يُعَدّ تعلّم حركات بعد النفاس للزوج من المواضيع الحيويّة التي تهمّ الأزواج، خاصةً في تلك الفترة الحسّاسة بعد الولادة، حيث أنّ فعل هذه الحركات يهدف إلى إعادة إحياء الأحاسيس وتعزيز الروابط الزوجيّة التي قد تتأثر بسبب التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها المرأة، الأمر الذي يُساهم في تحسين حياة الجنسية للزوجين.
سوف نستعرض أهميّة تعزيز العلاقة الزوجيّة خلال فترة النفاس، ثم ننتقل إلى مناقشة بعض الوضعيات الجنسيّة المناسبة، بالإضافة إلى تقديم أفكار مبتكرة لإعادة إحياء العلاقة، وأخيرًا سنختم بتقديم ملاحظات ونصائح شخصية من واقع التجربة.
أهمية تعزيز العلاقة خلال هذه الفترة
تؤدّي فترة النفاس دورًا مهمًا في إعادة تشكيل العلاقة بين الزوجين، فبعد الولادة، يواجه الزوجان تحدّيات جديدة تتعلّق بالعناية بالمولود الجديد وتكيّف الأم مع حالها الجسديّة والنفسيّة الجديدة، لهذا فإن تعزيز العلاقة الزوجية خلال هذه الفترة يعّد أمرًا بالغ الأهمية لضمان استمرارية الحب والتفاهم بين الزوجين.
- أهمية التواصل والصبر: إنّ الحفاظ على التواصل الجيد وتعزيز التفاهم بين الزوجين هما المفتاحان الرئيسيان لتجاوز هذه الفترة بنجاح، لذا ينبغي على الزوجين التحدّث بصراحة عن مشاعرهما واحتياجاتهما، والعمل معًا لتحقيق التوازن بين دورهما كوالدين وشريكين، لذا يمكن أن تساعد حركات بعد النفاس للزوج في تعزيز هذه العلاقة من خلال إعادة إحياء الأحاسيس والمشاعر الرومانسية.
- الاهتمام المتبادل: يعزّز الاهتمام المتبادل بين الزوجين من الروابط العاطفية ويعيد بناء الثقة، لذا يجب على الزوج أن يكون داعمًا ومتفهّمًا لتغيّرات شريكته، وأن يساعدها في أداء مهام المنزل ورعاية الطفل، ممّا يعزّز من شعورها بالراحة والدعم.
وضعيات جنسيّة يمكن اتّخاذها بعد النفاس
بعد فترة النفاس، يمكن للزوجين استعادة حياتهما الجنسية بطريقة آمنة ومريحة، ولكن من الضروريّ اختيار الوضعيّات التي تكون مريحة للأم وتساعد في تجنّب أي إجهاد إضافي، لذا سنستعرض لكِ أبرزها في ما يلي:
- وضعية الملعقة: تُعتبر وضعيّة الملعقة من أكثر الوضعياّت راحة بعد الولادة، حيث يستلقي الزوجان بجانب بعضهما البعض، وتكون الزوجة أمام الزوج، ممّا يوفّر راحة ودعم لها ويقلّل من الضغط على منطقة البطن، وهذا ما يجعلها مثالية للنساء اللواتي مررن بعملية قيصرية أو تعرضن لمضاعفات ما بعد الولادة.
- وضعيّة الوجه للوجه: تجلس الزوجة على ركبتيها ووجهها مقابل وجه الزوج، ما يسمح بالتواصل البصري والحميميّة بين الزوجين، يمنح الزوجة القدرة على التحكّم في العمق والوتيرة، الأمر الذي يساعد في تجنّب أي شعور بالألم أو عدم الراحة.
- وضعيّة الجلوس على الكرسي: يجلس الزوج على كرسي والزوجة تجلس في حضنه، وهذا ما يُساعد في التحكم بشكل أفضل وتقليل الضغط على جسم الزوجة، ممّا يمنح الزوجين الفرصة للتقارب والتواصل العاطفي.
- وضعية الاستلقاء على الظهر: تستلقي الزوجة على ظهرها بينما يجلس الزوج بينها، بحيث تكون ساقي الزوجة مرفوعتين أو موضوعتين على كتفي الزوج، وهذا ما يتيح لها الاسترخاء الكامل وتقليل الجهد المبذول، بينما يمكن للزوج التحكم في الوتيرة والعمق، ممّا يجعلها مناسبة للنساء اللواتي يفضّلن أداء الحد الأدنى من الحركة بعد النفاس.
أفكار لإعادة إحياء العلاقة في هذه الفترة
إلى جانب الحركات والوضعيات الجنسية، هناك عدة أفكار يمكن أن تساعد في إعادة إحياء العلاقة بين الزوجين بعد النفاس. من بينها:
- التواصل العاطفي: يجب أن يكون الزوجان على تواصل دائم، يتبادلان الأفكار والمشاعر والأحاسيس، لذا يمكن أن يكون تبادل الرسائل النصيّة أو المكالمات الهاتفيّة اليوميّة وسيلة لتعزيز هذا التواصل، حتى أثناء فترات الانشغال بالعناية بالمولود الجديد.
- المواعيد الرومانسية: إنّ تخصيص وقت للخروج معًا بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية والعناية بالمولود يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير، ويمكن أن يكون تنظيم المواعيد مثل العشاء الرومانسي أو النزهات الهادئة فرصة للتقارب واستعادة الرومانسية التي قد تتراجع بسبب المسؤوليّات الجديدة.
- اللمسات الحانية: إنّ تبادل اللمسات البسيطة مثل العناق، التقبيل، والتدليك يمكن أن يعزّز العلاقة بين الزوجين ويعيد إحياء الأحاسيس والمشاعر، فهذا يُعبّر عن الحبّ والاهتمام ويشعر الطرف الآخر بأنه محلّ تقدير واحترام.
- الأنشطة المشتركة: إنّ أداء الأنشطة الممتعة المشتركة مثل مشاهدة الأفلام، الطهي معًا، أو ممارسة الرياضة يمكن أن يساهم في تعزيز الترابط بين الزوجين، فهذا يساعد في خلق ذكريات جديدة ويعيد بناء الروابط العاطفيّة بين الزوجين.
في النهاية، تتطلّب فترة ما بعد النفاس تفهمًا وصبرًا من الزوجين، فأداء حركات بعد النفاس للزوج يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لإعادة إحياء الأحاسيس والمشاعر بين الزوجين، وتعزيز العلاقة الزوجية، لذا من الضروري أن يكون الزوجان على تواصل دائم ويتبادلان الأفكار والمشاعر بشكل صريح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب الخوف من العلاقة الزوجية بعد الولادة وخطوات التعامل مع هذه المشكلة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، تعتبر هذه الفترة فرصة لتقوية العلاقة بين الزوجين وتجاوز التحدّيات معًا، وبالاهتمام والدعم المتبادل، يمكن للزوجين استعادة الرومانسيّة والأحاسيس الجميلة التي جمعت بينهما في البداية، فالمحافظة على الحبّ والاهتمام المتبادل، والبحث عن طرق جديدة لتعزيز العلاقة، سيساعدان الزوجين على بناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة بعد فترة النفاس.