سنكشف لكِ عن اسباب الدوار عند الاستلقاء في الأسطر القادمة من هذا المقال الجديد على موقعنا، والذي سنبيّن من خلاله أيضًا أبرز الآثار الجانبيّة المحتملة لمواجهة هذه المشكلة، كما سنقدّم عبره أهمّ النصائح والتوجيهات التي تضمن التخلّص من المضاعفات المترتّبة عنها حيث أنّها قد تُسبب الإغماء المفاجئ مع التشنج السريع.
إنّ الدوار هو شعور مزعج ومربك يصيب الكثير من الناس في أوقات مختلفة من حياتهم، ويمكن أن يكون خفيفًا ومؤقتًا، أو قد يكون شديدًا ويستمر لفترات طويلة،ويُعَدّ الشعور بهذه المشكلة عند الاستلقاء واحدًا من الأنواع الأكثر إزعاجًا، حيث يتسبب في شعور بعدم التوازن والدوران عند محاولة الاسترخاء أو النوم، لذا من الضروريّ فهم الأسباب والعلاجات المحتملة لهذه الحال لضمان التعامل معها بشكل أفضل وتحسين نوعية الحياة.
أسباب مواجهة هذه المشكلة
هناك العديد من اسباب الدوار عند الاستلقاء ، فهي تختلف باختلاف الحال الصحيّة التي يتمتّع بها المريض والعوامل التي تؤثّر عليه، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
التهاب الأذن الداخلية
تُعتبر الأذن الداخلية جزءًا حيويًا من جهاز التوازن في الجسم، لذا عند حدوث التهاب في هذه المنطقة، يمكن أن يتأثر الجهاز المسؤول عن توازن الجسم، ممّا يؤدي إلى الشعور بالدوار، ما يعني أنّ التهاب الأذن الداخلية يمكن أن يكون نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد يصاحبه عوارض أخرى مثل الألم في الأذن خاصّة عند البلع وفقدان السمع.
الدوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV)
يُعتبر الدوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV) من أكثر أنواع الدوار شيوعًا، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة نتيجة تحرك البلورات الكريستالية الصغيرة الموجودة في الأذن الداخلية إلى قنوات الأذن التي تتعلق بالتوازن، فعندما تتحرك هذه البلورات، تتسبب في إرسال إشارات غير طبيعية إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار عند تغيير وضعية الرأس، مثل الاستلقاء أو النهوض من السرير.
التهاب العصب الدهليزي
إنّ التهاب العصب الدهليزي هي حال أخرى يمكن أن تسبب الدوار، حيث أنّها تؤثّر على العصب الذي يرسل الإشارات من الأذن الداخلية إلى الدماغ، لذا عندما يصاب هذا العصب بالتهاب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور قوي بالدوار، خصوصًا عند الاستلقاء، وقد يكون التهاب العصب الدهليزي ناتجًا عن عدوى فيروسية أو حالات التهابية أخرى.
أمراض القلب والأوعية الدموية
إنّ الإصابة ببعض أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن تسبب الدوار، على سبيل المثال، إنّ انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الدماغ عند تغيير وضعية الجسم بسرعة، مما يسبب الدوار، كذلك إنّ المعاناة من اضطرابات نظم القلب قد تؤدي إلى عدم انتظام تدفق الدم، مما يمكن أن يسبب الدوار عند الاستلقاء.
مشاكل العمود الفقري العنقي
إنّ المعاناة من مشاكل العمود الفقري العنقي (الرقبة) يمكن أن تكون سببًا آخرًا للدوار عند الاستلقاء، فالتعرّض لإصابات أو اضطرابات في الرقبة قد تؤدي إلى ضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية، ممّا يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ ويسبب الشعور بالدوار.
علاج الدوار عند الاستلقاء
يعتمد علاج الدوار بشكل كبير على السبب الكامن وراءه، لذلك بعدما أطلعناكِ على اسباب الدوار عند الاستلقاء في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للتخفيف من مضاعفات هذه المشكلة في ما يلي، وتشمل:
تمارين التوازن وإعادة التأهيل
هناك مجموعة من التمارين المحددة التي يمكن أن تساعد في إعادة تنظيم البلورات الكريستالية في الأذن الداخلية، ومن بينها تمارين إيبلي ومانوفر، والتي تعتبر فعّالة جدصا في حالات الدوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV)، حيث يقوم المريض بتنفيذ سلسلة من الحركات التي تساعد في إعادة البلورات إلى مكانها الصحيح، ممّا يقلل من عوارض هذا النوع من الدوار.
الأدوية
في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب أدوية للمساعدة في تخفيف عوارض الدوار، كمضادات الهيستامين مثل ميكليزين، والتي تساعد في تقليل الشعور بالدوار، كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للغثيان مثل ميتوكلوبراميد، والتي تساعد في تخفيف العوارض المرتبطة بالغثيان والقيء.
العلاج الطبيعي
يمكن أن يكون العلاج الطبيعي مفيدًا جدًا في حالات الدوار الناتجة عن مشاكل العمود الفقري العنقي، ويشمل ممارسة تمارين تقوية الرقبة وتحسين مرونتها، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على الأعصاب والأوعية الدموية وبالتالي تقليل الشعور بالدوار.
التدخل الجراحي
في حالات نادرة، وعندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لحل المشكلة، خصوصًا إذا كانت مرتبطة باضطرابات في الأذن الداخلية، فالجراحة يمكن أن تكون خيارًا لعلاج الدوار الناتج عن الأورام أو التشوهات البنيوية في الأذن الداخلية.
إجراء تغييرات في نمط الحياة
بالإضافة إلى العلاجات الطبية، يمكن أن يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل تأثير عوارض الدوار، ومن بينها تجنب ممارسة الحركات السريعة والمفاجئة، الحفاظ على مستوى ثابت من السوائل في الجسم لتجنب انخفاض ضغط الدم، والابتعاد عن تناول الكافيين والكحول التي يمكن أن تزيد من حدّة عوارض الدوار.
الآثار الجانبيّة لاستمرار هذه المشكلة
بعدما كشفنا لكِ عن اسباب الدوار عند الاستلقاء في ما سبق، سنطلعكِ على أبرز الأضرار المحتملة التي قد تترتّب عن استمرار الإصابة بهذه المشكلة في ما يلي، وتشمل:
اضطرابات النوم
إنّالشعور بالدوار عند محاولة الاستلقاء للنوم يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، ممّا يؤدي إلى الأرق والتعب خلال النهار، وكما نعلم، النوم الجيد هو عامل أساسي للحفاظ على صحة الجسم والعقل، والدوار يمكن أن يعوق الحصول على هذه الفوائد.
القلق والاكتئاب
الأشخاص الذين يعانون من الدوار المستمر قد يصابون بالقلق أو الاكتئاب بسبب الإحساس الدائم بعدم الراحة والخوف من فقدان التوازن، الأمر الذي يزيد من حدة الدوار، ممّا يخلق دائرة مفرغة من العوارض المتفاقمة.
خطر السقوط والإصابات
يمكن أن يزيد الدوار من خطر السقوط والتعرض للإصابات، خصوصًا عند محاولة الوقوف بسرعة أو التحرك من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف، ممّا يمكن أن يؤدي إلى التعرّض لكسور وجروح، وخاصة لدى كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للإصابات.
التأثير على الحياة اليومية
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من الدوار صعوبة في أداء الأنشطة اليومية، مثل القيادة، أو العمل، أو حتى ممارسة التمارين الرياضية، ممّا يمكن أن يؤدي إلى تقليل الاستقلالية والاعتماد على الآخرين، ويؤثر على نوعية الحياة بشكل عام.
ختامًا، إنّ المعاناة من الدوار عند الاستلقاء هي حال قد تكون مزعجة وتؤثر على جودة الحياة بشكل كبير، لذا من المهم فهم الأسباب المحتملة الكامنة خلفها ومعرفة كيفية التعامل معها بفعالية، لذا إذا كنت تعانين من الدوار عند الاستلقاء، فمن الأفضل استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.
بالاهتمام المناسب والعلاج الصحيح، يمكن لمعظم الأشخاص التخفيف من عوارض الدوار والتمتع بحياة أكثر راحة واستقرارًا، فالوعي والمعرفة هما المفتاح للتعامل مع هذه الحال بفعالية، لذا لا تتردد في زيارة الطبيب للحصول على أفضل رعاية ممكنة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة علاج الدوخة عند الاستيقاظ من النوم بحيل منزلية بسيطة.