هل لاحظتِ أنّ الولادة الطبيعية أصبحت أكثر تعقيداً من الأيام الخوالي، عندما كانت المرأة تلد بنفسها في المنزل، وبأقل تدخّل طبي ممكن؟ إذ بتنا في الآونة الأخيرة نسمع بالعديد من المضاعفات، ومنها الفشل في الإنجاب طبيعياً، والحاجة إلى عملية قيصرية طارئة، بنسبة أكبر من المعتاد.
الأمر ليس صدفةً، إذ يرجح الباحثون أن التطور البشري حوّل جسم المرأة مع الوقت، بحيث ازداد عدد النساء اللواتي يعانين من الحوض الضيق مقابل الحمل بطفل كبير نسبياً. ولكن، ما السبب وراء ذلك؟ إحدى النظريات تؤكّد علاقة الأمر بالولادة القيصرية، والإقدام عليها بكثافة في العقود الأولى منذ البدء باعتمادها طبياً.
فمع تطوّر تقنيات الجراحة وإقدام النساء أكثر فأكثر على الولادة القيصرية، يبدو وأنّ جسم المرأة بشكل عام يميل تدريجياً إلى التطور بشكل مختلف؛ الأرقام تشير إلى أنّ هناك ازدياد بنسبة 10 إلى 20 بالمئة للفارق ما بين حجم الحوض لدى المرأة ورأس الجنين عند جهوزه للولادة.
بطبيعة الحال ومع هذا الإختلاف في الأرقام، سيكون من الأصعب اللجوء إلى الولادة الطبيعية، ما يزيد تلقائياً من معدّل الولادة القيصرية بشكل إضافي.
وبالتالي، فإنّ معادلة التطور هذه من المتوقّع أن تزيد من المشكلة على المدى البعيد، لتصبح الولادة الطبيعية على الأرجح أكثر ندرة وصعوبة.
ولكن هذا الواقع ليس بمؤشر خطير، إذ أنّ هذا التطور يتخذ عقوداً وحتّى قروناً ليشكلّ أي فارق فعلي يمكن ملاحظته، علماً بأنّ هناك جهود وحملات عديدة تهدف إلى الحدّ من نسبة الولادات القيصرية، إلّا في الحالات الضرورية أو الطارئة بالطبع.
إقرئي المزيد: هل سمعتِ بالولادة القيصرية "اللطيفة"؟