انواع خافضات الحرارة للأطفال عديدة ومتنوّعة، ولكلّ منها نسبة فعاليّة تختلف باختلاف السبب المؤدّي الى ارتفاع حرارة الطفل.
ونعني بخافضات الحرارة الأدويّة التي يتمّ استخدامها لعلاج ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل وخفضها. فتعمل هذه الأدويّة عن طريق التأثير على مركز الحرارة في الدماغ. قد يكون ارتفاع الحرارة أو الحمّى ناتجة عن الإصابة بعدوى معيّنة أو التهابات أو حتّى لأسباب أخرى. لذلك كان لـ”عائلتي” حديث مُفصّل حول هذا الموضوع مع الدكتورة بالصيدلة سلوى الخوري لشرح أنواع خافضات الحرارة الأكثر استخدامًا لدى الأطفال والنوع المناسب لكلّ حالة.
أبرز أنواع خافضات الحرارة وأشكالها المختلفة
تتعدّد أنواع خافضات الحرارة وتأتي بأشكال مختلفة أيضًا، وفق الخوري، التي أضاقت: نُفضّل أن نصنّفها بناءً على المادّة الفعّالة التي تحتوي عليها، خاصّةً وأنّ الأسماء التجاريّة للأدوية قد تتغيّر بين بلد وآخر وفقًا لتمثيل شركات الأدوية في كلّ منطقة من العالم.
سنعدّد في ما يلي أبرز الأنواع والأشكال المتاحة من خافضات الحرارة:
- “أسيتامينوفين” المعروف أيضًا بـ”باراسيتامول”
يُستخدم هذا النوع عامّةً بهدف خفض الحرارة وتخفيف الألم الخفيف الى المعتدل، ونجده بعدّة أشكال: أقراص، شراب للأطفال، تحاميل خافض الحرارة (تستخدم للأطفال أو الأشخاص الذين لا يستطيعون بلع الأقراص)، ويكون غالبًا مفعولها أسرع من الأقراص والشراب. بالإضافة الى ذلك، يمكن أن نجدها على شكل مستحضرات موضعيّة، كلاصقات تحتوي على أسيتامينوفين.
- الـ”إيبوبروفين”
يُستخدم بدوره بهدف خفض الحرارة المرتفعة وتخفيف الألم المعتدل الى الأكثر حدّة، وتخفيف الالتهابات. ونجده أيضًا على شكل: أقراص، شراب للأطفال خاصّةً وتحاميل للكبار والصغار. كما يُوجد هذا النوع على شكل مرهم موضعي أو جلّ، يتمّ استخدامه لتخفيف تورّم أو ألم المحصور.
- الـ”أسبرين”
رُغم أنّه كان من أكثر أنواع خافضات الحرارة شيوعًا لفعاليّته في خفض الحرارة وتخفيف الألم، بشكل خاصّ عند البالغين، إلّا أنّه يُستخدم بشكل أقلّ لدى الأطفال نظرًا للمخاوف المتعلقة بتأثيره السلبي عليهم. وأشكاله المختلفة هي أقراص، مسحوق يُذاب في الماء، وتحاميل (نادرة وقليلة الاستعمال).
أسباب ارتفاع حرارة الأطفال والنوع المناسب لكلّ منها
يحصل ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجةً لأسباب عدّة، وفق ما أشارت الصيدلانيةّ، وتختلف أنواع خافضات الحرارة الموصوفة باختلاف حالة الطفل الطبيّة، عمره، وما إذا كان يعاني من أي ظروف صحيّة أخرى. وشرحت الخوري أكثر الأسباب شيوعًا لاستخدام خافضات الحرارة والنوع المناسب لكلّ حالة:
- العدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة
تُسبّب نزلات البرد، الإنفلونزا، أو عدوى فيروسيّة أخرى الحمى. وفي هذه الحالة يتمّ وصف أسيتامينوفين أو باراسيتامول، للكبار والأطفال، لخفض الحمّى وتخفيف الألم المصاحب لها. كما يُستخدم أيضًا في بعض حالات العدوى البكتيريّة بالتزامن مع المضادات الحيويّة.
- الالتهابات
في حالات الحمّى الناتجة عن العدوى التي تترافق أيضًا مع ألم والتهاب المرتبطين بالحالات مثل التهاب الحلق، أو التهاب المفاصل، يتمّ وصف الـ”إيبوبروفين” للكبار والأطفال، نظرًا لفعاليّته بتخفيف الالتهاب والحمّى والألم معًا.
في حالات الالتهابات الأخرى كالتهاب الأذن والالتهابات المزمنة والحادّة، يستخدم الـ”إيبوبروفين” لتقليل الالتهاب والألم الذي قد يكون مصاحبًا له.
- تطعيمات الأطفال
بعض أنواع تطعيمات الأطفال الروتينيّة تُسبّب الانزعاج للأطفال وأحيانًا قد تُسبّب ارتفاعًا بالحرارة والحمّى الخفيفة بعد تلقّيها، ويُنصح في هذه الحالة استخدام الـ”أسيتامينوفين” أي الـ”باراسيتامول” لخفض الحمى بعد التطعيم وتخفيف الانزعاج والألم الموضعي.
العوارض الجانبيّة الاكثر شيوعًا لخافضات الحرارة
نظرًا لأنّ خافضات الحرارة يمكن أن تسبّب آثارًا جانبية، كأي دواء آخر، تنصح الخوري باستخدامها بحذر وتحت إشراف طبّي لتفادي أي آثار جانبيّة أو تفاعلات مع أدويّة أخرى، على الرغم من أنها آمنة عادةً لدى استخدامها بشكل صحيح. ومن أبرز الآثار الجانبيّة لكل نوع من خافضات الحرارة، نذكر:
الـ”باراسيتامول” أو الـ”أسيتامينوفين”
- اضطرابات في المعدة كشعور بالغثيان أو عدم الراحة في المعدة.
- حالات نادرة من الطفح الجلدي أو الحساسية.
- تسمّم وتلف بالكبد، إثر تناول جرعات كبيرة وتخطّي الجرعة اليوميّة الموصى بها أو اثر الاستخدام المزمن.
الـ”إيبوبروفين”
- اضطراب المعدة كالغثيان، التقيؤ، أو آلام المعدة.
- عسر الهضم والشعور بالحرقة أو عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
- تقرّحات أو نزيف في المعدة.
- مشاكل تؤثّر على وظائف الكلى، إثر الاستخدام الطويل أو الجرعات الزائدة.
- رفع ضغط الدمّ.
- مخاطر الإصابة بمشاكل في القلب، إذ قد يزيد استخدامها لمدّة طويلة خطر التعرّض لنوبات قلبيّة أو سكتات دماغيّة.
الـ”أسبرين”
- اضطراب المعدة كغثيان، ألم أو حرقة في المعدة.
- نزيف خفيف في اللّثة أو الأنف.
- نزيف في المعدة أو الأمعاء أو النزيف المعدي المعوي، إثر استخدامه لمدّة طويلة أو أخذ جرعات عالية منه.
- مشاكل في الكلى إثر الاستخدام الطويل.
- زيادة خطر متلازمة راي لدى الأطفال والمراهقين، وهي حالة نادرة وخطيرة تؤثّر على الكبد والدماغ لديهم.
نصائح لتجنّب الآثار الجانبيّة
في هذا السياق، نصحت الخوري باتّباع بعض الإرشادات لتجنّب الآثار الجانبيّة لهذه الأدوية، وهي:
- اتّباع التعليمات الخاصّة بالجرعات الموصى بها.
- تناول الدواء مع الطعام.
- عدم استخدامها لفترات طويلة من دون استشارة الطبيب.
- استشارة الطبيب فور الشعور بأي من الأعراض السابقة، أو أي أمر غير معتاد.
برأيي الشخصي، نجد كلّ نوع من هذه الأدوية بأشكال متعدّدة لتلبية الاحتياجات مختلفة، ويتمّ وصفه بجرعات مناسبة لعمر الطفل وحالته الصحيّة. لذلك، عند اعطائك أي من أنواع خافضات الحرارة لطفلك، يجب اتّباع التعليمات المرفقة والتشاور مع الطبيب، بشكل خاصّ إذا كان يعاني من حالات طبيّة معيّنة أو يأخذ أدوية أخرى.
تجنّبي هذه الأخطاء الشائعة والخطيرة في خفض حرارة الطفل المرتفعة!