استخدم فريق بقيادة باحثين في كليّة طب وايل كورنيل نهجًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأنماط الأساسية بين الظروف التي يولد فيها الناس وينمون ويعيشون ويعملون ويتقدمون في السن فيها، والتي يطلق عليها المحددات الاجتماعية للصحة (SDoH)، ثم ربطوا كل نمط مع نتائج تأثيرها على صحّة الأطفال. تمامًا كما تمّ التعامل أثناء الدراسة التي أُجرِيَت في أحدث تقنيّات الذكاء الاصطناعي في مجال علاج التوحّد عند الأطفال.
وبالمقارنة مع النهج التقليدية، توفر الاستراتيجية، من حيث المبدأ، صورة أكثر موضوعية وشمولية للعوامل الاجتماعية المحتملة التي تؤثر على صحة الطفل، والتي بدورها يمكن أن تتيح تدخلات أفضل وأكثر استهدافًا ودقّة.
في تفاصيل هذه الدراسة
كما ورد في 16 أكتوبر في JAMA Pediatrics، حلّل الباحثون بيانات أكثر من 10500 طفل أمريكي، في مجتمعات عبر 17 ولاية أمريكية. ومن خلال تحديد أكثر من 80 عاملاً من عوامل SDoH على مستوى الحيّ لكل طفل، كشف البحث عن أربعة أنماط واسعة في العينة، بما في ذلك الثراء، والبيئة شديدة الوصمة، وارتفاع الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وارتفاع معدلات الجريمة وبيع المخدرات إلى جانب انخفاض التعليم والمناطق المكتظة بالسكان. . ووجدوا ارتباطات إحصائية بين هذه الأنماط والنتائج المتعلقة بصحة نمو الطفل، بما في ذلك الصحة العقلية والمعرفية والجسدية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور يونيو شياو، الأستاذ المساعد في علوم الصحة السكانية في كلية طب وايل كورنيل: “يمكن لمجموعة معقّدة من العوامل الاجتماعية أن تؤثر على صحة الأطفال، وأعتقد أن نتائجنا تؤكد أهمية استخدام الأساليب التي يمكنها التعامل مع هذا التعقيد”.
شارك الدكتور شياو في قيادة الدراسة مع الدكتور تشانغ سو، وهو أيضًا أستاذ مساعد في علوم صحة السكان. ويعمل كلاهما في قسم المعلوماتية الصحية في قسم علوم الصحة السكانية في كلية طب وايل كورنيل. الدكتور جيوتيشمان باثاك والدكتور فاي وانغ، أيضًا في كلية طب وايل كورنيل، مؤلفان مشاركين في هذا العمل المشترك.
يعمل باحثو طب وايل كورنيل مع فريق متعدّد المؤسّسات ومتعدّد التخصّصات من الخبراء لدراسة المحدّدات الاجتماعيّة المحتملة للصحّة بحثًا عن أدلة على الأسباب المستمرة للنتائج الصحية السيّئة، ويضمّ الفريق خبير الطبّ النفسي الدكتور جون مان من جامعة كولومبيا؛ الدكاترة، وتيموثي براون، ولوني سنودن، وجوليان تشون تشونغ تشاو، خبراء في اقتصاديات الصحة، والسياسة الصحية والرعاية الاجتماعية، على التوالي، في جامعة كاليفورنيا؛ بيركلي للصحة العامة، وعالم الأوبئة الاجتماعية الدكتور أليكس تساي من كلية الطب بجامعة هارفارد. وقال الدكتور شياو إن تحديد العوامل الاجتماعية المؤثرة على الصحة يمكن أن يوجه السياسات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين صحة الطفل، مثل التشريعات التي تفرض وجبات غداء مدرسية مجانية للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض، وهنا نشير إلى أنّنا سبق وأخبرناكِ عن أهمية الوعي المالي للأطفال، إلى جانب توفير الرعاية الصحيّة الشاملة في المدارس والمراكز السريريّة.
نهج جديد لقضية معقّدة
تميل الدراسات السابقة في هذا المجال إلى التركيز على مجموعات ضيّقة من المتغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنتائج الصحيّة، وعادةً ما تُدرَس النتائج التي يتمّ حساب متوسطها على مناطق جغرافيّة كبيرة مثل المقاطعات أو الولايات.
وفي الدراسة الجديدة، اتّخذ الباحثون نهجا مختلفًا; الدكاترة شياو وسو خبيران في استخدام التعلم الآلي وتقنيّات الذكاء الاصطناعي المتقدّمة الأخرى التي تسمح بإجراء تحليلات غير متحيّزة ودقيقة نسبيًا لمجموعات البيانات الكبيرة. وفي السنوات الأخيرة، استخدموا تقنيات “البيانات الضخمة” هذه للتأثير على مشاكل وبائية اجتماعية مهمة – على سبيل المثال، دراسة العوامل التي من المحتمل أن تؤثّر على الصحة العقليّة للأطفال أثناء جائحة كوفيد-19. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ عن الدراسة الجديدة التي تكشف عن تأثير الريجيم المبكر للأطفال على شخصيّتهم وصحتهم العقلية.