أمنية كلّ أمّ في هذه الدنيا أن تُربّي طفلاً سعيداً وتُكبّره ليُصبح إنساناً جميلاً يرى الوجود جميلا.
ولتحقيق أمنيتها، لا تتوانى عن تصفّح المراجع وسؤال الخبراء وأهل الاختصاص عمّا ينبغي وما لا ينبغي عليها فعله في جوانب مختلفة من حياة طفلها، ما فيه خير لها لولا أنّ أكثرية هؤلاء تغفل عن تنبيهها على حقيقة واحدة بسيطة: الأطفال منذ الولادة وحتى مراحل متقدمة من حياتهم بحاجة ماسة لحضور أمهاتهم ولأوقات نوعية تجمعهم بها.
والأوقات النوعية التي تُخلّد ذكراها في ذهن الطفل وتُشعره بأنه محبوب وتطبع شخصيّته وحياته إلى ما لا نهاية، لا تكون إلا باجتماع الأم وصغيرها في إطارٍ واحد وصورةٍ واحدة، ما يعني، بأنّ الأوقات النوعية لا تكتمل إلا إذا عاشت الأم كلّ لحظة فيها عن "حق وحقيق" وشاركت صغيرها كلّ لعبة وكلّ ضحكة وكلّ رقصة وكلّ ابتسامة صادقة قد لا تتكرر…
ولكن للأسف، ميل أمهات اليوم إلى تصوير أطفالهنّ، ظنّاً بأنهنّ يُخلّدن لهنّ ولهم الذكريات الجميلة، بات حجر عثرةٍ في وجه هذه الأوقات النوعيّة، وبات يحرم كلّ أم فرصة التقرّب من ملاكها والمشاركة بأسمى لحظاته والاستمتاع بها، نافياً حضورها الجوهريّ في كلّ معلم ومرحلة وخطوة جديدة، كما هو مبيّن في فيديو "لكل روعة صغيرة" من "جونسون".
وعليه، وإيماناً منّا بأنّ "كل لحظة زيادة على موبايلك هي لحظة أقل مع طفلك"، تنصحكِ "عائلتي" بأن تسعي منذ اليوم لأن تكوني الجندي المعلوم لا الجندي المجهول الذي اعتدتِ أن تكونيه لصغيرك، وتعيشي تجربة أمومتكِ طولاً وعرضاً وتستمتعي بكلّ لحظاتها ولا تكتفي بالتقاطها كما فعلت الأم في هذا الفيديو!
ففي النهاية، اللقطة الأروع والذكرى الأجمل والأكثر تأثيراً في طفلكِ هي التي تجمع كلاكما في إطارٍ واحدٍ وصورةٍ واحدة! وتذكّري أن أكثر ما يلفتنا في صور طفولتنا هو وجود أمهاتنا فيها فنتأمل ثيابهنّ وأشكالهنّ وحرارة عناقهنّ..
اقرأي أيضاً: دراسة جديدة: هكذا تؤثر لمستك على دماغ طفلك الرضيع!