“تجربتي مع ابر تثبيت الحمل لم تكن مُعقّدة، وأدّت الى النتيجة المرغوبة بحماية الحمل والجنين وايصالي الى الولادة في الموعد المقرّر”.
هذا ما شاركته معي قريبتي التي عانت من حالات إجهاض سابقة، واضطرّت الى استخدام ابر تثبيت الحمل بهدف منع حدوثها في حملها الأخير. وعلى الرغم من أنّ رحلة حملها لم تكن بالسهولة المرغوبة، خاصّةً لدى معاناتها من بعض الأعراض الجانبيّة الناتجة عن هذه الإبر، إلّا أنّها تحتضن اليوم طفلتها التي انتظرتها طويلًا بين ذراعيها. لذلك قرّرت اليوم مشاركتكم بعض المعلومات عن هذه الإبر، وظيفتها، دواعي استخدامها، بالإضافة الى عوارضها الجانبيّة المُحتملة.
ما هي ابر تثبيت الحمل؟
حقن البروجسترون، المعروفة بالعاميّة بإبر تثبيت الحمل، هي من أبرز أنواع مثبّتات الحمل، أي الأدوية التي يتمّ استعمالها لتقوية الحمل وحمايته بهدف تقليل مخاطر الإجهاض. كنا يُشر اسمها، تحتوي هذه الإبر على هرمون البروجسترون، الذي له دور أساسي ومهمّ في استمرار وحماية الحمل.
تُعتبر الإبر التي تحتوي على أدوية مثل “البروجسترون” من أبرز أنواع ما يُعرَف بـ”ابر تثبيت الحمل”، وتُعطى عادةً عن طريق الحقن في العضلة وخاصّةً عضلة الأرداف، حسب توصيات الطبيب المتابع بالاستناد الى السبب الذي أدّى الى الحاجة اليها، وتُعطى غالبًا مرّة في الأسبوع.
دواعي استعمال هذه الحقن
كما ذكرنا سابقًا، تُستخدم إبر تثبيت الحمل لتحسين صحّة الحمل بشكل عام إذا كان ضعيفًا، وبهدف تقليل مخاطر حدوث الإجهاض، وبالأخصّ الإجهاض المبكر. سنعدّد في ما يلي الأسباب الرئيسيّة التي تؤدّي الى ضرورة الاستعانة بها لحماية الحمل، وهي:
- التاريخ الطبي للحامل وتعرّضها للإجهاض المتكرّر سابقًا: لدعم الحمل الجديد وتقليل مخاطر الإجهاض في حال كانت تعاني المرأة من مشاكل في مستويات البروجسترون لديها أو تعرّضت لأكثر من حالة إجهاض في الماضي، يقوم الطبيب المتابع عادةً من وضع خطّة علاجيّة تتضمّن إبر البروجيستيرون. اطّلعي هنا على عوارض قد تدلّ على احتماليّة وقوع الإجهاض.
- تجنّب مضاعفات الحمل التي تكون الحامل معرّضة لها: كنزيف خلال الحمل أو تقلّصات بوقتٍ مبكر من الممكن أن تهدّد الحمل.
- خلل واضطرابات في مستويات هرمونات الحمل: يتمّ اللّجوء الى حقن تثبيت الحمل، في حال انخفاض مستوى هرمون البروجسترون الذي يساعد في دعم الحمل، لتعويض النقص الحاصل في هذا الهرمون.
- في حالات التخصيب الصناعي المخبري: قد يلجأ الطبيب الى وصف حقن البروجسترون هذه لزيادة نسبة نجاح الحمل عبر تدعيم بطّانة الرحم.
- اختلال وظيفة الغدة الدرقية أو مشاكل في الغدة الكظرية وغيرها من المشاكل في الغدد الصّماء التي قد تؤثر على استقرار الحمل.
- حالات طبيّة خاصّة: كحالات الحمل التي تكون صعبة نظرًا لصعوبة حدوث انغراس البويضة المُخصّبة بالشكل المناسب والسليم في الرحم.
الآثار الجانبيّة المحتملة لإبر تثبيت الحمل
إبر تثبيت الحمل، كغيرها من علاجات تثبيت الحمل لها أضرار وآثار جانبيّة محتملة، يجب أن تطّلعي عليها، من الأكثر شيوعًا الى النادرة منها، لتتمكني من استشارة طبيبك لدى ملاحظة أي منها لتجنّب أي نتائج سلبيّة وخطورة مُحتملة. ومن أبرز هذه الأعراض، وفق شيوعها نعدّد:
الآثار الجانبيّة المحتملة الأكثر شيوعًا
- ألم، تورّم أو احمرار في موقع الحقن: قد تشعر به بعض النساء في النقطة التي أُعطيت بها الحقنة، والتي غالبًا ما تكون عضلة الأرداف.
- تغيّرات في المزاج: تعاني بعض الحوامل من الاكتئاب والقلق، نتيجةً للتأثيرات الهرمونيّة التي تحصل عند القيام بهذه الحقن.
- زيادة في الوزن نتيجة التغيّرات الهرمونيّة المرتبطة بالعلاج بهذه الإبر.
- الشعور بالتعب والإرهاق: الناتج أيضًا عن هذه التغيّرات.
الآثار الجانبية المحتملة بنسبة أقلّ
- طفح جلدي أو حكة في مكان الحقن.
- غثيان وقيء الذي قد تعاني منه نسبة أقلّ من الحوامل.
- الشعور بالصداع وألم الرأس بعد أخذ الحقنة.
- حساسيّة غير معتادة، ألم أو تورّم أو أي تغيّرات أخرى في الثديين.
- المعاناة من إمساك أو إسهال وغيرها من المشاكل في الجهاز الهضمي.
الآثار الجانبيّة الأكثر جدّية وندرة
- ردود فعل تحسّسيّة حادّة: كالحساسيّة الجلديّة على شكل طفح جلدي شديد، تورم واضح في الوجه أو الحلق، وصولًا الى صعوبة في التنفّس.
- زيادة خطر حدوث الجلطات الدمويّة التي قد تحصل أيضًا في حالات نادرة، بسبّب التغيّرات الهرمونيّة.
- مشاكل في الكبد: وتظهر هذه المشاكل الصحيّة على شكل ما يُعرَف بالـ”اليرقان”، وهو اصفرار لون الجلد أو العينين. وهذه المشكلة تُعتبر من الأعراض الجانبيّة الأكثر ندرة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، عليك الاطّلاع على كل ما يتعلّق بإبر تثبيت الحمل بشكل مُفصّل. لذلك من المهم أن تستوضحي من طبيبك عن كافّة جوانب هذا العلاج، عندما يصفه لك. وعليك استكماله باتّباع النصائح الطبيّة بحرفيّتها بما يختصّ بالتوقيت، الوتيرة والمدّة المحدّدة لاستخدامها. وإذا عانيتي من أي من الآثار الجانبية التي ذكرناها سابقًا، أو لاحظت أي أعراض غير اعتياديّة بعد حقن هذه الابر، عليكِ استشارة طبيبكِ على الفور، لأنّه الوحيد المُخوّل أن يقدّم لك التوجيهات اللّازمة، لجهة الاستمرار بالعلاج أو تعديله أو حتّى التوقّف عنه.
اقرأي أيضًا تجربتي مع مثبت الحمل دوفاستون.
