كيفية التخلص من الدم بعد الولادة القيصرية تتطلّب عناية محدّدة خلال حدوث النزيف المهبلي الحاصل في فترة ما بعد الولادة.
فبعد أن كانت الدورة الشهريّة قد غابت عن المرأة خلال فترة الحمل كلّها، يطلّ عليها نزيف بعد الولادة الذي يُعدّ من الأمور الطبيعيّة في حالة الولادة القيصريّة أو المهبليّة الطبيعيّة. ويقوم الجسم من خلاله بطرد الأنسجة المتبقيّة، وبقايا المخاط والدمّ عبر المهبل. سنقدّم لك في ما يلي ما عليك معرفته عنه.
مدّة نزيف بعد الولادة
يستمّر نزيف ما بعد الولادة، الذي يكون قد بدأ خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، حوالي الستّة أسابيع حتى ينتهي كليًّا. يكون هذا النزيف عبارة عن دمّ لونه أحمر داكن في بدايته، أي خلال الأيام الأولى من النفاس، لأنّه مكوّن من جلطات دمويّة مُختَلفة الأحجام. ويفتح لونه ليصبح بلون الدمّ الطبيعي كما تقلّ حدّة النزيف مع الوقت.
وفي حال حدث نزيف بعد هذه الفترة، أي بعد مرور أربعون يومًا على الولادة، يكون غالبًا عبارة عن الدورة الشهريّة. إذ إنّ السيّدة تنتظر، بعد انتهاء نزيف ما بعد الولادة، عودة الحيض وبالتالي الدورة الشهريّة التي لا يُمكن تحديد وقتها أو ترقّبها بعد الولادة القيصريّة أو الطبيعيّة، إذ إنّ العوامل التي تؤثر في عودتها غالبًا ما تكون نفسها في الحالتين، كالتغيّرات الهرمونيّة التي تعاني منها الأمّ الجديدة، حالتها الصحيّة قبل وبعد الولادة، وما إذا كانت تقوم بالرضاعة الطبيعيّة ووتيرتها.
نصائح للعناية بالنزيف للتخلّص منه بطريقة صحيّة
يوصي الأطبّاء، وفق موقع “الطبّي”، باتباع هذه النصائح للإهتمام بنزيف ما بعد الولادة:
- استخدمي الفوط الصحيّة القطنيّة لامتصاص الافرازات، وامتنعي كليًّا عن السدادات القطنية.
- ارتدي الملابس الداخليّة القطنيّة، وتجنّبي التي تحتوي على مواد غير القطن.
- تجنّبي استخدام مواد معطرة لدى غسل منطقة المهبل، كالصابون والشامبو المعطّرين، واستبدليهم بالصابون الطبيعي.
- أرضعي طفلك طبيعيًّا قدر الإمكان، لأنّ عضلات الرحم والأوعيّة الدمويّة فيه تنقبض أثناء الرضاعة الطبيعيّة، ما يُساعد بشكل كبير في تخفيف حدّة هذا النزيف بعد الولادة القيصرية خاصّةً.
- تناولي مسكّنات الألم التي يصفها لك طبيبك وتأكّدي منه أنّها مسموحة مع الرضاعة الطبيعيّة.
- ضعي كمادات دافئة على بطنك لتخفيف ألم الانقباضات والتقلصّات الحاصلة في الرحم. ولكن انتبهي ألّا تكون ساخنة.
- مارسي أنشطة بدنيّة موصى بها خلال فترة التعافي من الولادة القيصريّة، ولكن باعتدال ومن دون إجهاد، لأنّها قد تؤدّي إلى زيادة كميّة النزيف واطالة مدّته إذا كانت تمارين غير مدروسة ومناسبة.
عودة الحيض بعد الولادة القيصريّة
ليس هناك قاعدة موحّدة لجميع حالات الأمّهات في ما يخصّ عودة الدورة الشهريّة بعد الولادة. إذ انّها تعتمد غالبًا على ما إذا كانت الأمّ مرضعة أم لا. ففي الحالة الأولى، قد يستغرق رجوع الحيض وقتاً أطول من الأمّ التي لا ترضع طبيعيًّا، وخاصّةً إذا كانت الرضاعة الطبيعيّة حصريّة. وقد لا تعود الدورة الشهريّة خلال كلّ فترة الرضاعة لدى العديد من الأمّهات الجدد، كما من الممكن أن تعود بعد شهرين حتّى في حالات الرضاعة الطبيعيّة. أمّا في حال لم تكن الأمّ مُرضعة رضاعة طبيعيّة، من المرجّح أن تعود الدورة بعد الولادة بثمانية الى ستّة أسابيع.
الرضاعة الطبيعيّة ليست العامل الوحيد الذي يلعب دورًا في عودة الحيض بعد الولادة القيصريّة، إذ أنّ هناك عوامل عدّة أخرى تؤثّر عليها، وأهمّها:
- حالة الأمّ الصحيّة قبل وبعد الولادة بشكل عام، والتعب بعد الولادة.
- التغيّرات الهرمونيّة التي تحصل لها.
- التوتر والقلق الناتج عن الضغط النفسي التي تعاني منه الأمّ الجديدة، واكتئاب ما بعد الولادة.
- الوزن المُكتسب خلال الحمل.
- المعاناة من مشاكل الدورة الشهريّة عادةً أي قبل الحمل والولادة.
- اضطرابات في الغدّة الدرقيّة.
- إذا كانت تمارس أي نشاط بدني أم لا.
ماذا عليك أن تتوقّعي خلال أوّل حيض بعد الولادة؟
قد تشعرين لدى حدوث الدورة الشهريّة للمرّة الأولى بعد الولادة القيصريّة، كما الطبيعيّة، أنّها مختلفة عن الحيض المعتاد لديك قبل الحمل. وإليك بعض التغيّرات التي قد تلاحظيها عند حدوثها:
- تغيّر في لون الدمّ: إذ ستلاحظين أنّه أحمر فاتح خلال الدورة الأولى بعد الولادة.
- غزارة الحيض بعد الولادة القيصرية: من الممكن أن تعاني الأمّ من نزيف حادّ وغزير خلال الأربع الى خمسة أيّام الأولى من الدورة الشهريّة الأولى بعد الولادة القيصرية، ويُرجّح أنّ ذلك يعود الى للشقّ الجراحي في جدار الرحم أو الى سماكة جدار الرحم. كما أنّه من الممكن أن تكون لاضطرابات الغدّة الدرقية، إذا وُجدت، علاقة بهذا النزيف.
- تكتلات دم: من الممكن أن تلاحظي مع النزيف نزول بعض كتل الدم بلون أحمر داكن أو فاتح.
- مدّة أطول: على الرغم من أنّ النزيف الحادّ يخفّ بعد بضعة أيام، إلّا أنّه قد يستمرّ لمدّة أطول من مدّة الحيض المعتادة لديك، وقد يتخطّى السبعة أيّام.
- عدم انتظام الدورة: من الطبيعيّ أن تتوقّعي ألّا تنتظم الدورة الشهريّة لديك فور حدوثها للمرّة الأولى، وقد يستغرق الأمر عدّة أشهر. وقد يكون السبب في ذلك زيادة الوزن أثناء الحمل ثمّ فقدانه، اضطرابات الهرمونات والغدد، بالإضافة الى التغيّرات النفسيّة التي تعاني منها الأمّ بعد الولادة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ نزيف ما بعد الولادة القيصريّة، كما الطبيعيّة، أمرًا طبيعيًّا وضروريّ لتنظيف الرحم من الترسّبات التي عليه التخلّص منها. ومن الطبيعيّ أيضًا أن يأخذ هذا الإجراء وقته ليتمكّن جسمك من التعافي. فإذا كنت تبحثين عن كيفيّة التخلّص منه، عليك أوّلًا الاهتمام به كما نصحناك أعلاه لتسهيل وتسريع انتهاءه، وأبرزها القيام بالرضاعة الطبيعيّة.