تجربتي مع الحجامة للحمل أصفها بالإيجابية، رغم عدم تأكّدي من مساعدتها بحدوث الحمل بشكل مباشر، إلّا أنّ آثارها المساعدة كانت واضحة.
تُعتبر الحجامة من التقنيّات العلاجيّة القديمة التي عُرِفت في العديد من الثقافات حول العالم، إذ إنّ لها جذورًا في الطبّ العربي والطبّ التقليدي الصيني أيضًا باختلافات بسيطة عن العربي، كما لقيت رواجًا في أوروبا خلال عصر النهضة. وقد طوّرت تقنيّاتها مع الوقت، وما زالت منتشرة في مجتمعاتنا العربيّة بشكل كبير، خاصّةً وأنّ عددًا من الأطباء العرب والمسلمين من ابن سينا، وأبو بكر الرازي، كانوا قد أوصوا باستخدامها، للوقاية والعلاج من بعض الأمراض. ولكن ما هي فوائدها وما علاقتها بالحمل؟
الحجامة وطرق تطبيقها
تُعتبر الحجامة من العلاجات التي تُعرف بالبديلة، ويتمّ تنفيذها عن طريق وضع أكواب على الجلد في نقاط ومناطق مختلفة من الجسم، وبعدها يتمّ سحب الهواء من داخل الأكواب باستخدام مضخّة للشفط أو اللّهب الذي يعطي الحرارة، بهدف إنشاء ضغط سلبي، للمساعدة على تحسين الدورة الدمويّة، وتخفيف الألم، والمساهمة بالشفاء من بعض الأمراض.
يمكن تنفيذ الحجامة بطريقتين، ويعتمد الخيار بين الطريقتين أو النوعين على الحالة التي تستدعي القيام بها، فقد تكون الحجامة جافّة أو رطبة:
- الحجامة الجافّة لا تُستخدم فيها سوائل وتقوم على عملية شفط الجلد.
- الحجامة الرطبة وتُعرَف أيضًا بالحجامة الدامية: تقوم على شفط الجلد واستخدام الكؤوس المنقوعة في الماء أو إبر لإخراج الدمّ.
فوائد الحجامة المختلفة
رغم أنّ فوائد الحجامة لم تُثبت علميًّا وطبيًّا، إلّا أنّها عمليًّا أثبتت فوائد كثيرة في نواحي مُختلفة، وأبرزها المُساعدة على علاج مشاكل صحيّة عديدة. من أبرز فوائد الحجامة للجسم وفق ما ورد على موقع “WebTeb” نذكر:
- تقليل ألم وشدّ العضلات المؤقّت والمزمن: بيّنت دراسة أنّ القيام بالحجامة يساعد بشكل ملحوظ على تخفيف ألم وتعب العضلات بعد ممارسة نشاط بدني قاسي، لذلك يلجأ لها العديد من الرياضيين. كما أشار عدد من الدراسات الى أنّ الحجامة من الممكن أن تخفّف أيضًا بعض الآلام المزمنة، كآلام الظهر والرقبة المستمرة ومتلازمة النفق الرسغي.
- تحسّن الدورة الدمويّة وتدفّق الدمّ في النقط التي تمّ وضع الأكواب عليها، لأنّ القوّة الناتجة عن وضع أكواب الحجامة ستجذب السوائل باتّجاهها، ما يُؤثّر على الشعيرات الدمويّة فيها ويُحفّز الجسم على تجديدها. وهذا الأمر يساعد في حالات ارتفاع ضغط الدم ودوالي الساقين.
- تخفيف الصداع القوي وآلام داء الشقيقة: خفف العلاج بالحجامة شدّة الألم لدى 66 بالمئة تقريبًا من مصابين بالصداع النصفي شاركوا في دراسة أُجريت حولها. وأشارت الدراسة أيضًا الى أنّ وتيرة الإصابة بنوبات الصداع قلّت لديهم لدى اتّباع هذا العلاج.
- تخفيف ألم التهاب المفاصل: أثبتت إحدى الدراسات أنّ الحجامة أكثر فعاليّة من مسكّن الـ”باراسيتامول” في تخفيف تيبّس المفاصل الصباحي، والآلام والتورّم الناتج عن التهاب المفاصل التنكسي.
- تخفيف التوتّر والمُساعدة على الاسترخاء: أثبتت دراسة أنّ خمس جلسات من الحجامة أدّت الى تحسين مزاجه الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن الذين شاركوا بالدراسة، وساعدتهم على النوم بشكلٍ أفضل. إضافة إلى ذلك، يساعد العلاج بالحجامة بالتخفيف من القلق والاكتئاب.
- المُساعدة على تخفيف أعراض حالات مرضيّة عدّة، أبرزها: الربو، الزكام وأمراض الجهاز التنفّسي الأخرى، أمراض الجهاز الهضمي كالقولون، شلل الوجه، وغيرها من المشاكل.
- قد تُساعد الحجامة الجافّة على تخفيف آلام الدورة الشهريّة وغزارة الطمث لدى النساء.
فوائد الحجامة في حالات العقم
إضافةً الى الفوائد التي تحدّثنا عنها سابقًا، يتحدّث البعض عن فوائد أخرى للحجامة للنساء مُرتبطة بالحمل والخصوبة لدى النساء والرجال وأبرزها:
- تحسين مناعة قبل الحمل وخلاله.
- تنظيم الدورة الشهريّة.
- تحفيز المبايض.
- علاج انسداد وتشوهات قناة فالوب.
- ضبط مستويات الهرمونات.
- أمّا لدى الرجال، قد تساعد الحجامة في زيادة الخصوبة عن طريق تحسين صحّة الحيوانات المنويّة.
دراسة أثبتت علاقة الحجامة بالحمل
أثبتت دراسة أُجريت عام 2016 على 59 سيّدة مصابة بالعقم، فوائد الحجامة للحمل. بعد أن تحسّنت نسبة كبيرة منهنّ لدى خضوعهنّ للعلاج بالحجامة الرطبة، إذ أصبحت مستويات الهرمونات المُتعلّقة بالخصوبة والحمل طبيعيّة لدى 61 بالمئة منهنّ، وحملت 21 بالمئة منهنّ.
الوقت الأنسب لاستخدام الحجامة لدى المرأة
يمكن إجراء الحجامة في أيّ وقت من الشهر، وحتّى خلال حدوث الحيض. فكما ذكرنا سابقًا، قد تساعد على تخفيف آلام الدورة الشهريّة على أن تكون حجامة جافّة، ولا تُشكّل أي خطورة على الدورة أو صحّة المرأة بشكل عام.
أمّا في حال قرّرت المرأة أن تقوم بإجرائها لزيادة فرص الحمل لديها، وفق ما ذكر موقع الطبّي، فأفصل أوقات الحجامة هي بين اليوم الأول من الحيض الى ما قبل موعد التبويض بأيّام. ولكن ينصح الأطبّاء بالتأكّد من عدم وجود حمل. ويحذّرون من إجرائها خلال فترة التبويض أي في أيام خصوبة المرأة في حال محاولات الحمل.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لا يُمكننا التغاضي عن فوائد تقنيّة الطبّ البديل التقليديّة هذه في مجالات مُتعدّدة، إلّا أنّ الآراء حول فعاليتها في زيادة فرض الحمل وفوائدها تختلف وفقًا للأبحاث والدراسات العلميّة. لذلك ننصحك عزيزتي باستشارة طبيب قبل البدء بأي نوع من العلاج البديل التكميلي.