يُعتبَر التعرّف على الفرق بين سكر الدم وسكر البول من المواضيع الصحيّة التي تستحقّ التركيز والاهتمام، خاصّةً مع ازدياد حالات الإصابة بمرض السكري في المجتمعات الحديثة، حيث يشكّل فهم هذا الفرق جزءًا أساسيًا من الوقاية والعلاج الصحيح لهذا المرض، نظرًا لأنّ كلّ من سكر الدم وسكر البول يؤدّي دورًا محوريًا في تقييم الحال الصحية للفرد.
في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل الفرق بين سكر الدم وسكر البول، مع التركيز على العوارض المرتبطة بكل منهما، بالإضافة إلى تقديم نصائح فعّالة للوقاية من الإصابة بالسكري بجميع أنواعه، فالهدف من هذا المقال هو تمكينك من التمييز بين هذين النوعين من السكر، وفهم العواقب الصحيّة المحتملة لكلٍّ منهما، إضافةً إلى إرشادك إلى كيفية الحفاظ على صحة جيدة من خلال تقديم معلومات تجهلينها عن مرض السكري.
عوارض المعاناة من سكّر الدم
يعتبر سكر الدم من المؤشّرات الحيويّة الأساسية التي يمكن من خلالها تقييم صحّة الفرد، حيث يشير إلى مستوى الجلوكوز الموجود في الدم، أمّا الفرق بين سكر الدم وسكر البول فيكمن في أنّ الأوّل هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، وتعدّ مراقبته أمرًا ضروريًا للوقاية من مواجهة مشاكل صحيّة خطيرة أوّلها مرض السكري.
تشمل العوارض المرتبطة بارتفاع سكر الدم عدّة مظاهر، ومن أبرزها:
- الشعور بالعطش الشديد: عندما يرتفع مستوى السكّر في الدم، يحتاج الجسم إلى كميّات أكبر من السوائل لتعويض الجفاف الناتج عن كثرة التبول، وقد يكون هذا العطش المفرط علامة على وجود خلل في توازن سكر الدم.
- كثرة التبول: من العوارض الشائعة لارتفاع سكّر الدم هو الحاجة المتكرّرة للتبوّل، حيث يحاول الجسم التخلّص من الجلوكوز الزائد عن طريق الكلى.
- الإرهاق المستمر: يشعر الشخص بالتعب والإرهاق حتّى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، وهذا يعود إلى عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكلٍ فعّال لتوليد الطاقة.
- ضبابية الرؤية: يمكن أن يؤدّي ارتفاع معدّل السكر الطبيعي في الدم إلى تغيير في مستوى السوائل في الجسم، ممّا يؤثّر على عدسة العين ويسبّب ضبابية في الرؤية.
- بطء شفاء الجروح: يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع سكّر الدم أن جروحهم وكدماتهم تأخذ وقتًا أطول للشفاء، وهذا يعود إلى تأثير السكر العالي على الدورة الدمويّة وعملية التئام الجروح. ووفقًا لموقع Midwest Institute for Non- Surgical Therapy، في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “The Reasons Why Diabetic Wounds Are Slow To Heal”، تستغرق الجروح لدى المصابين بمرض السكري وقتًا أطول للشفاء أو قد لا تلتئم بشكل جيد، وذلك بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين أو استخدامه بشكل صحيح، حيث يعمل هذا الهرمون على تحويل الجلوكوز أو السكّر إلى طاقة، ولكن عندما يعاني الجسم من صعوبة في استقلابه، ترتفع مستويات السكر، ممّا يعيق قدرة الجسم على شفاء الجروح. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
إذا لاحظتِ أحد هذه العوارض، فمن الضروريّ فحص مستوى سكّر الدم بشكلٍ دوري والتواصل مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، ومن المهمّ معرفة أنّ الفرق بين سكر الدم وسكر البول لا يقتصر على التسمية فقط، بل يمتدّ إلى تأثيرات مختلفة على الجسم وصحّة الإنسان.
عوارض المعاناة من سكّر البول
تُعتبَر المعاناةمن سكر البول حال طبيّة تشير إلى وجود الجلوكوز في البول، وهي عادةً ما تكون علامة على أنّ مستوى سكر الدمّ قد تجاوز الحدود الطبيعية، ممّا يؤدي إلى تسرّب الجلوكوز عبر الكلى إلى البول، وهذا النوع من الحالات يمكن أن يكون مؤشرًا على عدم السيطرة على سكر الدم بشكل فعال.
تتمثل عوارض ارتفاع سكر البول في:
- كثرة التبول: على غرار ما يحدث في حال ارتفاع سكر الدم، فإنّ الجسم يحاول التخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق زيادة كمية البول، وهذا العرض يكون ملحوظًا بشكل خاص في الليل. وبحسب موقع مجلّة Times of India، في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Type 2 diabetes: The amount of times you pee can be a tell-tale sign of the disease”، قد يشير التبول أكثر من 7 إلى 10 مرات في اليوم إلى وجود مرض السكري من النوع الأول أو الثاني، ووفقًا لهيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة في المملكة المتحدّة (NHS)، يمكن أن تتراوح كمية البول بين 3 لترات في الحالات الخفيفة وحتى 20 لترًا يوميًا في الحالات الحادّة من المعاناة من مرض السكري. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- الحكة الجلدية: قد تتسبب نسبة الجلوكوز العالية في البول في حدوث حكة، خصوصًا في المناطق الحساسة، حيث يخلق السكر بيئة مواتية لنموّ الفطريات.
- تغيّر لون البول: قد يصبح لون البول أغمق من المعتاد، وقد يصاحبه رائحة غير طبيعيّة نتيجة لتواجد الجلوكوز، لذ فإنّ هذه التغيرات يجب أن تؤخذ بجديّة وتستدعي استشارة طبيّة فوريّة.
- الشعور بالألم أثناء التبول: في بعض الحالات، قد يشعر الشخص بألم أو حرقة أثناء التبول، وهو مؤشّر على وجود مشاكل صحية تتطلّب تدخلًا طبايً عاجلًا.
إذا كنتِ تعانين من أيّ من هذه العوارض، فقد يكون ذلك إشارة على وجود مشكلة في مستوى السكر في الجسم، ممّا يستدعي التوجه للطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكّد من الحال الصحيّة، وبخصوص الفرق بين سكر الدم وسكر البول فيتضّح هنا في طبيعة العوارض التي تصاحب كل منهما، والطريقة التي يعبر بها الجسم عن هذه الاضطرابات.
نصائح للوقاية من الإصابة بالسكر بمختلف أنواعه
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، وهذه المقولة تنطبق بشكل كبير على مرض السكري، خاصّةً بعد فهم الفرق بين سكر الدم وسكر البول ، الأمر الذي يساعدكِ على اتّخاذ الإجراءات الوقائيّة المناسبة للحفاظ على مستوى السكر في الجسم ضمن الحدود الطبيعية، لذا سنقدّم لكِ بعض النصائح الفعّالة التي يمكن أن تساعدكِ في تحقيق هذا الهدف:
- اتباع نظام غذائي صحي: يعتبر النظام الغذائي المتوازن والغني بالألياف من أهم العوامل التي تسهم في السيطرة على مستوى السكر في الدم، لذا يجب الحرص على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول السكريات والدهون المشبّعة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة الرياضة في تحسين استجابة الجسم للإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، فأداء بعض التمارين حتى لو كانت بسيطة مثل المشي، يمكن أن يؤدّي دورًا كبيرًا في الوقاية من مرض السكري.
- الحفاظ على وزن صحي: تُعتبَر زيادة الوزن والسمنة من العوامل الرئيسيّة التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري،لذا يجب متابعة الوزن بانتظام والعمل على خفضه من خلال اتّباع النظام الغذائي المناسب وممارسة الرياضة بانتظام.
- مراقبة مستويات السكر بانتظام: يُعتبَر الفحص الدوري لمستوى السكّر في الدم من الخطوات الأساسيّة للوقاية من مرض السكري، حيث يتيح هذا الفحص مراقبة التغيرات في مستوى السكّر واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حدوث أيّ ارتفاع غير طبيعي.
- التقليل من التوتر: إنّ الإجهاد والشعور بالتوتر لهما تأثير سلبي على مستوى السكر في الدم، لذا قد تُساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمّل في تخفيف التوتّر وبالتالي تحسين التحكّم في مستوى السكر.
- الالتزام بالعلاج: إذا كنتِ مصابة بالسكري، فإنّ الالتزام بالعلاج وتناول الأدوية وفقًا لتعليمات الطبيب هو المفتاح للتحكّم في مستوى السكّر في الدم والوقاية من المضاعفات.
يمكن أن يساعدكِ اتباع هذه النصائح تحت إشراف الطبيب المختصّ في الحفاظ على صحّة جيّدة وتجنب الإصابة بالسكري، أمّا الفرق بين سكر الدم وسكر البول فيظهر بوضوح في كيفية تأثير كل منهما على الجسم، ولكن الوقاية من كليهما تتطلّب التزامًا بنمط حياة صحّي.
في الختام، من الضروري إدراك الفرق بين سكر الدم وسكر البول ، ليس فقط من حيث التسمية، ولكن من حيث العوارض والتأثيرات الصحيّة المرتبطة بهما، فالفهم العميق لهذا الفرق يمكن أن يساعدكِ على مراقبة صحتكِ بشكل أفضل واتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة لتجنب مواجهة مشاكل السكر. ومنالجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على جدول جرعات الأنسولين لمرضى السكر.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ التوعية المستمرّة حول أهميّة مراقبة مستوى السكر في الجسم وتبنّي نمط حياة صحّي يمكن أن يحمي الأفراد من مخاطر عديدة، فالوقاية هي دائمًا الخيار الأفضل، ومعرفة الفروقات بين أنواع السكر المختلفة تعطيكِ الأدوات اللازمة للحفاظ على صحتكِ وصحة عائلتكِ، لذا احرصي على الاستفادة من هذه المعلومات والعمل بها لتجنّب مواجهة مشاكل صحيّة مستقبليّة.