يُعدّ التعرّف على الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم موضوع ذو أهميّة كبيرة لكلّ امرأة تهتمّ بصحّتها الإنجابيّة، فإجراء هذه الفحوصات الطبيّة، التي تبدو مشابهة في الإجراءات، تخدم أهدافًا مختلفة وتُجرى لأسباب محددة، لذا إنّ فهم هذه الفروق يساعد النساء على إدراك أهمية كل فحص وكيفيّة الاستفادة منه للحفاظ على صحتهنَّ للوقايةمن الإصابة ببعض الأمراض النسائيّة الشائعة.
في هذا المقال، سنقدّم لكِ تحليلًا مفصّلًا عن الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم ، حيث سنستعرض الأسباب والأهداف لأداء كلّ من الفحصين، ثمّ ننتقل إلى تفسير وتحليل النتائج الممكنة لكلّ منهما، قبل أن نختم بتقديم نظرة شاملة عن أهميّتهما ودوريهما في الحفاظ على صحّتك.
الأسباب والأهداف لأداء المسحة المهبليّة
ما هو الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم ؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنكشف لكِ عن سبب وغرض إجراء إجراء العمليّة الأولى في ما يلي:
ما هي مسحة المهبل؟
إنّ مسحة المهبل هي فحص طبّي يهدف إلى تقييم الحال الصحيّة للمهبل من خلال تحليل عيّنة من الإفرازات المهبليّة، وهو عادةً ما يُجرى للكشف عن وجود التهابات بكتيرية أو فطرية، وكذلك للتحقّق من وجود أمراض منقولة جنسيًا، حيث يتم جمع العيّنة باستخدام أداة مخصّصة تُدخل بلطف في المهبل لأخذ مسحة من الإفرازات.
أسباب إجراء مسحة المهبل
قد يوصي الطبيب بإجراء مسحة المهبل لعدّة أسباب، لذا إذا كنتِ تعانين من عوارض مثل الحكة الشديدة، أو نزول إفرازات غير طبيعيّة ذات رائحة كريهة، أو الشعور بألم في المنطقة التناسلية، فإنّ هذا الفحص يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب، بالإضافة إلى ذلك، تُجرى مسحة المهبل كجزء من الفحوصات الروتينية للنساء، وخاصةً لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكرّرة أو لديهن تاريخ من الأمراض التناسليّة.
أهداف مسحة المهبل
الهدف الأساسي من مسحة المهبل هو الكشف المبكر عن الالتهابات والعدوى التي يمكن أن تؤثّر على صحّة المرأة، فمن خلال هذا الفحص، يمكن للطبيب تحديد نوع البكتيريا أو الفطريّات المسبّبة للالتهاب ووصف العلاج المناسب، ممّا يسهم في منع تفاقم الحال وتحسين نوعية الحياة.
ووفقًا لموقع Medbury Medical Services في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “High Vaginal Swab Test: 6 Reasons Women need it”، تُعتبر اختبارات المسحة المهبليّة جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية النسائية، حيث تساهم في الكشف عن الالتهابات التي قد تؤدي إلى مواجهة مشاكل صحيّة خطيرة، مثل التهاب الحوض، العقم ومشاكل الخصوبة، والسرطان. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الأسباب والأهداف لأداء المسحة الخاصّة بعنق الرحم
ما هو الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم ؟ لاستكمال الإجابة عن هذا السؤال، سنشرح لكِ بعض النقاط الأساسيّة المتعلّقة بهذا الإجراء في ما يلي:
ما هي مسحة عنق الرحم؟
إنّ مسحة عنق الرحم، أو ما يعرف باسم اختبار بابانيكولاو، هو فحص يُستخدم للكشف عن التغيّرات الخلويّة في عنق الرحم التي قد تشير إلى وجود خلايا سرطانيّة أو ما قبل السرطانيّة، ويتمّ خلالها جمع العيّنة من سطح عنق الرحم باستخدام أداة خاصّة تُدخل عبر المهبل.
أسباب إجراء مسحة عنق الرحم
يُوصى عادةً بإجراء مسحة عنق الرحم بشكلٍ دوري ّبدءًا من سن 21 عامًا أو بعد الزواج، ويُعتبَر هذا الفحص مهمّ جدًا للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، والذي يُعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء، بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم هذا الإجراء لتحديد وجود فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو الفيروس المسؤول عن معظم حالات سرطان عنق الرحم.
أهداف مسحة عنق الرحم
إنّ الهدف الرئيسي من مسحة عنق الرحم هو الكشف عن وجود أيّ تغيّرات غير طبيعيّة في خلايا عنق الرحم قبل أن تتطوّر إلى سرطان، وهذا ما يزيد من فرص العلاج الناجح، ممّا يجعل هذا الفحص منقذًا لحياة العديد من النساء، علاوةً على ذلك، يُمكن لهذا الفحص أن يُستخدم كجزء من برامج الفحص الروتينيّة لمراقبة صحّة عنق الرحم والكشف عن وجود أيّ علامات تشير إلى الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. وهذا ما أكّده موقع WebMD في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “Pap Smear: What to Expect”، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
التحليل والتفسير لنتائج كلّ من المسحتين
بعد الكشف عن الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم في ما سبق، سنشرح لكِ عن نتائج كلّ من المسحتين مبيّنين أهمّ النقاط في ما يلي:
كيفية تحليل نتائج مسحة المهبل
بعد جمع العيّنة، يتمّ إرسالها إلى المختبر لتحليلها وتحديد نوع البكتيريا أو الفطريّات الموجودة، فإذا كانت النتائج تشير إلى وجود عدوى بكتيرية أو فطرية، سيقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب بناءً على نوع العدوى، يمكن أن يشمل استخدام مضادات حيويّة أو مضادات فطريّات حسب الحال، ومن المهمّ متابعة العلاج بدقّة والالتزام بتوجيهات الطبيب لضمان الشفاء التام وتجنّب تكرار العدوى.
كيفية تحليل نتائج مسحة عنق الرحم
إذا كانت النتائج طبيعيّة، فهذا يعني أنّ الخلايا المأخوذة من عنق الرحم تبدو صحيّة ولا توجد تغيّرات تشير إلى وجود خلايا سرطانيّة أو ما قبل السرطانيّة، أمّا إذا كانت النتائج غير طبيعيّة، فقد تتضمّن تغيّرات طفيفة في الخلايا أو وجود خلايا مشبوهة تتطلّب مزيدًا من الفحص، في هذه الحال، قد يوصي الطبيب بإجراء تنظير مهبلي أو أخذ خزعة من عنق الرحم لمزيد من التحليل.
في الختام، يتمثّل الفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم في الأهداف المختلفة لكلّ منهما، فبينما تهدف الأولى إلى الكشف عن الالتهابات والعدوى في الجهاز التناسلي السفلي، تُستخدم الثانية للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والتغيرات الخلوية المرتبطة به، لذا إنّ إجراء الفحوصات الدوريّة والمتابعة مع الطبيب هو الأساس في الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أهم 5 فحوصات صحية عليك إجراءها قبل أن تصبحي أمًّا.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ الوعي بأهميّة هذه الفحوصات والفهم الجيد للفرق بين مسحة المهبل ومسحة عنق الرحم يساهم في تعزيز صحّة النساء وتمكينهنّ من اتّخاذ القرارات الصحيّة الصائبة، فالالتزام بإجراء هذه الفحوصات بشكلٍ دوري يُعدّ خطوة أساسيّة للحفاظ على الصحّة العامّة والوقاية من الإصابة بالأمراض التي قد تهدّد الحياة، لذا أنصح جميع النساء بالاهتمام بهذه الفحوصات والتحدث مع أطبائهنَّ للحصول على الإرشادات الصحيحة حول مواعيد إجرائها وأهميّة كلّ منها.