تجارب الحمل في سن 45 مُختلفة لدى النساء، فبعضهنّ تمكّنّ من الحمل بشكل طبيعي على الرغم من صعوبة ذلك لأسباب عدّة.
تعتمد القدرة على الحمل في سن الـ45 على عوامل عدّة، ومع تقدّم المرأة في العمر تُصبح أكثر صعوبة وتكثر التحدّيات التي تواجهها في هذا المجال مُقارنة مع النساء الأصغر سنًّا. فبهذا العمر، تنخفض الخصوبة لدى المرأة لعدّة أسباب، ما يجعل الحمل بمثابة تحدّي لها. وفي حال حدوثه، قد تنطوي عليه مخاطر تتعلق بصحّة المرأة وجنينها. فما هي الأسباب التي تؤدّي الى صعوبة الحمل الطبيعي في هذا العمر، الطرق التي قد تُساعد بالحمل، والمخاطر الناتجة عنه؟
نسبة حدوث الحمل الطبيعي وفق سنّ المرأة
تتغير نسبة حدوث الحمل بشكل كبير مع تقدم المرأة بالسنّ، وتختلف عادةً وفق سنّها وحالتها الصحيّة العامة. اليك كيف تتغيّر نسبة حدوث الحمل الطبيعي لكلّ فئة عمرية:
- تتمتّع المرأة بأعلى درجة من الخصوبة في العشرينات، وتكون عندها نسبة حدوث الحمل مُرتفعة جدًّا، لا بل في أعلى مستوياتها، بحيث تتمكّن المرأة العشرينيّة من الحمل بسهولة نسبيًّا، إذا لم يكن هناك أسباب صحيّة تحول دون ذلك.
- تبدأ هذه النسبة بالتناقص تدريجيًّا لدى بلوغ المرأة عمر الثلاثين. إذ تُشير الدراسات التي تمّ اجراؤها على نساء ثلاثينيّات إلى أنّ نسبة فرص حدوث الحمل الطبيعي خلال كلّ دورة شهريّة تنزل الى معدّل يتراوح بين 15 و20 في المئة.
- أمّا في الأربعينات، فتنخفض هذه النسبة بشكل كبير، بحيث تُصبح احتماليّة الحمل خلال كلّ دورة شهريّة 5 بالمئة فقط تقريبًا.
- وفي سنّ الـ45، تُصبح هذه النسبة منخفضة جدًا الى شبه معدومة، لتصل الى أقلّ من واحد في المئة خلال الدورة الشهريّة الواحدة.
مصدر الصورة: Freepik
أسباب انخفاض مُعدّل الخصوبة بسنّ الـ45
تزداد التحدّيات التي تُواجه المرأة الراغبة في الإنجاب بسنّ الـ45، إذ تتراجع الخصوبة لديها بسبب عوامل بيولوجيّة وفيزيولوجيّة تؤثّر عليها. وتؤدّي عوامل مُجتمعة إلى انخفاض فرص الحمل بشكل طبيعي، ومن أبرزها:
- تغيّرات في المبيضين: مع تقدّم المرأة في السنّ، قد تحدث مشاكل كتكيّسات أو أورام في المبيضين، ما يؤثّر على الإباضة.
- تغيّر سلبي بجودة البويضات: من الممكن أن تحمل البويضات القديمة التي “شاخت”، طفرات كروموسومية، أو تُصبح القدرة على تخصيبها أكثر صعوبة.
- قلّة عدد البويضات: يبدأ عدد البويضات المُحدّد، الذي تمتلكه المرأة عند الولادة، بالتناقص تدريجيًّا مع تقدّمها بالعمر، فيُصبح قليلًا جدّاً في سنّ الـ 45.
- تغيّرات في مستويات الهرمونات: تتغير مستويات الهرمونات كالإستروجين والبروجستيرون، مع تقدم المرأة في السنّ ما يؤثر على انتظام الدورة الشهريّة ويُسبّب مشاكل في الإباضة.
- تلف أو انسداد قناة فالوب: الأمر الذي قد يؤثّر على قدرة البويضات أن تلتقي بالحيوانات المنويّة لحدوث التخصيب وبالتالي حصول الحمل.
- تغيّرات أو مشاكل في بطانة الرحم: كالتهابات أو تليّفات الرحم، ما يمنع هذا الأخير من القدرة على تلقّي الحمل.
- الأمراض المزمنة التي تحدث أو تزداد مع التقدّم بالعمر: كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكّري، ما يُؤثّر على الخصوبة بشكل سلبي ويزيد المخاطر المُحتملة للحمل في سنّ متقدّم.
الخيارات البديلة لتحقيق أمنية الحمل
انطلاقًا من أنّ نسبة نجاح الحمل بشكل طبيعي بعد سن الـ45 تكون منخفضة جدًّا، وعلى الرّغم من أن الحمل الطبيعي في هذا العمر يُعتبر صعبًا، إلّا أنّه مع التطوّر العلمي والطبّي أصبح هناك عدد من الطرق والخيارات المُتاحة لتحقيق الحمل. وننصح، لهذه الغاية دائماً بالتحدث مع أطباء مختصين في العقم والإنجاب لتقييم حالتهن الصحية بشكل دقيق ومناقشة الخيارات المُمكنة وتقديم النصائح المناسبة. ومن أهمّ تقنيات الإنجاب المساعدة:
- التلقيح الصناعي والحقن المجهري: حيث يتم جمع البويضات من المبيض وتخصيبها بالحيوانات المنويّة في المختبر، ثم يتمّ زرع الأجنة في رحم المرأة.
- التبرع بالبويضات: استخدام بويضات تمّ سحبها من متبرعات.
مصدر الصورة: Freepik
تداعيات ومخاطر الحمل في سن الـ45
قد يواجه الحمل في عمر متقدّم تداعيات ومخاطر مُحتملة على صحة الجنين والأمّ أيضًا. سنذكر لك أكثرها شيوعًا:
المخاطر المُحتملة على الجنين داخل الرحم ولدى ولادته:
- زيادة احتماليّة حدوث اضطرابات أو تشوّهاتكروموسومية،كاصابة الجنين بـ”متلازمة داون”، بسبب تدهور جودة البويضات مع تقدّم الأمّ بالعمر.
- تأخّر النموّ لدى الجنينّ، ما قد يؤدّي إلى ولادة الطفل بوزن منخفض.
- عيوب خلقيّة لدى الطفل في القلب أو الجهاز العصبي.
- مشاكل في التطوّر والتعلّم قد يعاني منها الطفل على المدى البعيد.
المخاطر المُحتملة على الحمل وصحّة الأمّ:
- ازدياد احتماليّة حدوث الإجهاض المبكر أي في الثلث الأول من الحمل بسبب التغيّرات الكروموسومية.
- مضاعفات الحمل التي قد تُعاني منها الأمّ كارتفاع ضغط الدم أو السكري الحملي مثلًا.
- امكانيّة حدوثمشاكل متعلّقة بالمشيمة، كالمشيمة المنزاحة، أو نزيف خلال الحمل.
- الولادة المبكرة، أو ولادة الطفل قبل أوانه، والتي قد تؤدّي إلى مشاكل صحيّة للطفل كضعف نموّ رئتيه ونموّه بشكل عام.
- مضاعفات أثناء الولادة تتطلّب تدخّل طبّي وولادة قيصريّة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، مع التقدّم الطبّي هناك أشياء كثيرة كانت تُعتبر مُستحيلة، أصبحت ممكنة، ولكن من المهم استشارة طبيب متخصّص في حال كنتِ تُفكّرين بالحمل بسنّ الـ45 ليقدّم لك المشورة المناسبة والتدابير الوقائيّة التي عليك اتّباعها. والأهمّ من حدوث الحمل في هذا السنّ هو تلقّي الحامل العناية الطبيّة الدقيقة واهتمامًا خاصًا عبر مراقبة صحّة الجنين والحمل بشكل عام.
