، ومع ذلك، كل التقديرات أشارت إلى وجود استقرار أقل في صحة الأيض لدى أطفال مجموعة التدخل.
أما عن تقديرات متلازمة الاضطرابات الأيضية، فكشفت الدراسة أن أطفال مجموعة التدخل كانوا يملكون متوسط درجات أعلى من تلك الموجودة في مجموعة المراقبة.
ما هي أهميّة هذا البحث؟
تظهر الدراسة أن أطفال الأمهات اللواتي تلقين تكميل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة n-3 خلال الثلث الثالث من الحمل يملكون BMI أعلى وخطر زيادة الوزن عند بلوغهم عن سن العاشرة. كما أنهم يظهرون اتجاهًا نحو زيادة نسبة الدهون ودرجات أعلى في متلازمة الاضطرابات الأيضية.
بشكل عام، تشير نتائج الدراسة إلى أن تكميل زيت السمك أو الأحماض الدهنية طويلة السلسلة n-3 خلال الحمل قد يكون له تأثيرات صحية سلبية على الأطفال، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على بحث معمّق يُشير إلى العلاقة بين استخدام الحامل للمضادات الحيويّة وخطر إصابة الطفل بمشاكل الجهاز المناعي.