يُعاني العديد منّا من القلق بسبب تراجع تركيز أطفالنا، ولتفادي تفاقم هذه المشكلة، يجب علينا أن ندرك أن تركيزهم يحتاج إلى تمرين مستمر، تمامًا كالعضلات، لذا يمكن تعليمهم هذه التقنيّات من خلال المشاركة في الأنشطة التي تعزز قدرتهم على الانتباه المستمر والتشديد على ممارسة مهارات أساسية لن يتعلمها طفلك في المدرسة.
سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تحتاجينها لتعزيز مهارة التركيز عند طفلكِ في هذا المقال الجديد على موقعنا، وذلك بعد شرح الأسباب المحتملة لضُعفه من هذه الناحية وأبرز العلامات التي تؤكّد ذلك.
الأسباب المحتملة لهذه المشكلة
تتعدّد أسباب قلّة التركيز عند الأطفال وتختلف باختلاف شخصيّاتهم والعادات اليوميّة التي يُمارسونها والوامل التي يتعرّضونلها، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- القلق: يمكن أن يكون الشعور بالقلق بسبب الأجواء العائلية أو المدرسية سببًا لضعف التركيز عند الأطفال، لذلك يجب الحفاظ على بيئة صحية وهادئة والتحقق من وجود أيّة مشاكل تواجه ومُساعدته في حلّها.
- الاضطرابات النفسية: مثل اضطراب الوسواس القهري الذي يؤثر بشكل كبير على التركيز خصوصًا في سن الدراسة الابتدائية.
- التعرض لصدمات عاطفية: قد يؤدي التعرض لصدمات عاطفية أو العنف إلى شعور الأطفال بعدم الأمان إلى التأثير على قدرتهم على التركيز.
- قلة النوم: يمكن أن يؤثّر النوم غير الكافي على قدرة الطفل على التركيز، لذا يجب أن يحصل على ساعات كافية من الراحة والاسترخاء يوميًا، وفي هذا السياق، يمكن اتّباع جدول عدد ساعات نوم الاطفال حسب العمر.
- عدم التحفيز: إنّ عدم تقديم التحفيز الكافي من الأسرة أو العقوبات القاسية يمكن أن يجعل الطفل يكره الدراسة بشكل عام ممّا يؤدّي إلى فقدانه للتركيز.
- بيئة دراسة غير مناسبة: إنّ عدم توفير بيئة هادئة وخالية من الضجيج والفوضى يمكن أن يؤثر على قدرة الطفل على التركيز.
كيف تحددين قدرة طفلك على التركيز؟
تختلف قدرة الأطفال على التركيز بحسب العمر، فمثلًا:
- الطفل في سن العامين يمكنه التركيز على مهمة واحدة لمدة 4 إلى 6 دقائق في المتوسط.
- الطفل في سن الست سنوات يمكنه التركيز لمدة 10 إلى 12 دقيقة في المتوسط.
- وهكذا، تزداد فترات التركيز مع تقدم العمر.
عوارض قلّة التركيز عند الأطفال
- التشتت واليقظة المفرطة.
- الحركة المفرطة وصعوبة الجلوس لفترات طويلة.
- صعوبة اأداء المهام والتكرار المستمر.
- صعوبة في الحفظ.
كيفيّة زيادة معدّل التركيز لدى طفلكِ
يمكنكِ زيادة معدّل التركيز عند طفلكِ من خلال اتّباع بعض النصائح والتوجيهات الفعّالة، والتي سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- إعطاء تعليمات واضحة وبسيطة: يعمل الأطفال بشكل أفضل عندما يتلقون تعليمات مباشرة وواضحة، لذا اجعليها مبسّطة ومحدّدة لتسهيل فهمها وتنفيذها.
- تقديم نشاط واحد في كل مرة: يمكن أن يكون تركيز الأطفال أقوى عندما يتمّ طلب تنفيذ مهمّة واحدة في كل مرة، وذلكمن أجل تعزيز تركيز انتباههم ومواردهم العقلية على هدف واحد من دون تشتيت.
- التخطيط للعب والخروج مع الطفل: تساعد ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق واللعب النشط على تحفيز التركيز لدى الأطفال، لذا حاولي تخصيص وقت للخروج معهم لتعزيز وتمضية أوقات مسليّة.
- منح فترات راحة: إنّ الحصول على الفترات القصيرة من الراحة تساعد الأطفال على إعادة شحن طاقتهم وتجديد تركيزهم، لذا حافظي على توفيرها لهم بانتظام خلال النهار لضمان بقائهم نشطين.
- تقليل وقت استخدام الشاشات الرقمية: يعتبر الاستخدام المفرط للشاشات الرقمية، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، عاملًا مساهمًا في ضعف التركيز لدى الأطفال، حاول تقليل وقت استعمالها وتحفيز الأنشطة البدنية والتفاعل الاجتماعي بدلًا من ذلك.
- التغذية المتوازنة: تأكّدي من توفير التغذية السليمة لطفلك لضمان حصوله على العناصر الغذائية الضرورية مثل الزنك وفيتامين سي والفيتامين ب المركب والمغنيسيوم، وذلك بعد استشارة الطبيب المختصّ.
في الختام، نذكّركِ بضرورة استشارة الطبيب المختصّ قبل إجراء أيّ تعديل على نظام عادات طفلكِ اليوميّة للحصول على النصائح التي تتناسب مع حاله الفرديّة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ حيل ذكيّة تضمن لكِ تربية طفلًا قياديًا ومسؤولًا.